المليشيات ونسبة الـ5%.. تضييق حوثي على عمل المنظمات الإغاثية
واصلت المليشيات الحوثية التضييق على عمل المنظمات الإغاثية الدولية، وذلك بهدف فرض مزيدٍ من الأعباء الحياتية على السكان، لا سيّما في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات.
ففي تحرك حوثي مروِّع، طلب ما يسمى المجلس الأعلى لإدارة وتنسيق الشئون الإنسانية التابع لمليشيات، المنظمات الدولية والمحلية تسليم 5 % من ميزانية كل مشروع إنساني .
وعلم "المشهد العربي" من مصدر عامل في منظمة إنسانية بصنعاء أنّ مليشيا الحوثي أوقفت إصدار تصاريح للمشروعات الإنسانية, مطالبة بتسليم 5% من ميزانية كل مشروع للمجلس الحوثي، لابتزاز المنظمات .
وأضاف المصدر أنّ الطلب الأخير لمليشيا الحوثي يهدد بتوقف المشروعات الإنسانية وبخاصةً في مجال الصحة والمياه والتغذية, كون أي مشروع يضع ميزانية دقيقة بما في ذلك الإبتزازات الحوثية في بنود تسهيل مهام والتي تكون من نصيب المشرفين الحوثيين .
وأكد المصدر أنّ الابتزاز الحوثي الأخير يشكل تعسفًا غير مسبوقا للمنظمات, وقد يدفع المانحين الدوليين إلى التوقف عن تمويل المشاريع التي يريد الحوثيين الاستيلاء على أموالها بشكل علني.
هذه الخطوة الحوثية "الشيطانية" تنضم إلى سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبتها المليشيات في هذا الصدد من أجل مضاعفة الأعباء الإنسانية على السكان على النحو الذي يضمن للحوثيين إطالة أمد الحرب إلى أكثر وقت ممكن.
وبالإضافة إلى التضييق على عمل المنظمات، فقد عملت المليشيات الحوثية كذلك سرقة المساعدات المقدمة من المنظمات الإغاثية الدولية، ضمن محاولات متواصلة من قِبل المليشيات لمضاعفة الأزمة الإنسانية.
وقبل يومين، كشف مدير شعبة التنسيق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية " أوتشا" راميش راجاسينجهام أنَّ القيود على وصول المساعدات الإنسانية تؤثر على 6,7 مليون شخص محتاج، مشددًا على أنَّ هذا الرقم لم يكن أبدا مرتفعًا بهذا القدر.
وحذَّر المسؤول الأممي من تعرُّض الكثير من الموظفين الأممين للمضايقات والتهديد، مؤكّدًا أنّ البعض الآخر محتجز تعسفيًا أو غير قادر على الحركة بحرية، وأحيانًا لفترات طويلة.
ومؤخرًا أيضًا، كشف مصدر مسؤول بمجال الإغاثة أنّ انتهاكات الحوثيين بحق المساعدات مستمرة حتى اللحظة بدءًا من عرقلة وصول القوافل المحملة بالمساعدات الغذائية والطبية والمحروقات النفطية، وصولًا إلى قصف مطاحن الغذاء في الحديدة التابعة لبرنامج الغذاء العالمي.
وأضاف أنَّ مليشيا الحوثي تستغل الورقة الإنسانية لتحقيق أجندتها واستعطاف المجتمع الدولي، ونوه بأنَّ المليشيات تقصف بشكل مباشر مخازن القمح بصوامع الغلال في الحديدة، بهدف حرق وإتلاف أكثر من 51 ألف طن تابع لبرنامج الغذاء العالمي.
وكانت المليشيات الحوثية قد أتلفت مؤخرًا، سبعة أطنان من الأدوية التابعة لإحدي المنظمات الدولية بعد تعرضها للتلف بسبب رفض الملشيات لفريق عمل المنظمة توزيعها لمدة ثمانية أشهر.
وتعرّضت منظمة العمل لمكافحة الجوع تعرضت لسلسلة من التعسفات الحوثية، حيث مُنعت في الفترات الماضية من توزيع أدوية ومواد غذائية، ما سبّب تلف جزء كبير من المساعدات التي تقدمها للمواطنين في محافظة الحديدة الساحلية.
في مدينة الحديدة، كشفت مصادر أنَّ المليشيات الحوثية اقتحمت أحد مخازن المنظمة وأتلفت كميات كبيرة منها 48 صنفًا من الأدوية للأمراض المزمنة، وكميات أخرى من السوائل الوريدية والفيتامينات.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّه على مدار الأشهر العشرة الماضية، تعرَّضت العشرات من المنظمات الدولية لممارسات تعسفية من الحوثيين؛ بهدف ابتزاز هذه المنظمات، مما أدى ببعضها إلى تعليق أنشطتها في الجانب الإنساني، قبل أن تستأنف العمل من جديد.