شروط الحوثي التعجيزية.. المليشيات تطيل أمد الحرب

الأربعاء 22 يناير 2020 18:39:32
 شروط الحوثي "التعجيزية".. المليشيات تطيل أمد الحرب

دخلت المليشيات الحوثية في مرحلة جديدة من سياساتها الرامية إلى تعزيز سلطتها وهو ما يُرجِّح أمر إطالة أمد الحرب في الوقت الراهن.

وفي الأيام الماضية، وضعت مليشيا الحوثي شروطًا جديدة للدخول في مفاوضات حول عملية السلام خلال الفترة المقبلة.

وبينما يحاول المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث وسفراء أوروبيون إنعاش مسار السلام المتعثر، رهنت المليشيات الحوثية التوصل إلى تسوية سياسية شاملة بتحقيق عدة شروط، تسعى جميعها إلى تثبيت سلطاتها.

وتضمنت الشروط الحوثية الوقف الشامل لإطلاق النار في كل الجبهات ورفع الحصار عن المليشيات بشكل كامل.

وشملت الشروط تحييد العملية الاقتصادية ودفع مرتبات موظفي الدولة وإعادة فتح مطار صنعاء والسماح بالدخول الدائم للسفن المحملة بالمشتقات النفطية والمواد الغذائية إلى ميناء الحديدة دون أي عوائق.

وترغب المليشيات من وراء تلك الشروط في تثبيت وجودها وفتح المنافذ البحرية والجوية أمام الدعم الإيراني.

وبعيدًا عن جدوى هذه الشروط التي وضعتها المليشيات الحوثية، فإنّ هذا الفصيل لا يمكن أن يسير في طريق السلام، وسيعمل على إطالة أمد الحرب على النحو الذي يُعزِّز من سلطة المليشيات.

وكثيرًا ما برهنت المليشيات الحوثية على مساعيها لإطالة أمد الحرب، تجلّت خلال الساعات الماضية في معاودة المليشيات خرق الهدنة الأممية في محافظة الحديدة، مستهدفة مواقع القوات المشتركة ونقاط ضباط الارتباط التي نشرتها لجان الرقابة الأممية نهاية أكتوبر الماضي، لمراقبة سير تنفيذ اتفاق ستوكهولم، وإيقاف عملية إطلاق النار.

واستهدفت مليشيا الحوثي، مواقع للقوات المشتركة، واقعة تحت مراقبة نقاط ضباط ارتباط من الجانبين، تشرف عليها لجنة رقابة أممية، في مدينة الحديدة، كبرى مدن الساحل الغربي.

وبحسب مصادر عسكرية، فإنّ المليشيات استهدفت بأسلحة متوسطة، مواقع شرق مدينة الصالح، التي تقع تحت رقابة نقطة الارتباط الثانية، حيث أطلقت نيران أسلحتها المتوسطة على المواقع المشتركة في 22 مايو، الواقعة بالقرب من مراقبة نقطة الارتباط الخامسة في سيتي ماكس.

إقدام المليشيات على استهداف نقاط المراقبة التي نشرتها الأمم المتحدة، يمثل إصرارًا من قبل الحوثيين على التصعيد العسكري، كما أنّ ذلك يبرهن على أنّ هذا الفصيل الموالي لإيران لا يخشى الإدانة الدولية ولا أن يطاله أي عقاب.

وكانت المليشيات الحوثية قد أقدمت قبل أيام، على حفر أنفاق وخنادق في منطقة كيلو 16، شرق مدينة الحديدة، وذل تحت مراقبة نقاط الارتباط التي تشرف عليها للجنة الرقابة الأممية.

وكشف لقطات مصورة عن أعمال حفر أنفاق امتدت لمسافات طويلة داخل مزارع المواطنين وصولاً إلى المنازل والمؤسسات العامة والخاصة وفي الطرقات الرئيسية وبمحاذاتها، كما حفرت عناصر المليشيات الإرهابية، عددا من الخنادق والتحصينات الجديدة للتمركز فيها.

هذه الممارسات الإرهابية من قِبل المليشيات الحوثية تبرهن على أنّ هذا الفصيل الموالي لإيران لا يمكن أن يسير في طريق السلام، وأن تعمل على إطالة أمد الحرب لأقصى حد ممكن من أجل تكبيد المدنيين كثيرًا من الأعباء الفادحة، بما يضمن للمليشيات فرض سيطرتها الغاشمة على هذه المناطق.