خيانات الشرعية تدفع لضرورة تأمين جبهة أبين
الأحد 19 يناير 2020 20:18:00
أثبت المجلس الانتقالي الجنوبي التزاماً دقيقاً بتطبيق بنود اتفاق الرياض، وبدت رغبته في إبداء حسن النوايا لإنجاح الاتفاق من خلال انسحابات القوات الجنوبية من المواقع التي حددها الاتفاق بمحافظة أبين، غير أن ذلك يتطلب في الوقت ذاته الالتفات إلى إمكانية إقدام الشرعية على خيانة العهود والمواثيق مرة أخرى واستغلال الأمر لصالحها.
ويرى مراقبون أن تأمين جبهة أبين أمر ضروري ولا ينفصل عن تأمين باقي جبهات محافظات الجنوب وفي القلب منها العاصمة عدن، وأن التريث في التأكيد من نوايا الشرعية بالانسحاب من مواقعها بمحافظات الجنوب يعد مطلوباً للغاية بعد أن تخلت الشرعية مرات عدة عن وعودها التي التزمت بها مع التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي.
ويتخوف البعض من إمكانية رضوخ الشرعية للضغوطات التي تمارسها قوى إقليمية عليها تقبع في معسكر الشر ( الإيراني التركي القطري)، وتدفعها لإفشال اتفاق الرياض، وأن وجود علاقات وثيقة بين أعضاء تابعين لها وتلك الدول قد يغير من موقفها في أي لحظة.
ولعل ذلك ما كان دافعاً لاطلاع الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، خلال اجتماعه، اليوم الأحد، بأعضاء الجمعية الوطنية عن محافظة أبين، على الأوضاع الأمنية في المحافظة.
واستعرض اللقاء الإجراءات المتعلقة بتنفيذ اتفاق الرياض في الشق العسكري، وقضايا الخدمات العامة، وتطرق النقاش إلى تجاوزات مليشيات الإخوان وعناصرها الإرهابية، لعرقلة عملية سحب القوات العسكرية من خطوط المواجهة في محافظتي أبين وشبوة.
وغادرت قوات جنوبية، أمس السبت، مواقعها في محافظة أبين، التزاما بخطة تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق الرياض، وحددت اللجنة المشرفة على تنفيذ مصفوفة اتفاق الرياض، جدولا زمنيا لانسحاب القوات الجنوبية من مواقعها.
وقال مصدر ميداني مطلع، إن كتيبة من اللواء الأول مشاة وكتيبة من اللواء الثالث صاعقة، انسحبتا أمس السبت من مواقعهما في منطقة الشيخ سالم بمحافظة أبين.
بدأت عملية سحب القوات، يوم الثلاثاء الماضي، بانسحاب اللواء التاسع صاعقة، وتلاها يوم الأربعاء، عملية انسحاب قوات اللواء الخامس دعم وإسناد من مواقعها في وادي حسان.
ويوم الأربعاء الماضي، ذكرت مصادر أن أعضاء باللجنة العسكرية السعودية عقدوا اجتماعاً مع قيادات جنوبية في أبين، هدف للاتفاق على بقية النقاط الخاصة بإعادة الانتشار في المحافظة.
فيما تواصل قوات الحزام الأمني، في محافظة أبين حملتها الأمنية في مدينة زنجبار والمناطق المجاورة، لضبط الدراجات النارية والسيارات المجهولة ومنع حمل السلاح غير المرخص.
وكشفت مصادر ميدانية، عن نجاح الحملة الأمنية في زنجبار والمناطق المجاورة، كما أكدت أنها تسير بوتيرة عالية إلى حين تحقيق أهدافها.
ودعت قوات الحزام الأمني في أبين، الأهالي إلى الحفاظ على أمن واستقرار المدينة، ومحاربة الظواهر الاجتماعية الدخيلة كإطلاق الرصاص العشوائي في الأعراس، وطالبت بالإبلاغ عن المخالفين للأنظمة والضوابط، أو أي تحركات لعناصر مشبوهة من الجماعات الإرهابية والخارجين عن القانون.