إتلاف المساعدات أمام أعين السكان.. قلوبٌ حوثية تملؤها القسوة

السبت 1 فبراير 2020 18:48:46
 إتلاف المساعدات أمام أعين السكان.. قلوبٌ حوثية تملؤها القسوة

أي قسوة تلك التي ملأت قلوب عناصر المليشيات الحوثية، وهي تُقدِم على إتلاف مساعدات غذائية في وقتٍ يعاني فيه السكان من أبشع مأساة إنسانية في الدنيا.

ففي جريمة حوثية شديدة البشاعة، احتجزت المليشيات كميات كبيرة من الغذاء في مخازن المنظمات الإغاثية بمدينة الحديدة، بعد تقييد المنظمات عمليات التوزيع واتخاذها تدابير تحدُ من نهب الحوثيين للمساعدات.

مصادر محلية قالت إنّ هذا الأمر أزعج المليشيات فلجأت الى تعريض المساعدات للتلف في مخازنها ثم ذرها أمام آلاف الفقراء الذين منعوا عنها رغم قسوة أوضاعهم المعيشية، بدعوى أنها تالفة.

وأتلف الحوثيون 71 طنًا من مادة الدقيق التابعة لبرنامج الغذاء العالمي، والتي جرى حجرها من قبل المليشيات في مستودعات البرنامج حتى أصبحت غير صالحة للأكل بسبب تعرضها للرطوبة العالية ودرجة الحرارة.

المواد الإغاثية التي أتلفتها المليشيات كانت مخزنة في مستودعات المجلس الدنماركي، ومنع الحوثيون إخراجها وتوزيعها أو تحريكها من أماكنها ومعالجتها، حتى تعرضت للتلف قبل استنفاذ فترة صلاحيتها.

إقدام الحوثيين على إتلاف ونهب المساعدات هي جريمة ضد الإنسانية، تأتي في وقتٍ يعاني فيه السكان من أزمة إنسانية هي الأشد الأكثر فداحةً عالميًّا، وهو ما يستدعي تحرُّكًا حازمًا حاسمًا ضد المليشيات من قِبل المجتمع الدولي.

وكانت المليشيات قد أقدمت قبل أيام، على ونهب 127.5 طنا من المواد الغذائية، من أحد مستودعات برنامج الأغذية العالمي بمديرية أسلم في محافظة حجة، التي تقع تحت سيطرة الميليشيات الحوثية.

وأدان برنامج الأغذية العالمى بشكل قاطع هذه الجرائم، وشدَّد على ضرورة السماح لبرنامج الأغذية العالمى بتقديم المساعدات الغذائية الضرورية إلى الأسر الأكثر احتياجًا وفقًا للمبادئ الإنسانية الدولية.

وسبق لبرنامج الغذاء العالمى أن اتهم مليشيا الحوثى فى أكثر من مناسبة بنهب مساعدات الفقراء، ووصف المليشيات بأنها "تسرق الطعام من أفواه الجوعى" بعد التأكد من سرقتها حصة 33% من المساعدات المخصصة للمحتاجين الذين يدعمهم الغذاء العالمي.

وكانت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أورسولا مولر قد اتهمت أيضًا ميليشيا الحوثى بنهب المساعدات ومنع تنفيذ نصف مشاريع المنظمات غير الحكومية العاملة فى المجال الإنسانى وطرد بعض موظفى تلك المنظمات وموظفى الأمم المتحدة بدون أى أسباب.

وأشارت مولر إلى تدخل المليشيات فى العمليات الإنسانية ومحاولاتها التأثير باختيار المستفيدين من تلك المساعدات والشركاء المنفذين، ومحاولة إلزام المنظمات الإنسانية بالعمل "فى ظروف تتناقض مع المبادئ الإنسانية".

كما نددت بممارسات مليشيا الحوثى فى الجانب الإنسانى وإعاقتها لوصول المساعدات الإنسانية لمستحقيها بشكل منتظم.