رغم التقدُّم الطفيف.. خطة إخوانية قطرية تركية لإفشال اتفاق الرياض
في الوقت الذي اتفقت فيه مختلف الأطراف الإقليمية والدولية على أهمية اتفاق الرياض فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، فإنّ المليشيات الإخوانية التابعة لحكومة الشرعية تواصل العبث ببنود الاتفاق.
وفيما تحدَّثت صحيفة العرب اللندنية عن تسجيل تقدّم طفيف في تنفيذ الاتّفاق الذي رعته المملكة العربية السعودية في الأيام الأخيرة بعد أن تمّ الأسبوع الماضي التوقيع على مصفوفة انسحابات عسكرية متبادلة تقضي بعودة القوات المتفق عليها بين الطرفين إلى مواقعها السابقة، إلا أنّ أجنحة داخل حكومة الشرعية على صلة بحزب الإصلاح الإخواني أو متوافقة مصلحيًّا مع أجندته، تعمل على عرقلة استكمال تنفيذ الاتفاق.
جهود إفشال اتفاق الرياض ومحاولة دفعه إلى الانهيار، وفق الصحيفة، تُحرِّكها مساعي قطرية تركية إلى عرقلة المسار الذي قطعه التحالف العربي بقيادة السعودية طيلة قرابة الأربع سنوات لإعادة الاستقرار إلى اليمن ومنع وقوعه في قبضة إيران والتنظيمات الإرهابية.
الاتفاق الذي تمّ التوصُّل إليه برعاية سعودية كاملة، كان الهدف الأساسي له ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما عمل حزب الإصلاح الإخواني، المخترِق لحكومة الشرعية على تشويه هذه البوصلة طوال الفترة الماضية.
وعلى الرغم من الأهمية الكبيرة لهذه الخطوة فيما يتعلق بمستقبل الحرب على الحوثيين، إلا أنّ حكومة الشرعية واصلت العبث ببنود هذا الاتفاق، وذلك من خلال سلسلة طويلة من الجرائم والانتهاكات التي استهدفت في المقام الأول إفشال هذا المسار.
وحتى قبل التوصُّل للاتفاق، كانت المليشيات الإخوانية التابعة للشرعية قد حاولت إفشال الاجتماعات التي عقدت في مدينة جدة السعودية، من أجل إفشالها وعدم التوصّل لاتفاق، إلا أنّه بفضل المشاركة الفاعلة للمجلس الانتقالي في المحادثات والتصميم السعودي على إنجاحها قد أدّى إلى توقيع الاتفاق.
ولم يكن متوقعًا أن يرفع حزب الإصلاح الراية بسهولة لا سيّما أنّ الاتفاق يقضي على نفوذ "الإخوان" سياسيًّا وعسكريًّا، ولذلك فقد عمل الحزب المخترق للشرعية على إفشال الاتفاق وذلك عبر سلسلة طويلة من الانتهاكات والخروقات لبنوده.
في مقابل كل ذلك، تُبدي القيادة الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، التزامًا كاملًا ببنود الاتفاق من أجل إنجاح هذا المسار، وهو ما برهن على أنّ الجنوب يقف في خندق واحد إلى جانب التحالف العربي في الحرب على الحوثيين، على عكس حكومة الشرعية التي طعنت التحالف عبر تعاونها وتنسيقها مع المليشيات الموالية لإيران.
تعبيرًا عن ذلك، قال الرئيس عيدوس الزُبيدي ، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إنّ المجلس التزم بالتهدئة احترامًا لجهود المملكة العربية السعودية وحرصها على إحلال السلام، موضحًا أنَّ مليشيا الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية لازالت تعمل على التصعيد المستمر والحشود المتواصلة باتجاه الجنوب خلافًا للاتفاق الذي ينص على الانسحاب.
وأضاف أنَّ المجلس الانتقالي ملتزم بضبط النفس، رغم الاستفزازات التي لا تتوقف، متابعًا: "إذا استدعت الضرورة فنحن قادرون على حماية شعبنا من أي محاولة تطاول ولا قلق في هذا".