قراءة في انسحابات أبين.. إصرار جنوبي على إنجاح اتفاق الرياض
الجمعة 17 يناير 2020 20:41:05
واصل الجنوب التزامه الكامل ببنود اتفاق الرياض، على النحو الذي يساهم في إنجاح هذه الخطوة، في وقتٍ يتعرض هذا المسار لسلسلة طويلة من الاعتداءات والخروقات التي تمارسها المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية.
القوات الجنوبية واصلت الانسحاب من مواقعها في محافظة أبين، تنفيذًا لاتفاق الرياض، حيث نصَّت خطة تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق على انسحاب القوات المسلحة الجنوبية ومليشيا الإخوان التابعة لحكومة الشرعية من محافظتي أبين وشبوة، خلال فترة زمنية مدتها أسبوع.
وقالت مصادر ميدانية إنّ القوات الجنوبية تواصل انسحابها بحسب الجدول المحدد في مصفوفة اتفاق الرياض واللجنة السعودية المشرفة.
وكشفت المصادر عن انسحاب الكتيبة الأولى من لواء المهمات الخاصة، في اليوم الثالث، من تطبيق خطة الانسحابات.
وبدأت عملية سحب القوات، يوم الثلاثاء الماضي، بانسحاب اللواء التاسع صاعقة، وتلاها يوم الأربعاء، عملية انسحاب قوات اللواء الخامس دعم وإسناد من مواقعها في وادي حسان.
إقدام القوات الجنوبية على هذا الأمر يبرهن على الإصرار الجنوبي التام للعمل على إنجاح اتفاق الرياض، المُوقّع في الخامس من نوفمبر الماضي بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية، والذي تعرّض لكثيرٍ من الخروقات والاعتداءات من قِبل حزب الإصلاح الإخواني من أجل إفشال هذا المسار.
وكان الجنوب قد برهن على حسن نواياه في مرحلة سابقة عندما سمح بعودة الحكومة إلى العاصمة عدن، فيما تعرَّضت بقية بنود الاتفاق لسلسلة طويلة من العراقيل الإخوانية التي ارتكبتها هذه المليشيات التابعة لحكومة الشرعية على مدار الأسابيع الماضية.
التزام الجنوب ببنود اتفاق الرياض يمكن القول إنّه الضمانة الأولى من أجل إنجاح هذا المسار، حيث تُبدي القيادة الجنوبية كثيرًا من ضبط النفس، وتتجاهل الاستفزازات الكبيرة والمتواصلة التي تمارسها المليشيات الإخوانية ضد الجنوب، سواء ضد قواته المسلحة أو ضد مواطنيه.
وعلى الرغم من الالتزام الجنوبي الكامل ببنود اتفاق الرياض والذي تبرهن منذ اللحظة الأولى عندما سمحت القيادة السياسية بعودة الحكومة إلى العاصمة عدن، إلا أنّ حزب الإصلاح يواصل استهداف الاتفاق، وقد حوَّل عملياته إلى ترويج أكاذيب مفضوحة في الساعات الماضية.
وفيما يتعلق بملف الانسحابات في شبوة وأبين، فقد روَّجت الأبواق الإعلامية لحزب الإصلاح في الفترة الأخيرة بأنّ المقدم محمد البوحر والمقدم وجدي باعوم استلما مواقع ومعسكرات النخبة الشبوانية، وهو ما نفته مصادر محلية تحدّثت لـ"المشهد العربي".
المصادر قالت إنّ "البوحر" يتواجد في المكلا حاليًّا، وأن باعوم لايزال في العاصمة عدن، ولم يصلا إلى محافظة شبوة إلى الآن.
وكشفت المصادر كذلك أنّ سعيد بن معيلي يتنقّل بين عدة مواقع بمدينة شقرة، وذلك في قرن الكلاسي، وأسفل عقبة العرقوب ووادي سقم، وأماكن أخرى، كما أنّ الصبيحي لا يزال في شقرة وأسفل العرقوب.
وأشارت المصادر إلى أنّ لؤي الزامكي بكتائبه يتواجد في شقرة وفي عكد، والإخواني سند الجلد الذي يقود "اللواء الخامس" لايزال في شرق مودية وفي شقرة ولديه كتائب سرية وراء خزان المياه في شقرة، وتضم الكثير من العناصر الإرهابية.
وأوضحت المصادر أيضًا أنّ القوات التي تمركزت في العرم وفي قرن السوداء في شبوة لا تزال كما هي منذ عدة أيام، لافتةً إلى أنّها شوهدت - الأربعاء - تبني لها تحصينات في مفرق العرم، وفي قرن السوداء.