استهداف نقاط المراقبة.. تصعيد حوثي يستهدف الرقابة الدولية

الثلاثاء 21 يناير 2020 19:36:32
استهداف نقاط المراقبة.. تصعيد حوثي يستهدف الرقابة الدولية

تواصل المليشيات الحوثية خرق الهدنة الأممية عبر سلسلة طويلة من الأعمال العسكرية التي تستهدف إفشال مسار السلام وإطالة أمد الحرب.

ففي الساعات الماضية، عاودت مليشيا الحوثي خرق الهدنة الأممية في محافظة الحديدة، مستهدفة مواقع القوات المشتركة ونقاط ضباط الارتباط التي نشرتها لجان الرقابة الأممية نهاية أكتوبر الماضي، لمراقبة سير تنفيذ اتفاق ستوكهولم، وإيقاف عملية إطلاق النار.

واستهدفت مليشيا الحوثي، مواقع للقوات المشتركة، واقعة تحت مراقبة نقاط ضباط ارتباط من الجانبين، تشرف عليها لجنة رقابة أممية، في مدينة الحديدة، كبرى مدن الساحل الغربي.

وبحسب مصادر عسكرية، فإنّ المليشيات استهدفت بأسلحة متوسطة، مواقع شرق مدينة الصالح، التي تقع تحت رقابة نقطة الارتباط الثانية، حيث أطلقت نيران أسلحتها المتوسطة على المواقع المشتركة في 22 مايو، الواقعة بالقرب من مراقبة نقطة الارتباط الخامسة في سيتي ماكس.

إلى ذلك، استهدف قناصة المليشيات، مواقع القوات المشتركة الموجودة بالقرب من مصنع إخوان ثابت، والمشمولة بمراقبة نقطة الارتباط الأولى في الخامري، دون أن يتخذ فريق الرقابة الأممي أي موقف تجاه هذه الانتهاكات المتواصلة من قبل المليشيات.

وكانت لجنة الرقابة الأممية قد نشرت خمس نقاط ارتباط نهاية أكتوبر الماضي، بهدف تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار ومراقبة خروقات، استناداً إلى اتفاق السويد.

إقدام المليشيات على استهداف نقاط المراقبة التي نشرتها الأمم المتحدة، يمثل إصرارًا من قبل الحوثيين على التصعيد العسكري، كما أنّ ذلك يبرهن على أنّ هذا الفصيل الموالي لإيران لا يخشى الإدانة الدولية ولا أن يطاله أي عقاب.

وكانت المليشيات الحوثية قد أقدمت قبل أيام، على حفر أنفاق وخنادق في منطقة كيلو 16، شرق مدينة الحديدة، وذل تحت مراقبة نقاط الارتباط التي تشرف عليها للجنة الرقابة الأممية.

وكشف لقطات مصورة عن أعمال حفر أنفاق امتدت لمسافات طويلة داخل مزارع المواطنين وصولاً إلى المنازل والمؤسسات العامة والخاصة وفي الطرقات الرئيسية وبمحاذاتها، كما حفرت عناصر المليشيات الإرهابية، عددا من الخنادق والتحصينات الجديدة للتمركز فيها.

هذه الممارسات الإرهابية من قِبل المليشيات الحوثية تبرهن على أنّ هذا الفصيل الموالي لإيران لا يمكن أن يسير في طريق السلام، وأن تعمل على إطالة أمد الحرب لأقصى حد ممكن من أجل تكبيد المدنيين كثيرًا من الأعباء الفادحة، بما يضمن للمليشيات فرض سيطرتها الغاشمة على هذه المناطق.

وعلى مدار سنوات الحرب، تسبّب الحوثيون إجمالًا في إغراق اليمن بأزمة إنسانية مأساوية، ينتابها الكثير من الأرقام الصادمة والمروّعة، حيث تؤكد منظمات دولية أنَّ 21 مليون شخص، من أصل 27 مليونًا، باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما فقد أكثر من 100 ألف أرواحهم جراء الأوبئة والأمراض القاتلة التي تفشت جراء الحرب الحوثية.

ومع تعدُّد التقارير الدولية التي بيَّنت حجم المآسي الإنسانية الناجمة عن الحرب العبثية الحوثية، يظل المجتمع الدولي متهمًا بعدم اتخاذ إجراءات رادعة على الأرض توقف هذا الإرهاب الحوثي الفتاك.

ويمكن القول إنّ الدور الأممي يقتصر على بيانات يُقال إنّه لا تساوي قيمة الحبر الذي تُكتب به، كونها لا تؤدي إلى أي تغييرات جذرية على الأرض، لا سيّما فيما يتعلق بردع المليشيات الحوثية وإجبارها على الانخراط في طريق السلام.