إحصائية جديدة.. حقول الموت تحصد مئات الأبرياء في اليمن

الأحد 2 فبراير 2020 23:02:00
إحصائية جديدة.. حقول الموت تحصد مئات الأبرياء في اليمن

حولت المليشيات الحوثية المناطق التي تستطير عليها إلى ما يمكن تسميته بـ"حقول الموت"، بعد أن زرعت الألغام بكثافة على حدودها وداخل المناطق الأهلة بالسكان أيضاً بما يضمن بقاء احتلالها، ما انعكس على ارتفاع الضحايا المدنيين جراء تلك الممارسات الإرهابية.

حملت منظمة حقوقية دولية، أمس السبت، ميليشيا الحوثي الإرهابية مسؤولية مقتل 580 ضحية بينهم 104 أطفال و60 امرأة، انفجرت بهم الألغام، علاوة على جماعات مسلحة أخرى بينها تنظيمات متطرفة مسؤولة عن مقتل 105 أشخاص، بينهم 30 طفلا و7 نساء و68 رجلا.

وذكرت منظمة "رايتس رادار" الهولندية، في تقرير، أن الانقلاب الحوثي على الشرعية منذ 2014 ولا يزال مستمرا، جرت فيه أكبر عملية زرع للألغام الفردية والمضادة للمركبات والعبوات الناسفة والمتفجرة في تاريخ اليمن الحديث من قبل ميليشيات الحوثي.

وطالبت المنظمة، في توصياتها، ميليشيا الحوثي الإرهابية تسليم خرائط كافة الحقول والمناطق التي زرعتها بالألغام في اليمن خلال السنوات الماضية إلى الحكومة اليمنية والهيئات والبرامج العاملة في مجال نزع الألغام باليمن، داعية في الوقت ذاته الحوثيين للتوقف عن زراعة الألغام بكافة أشكالها وأحجامها والكف عن صناعة العبوات الناسفة ومختلف أشكال المتفجرات، وتدمير مخزونها.

وناشدت المنظمة، الأمم المتحدة باستخدام صلاحياتها في ممارسة الضغط الدولي على جماعة الحوثي لوقف زراعة الألغام بكل أنواعها، وأوصت فريق الخبراء البارزين التابع للأمم المتحدة بمواصلة التحقيق في قضية زرع الألغام وتأثيرها على اليمنيين، بما يكفل إيصال الجناة إلى العدالة وعدم إفلاتهم من العقاب، وتعويض الضحايا والمتضررين.

وتمكنت الفرق الهندسية التابعة لمشروع "مسام" السعودي لنزع الألغام في الأيام الأخيرة، من نزع 1616 لغمًا وذخيرة غير منفجرة ليصل مجموع ما تم إزالته في شهر يناير الماضي إلى 5757 لغمًا، وليرتفع إجمالي فخاخ الموت المنزوعة منذ انطلاق المشروع إلى 125 ألفًا و902 لغم وعبوة ناسفة وذخيرة غير منفجرة.

ونقل الموقع الرسمي للمشروع عن المهندس أحمد علي سعيد، أحد أعضاء الفريق "26 مسام" الخاص بجمع القذائف بمديرية المخا بالساحل الغربي قوله إنّ فريقه تمكن حتى الآن من جمع أكثر من 40 ألف قذيفة غير منفجرة في مديرية المخا.

وأضاف أنّ بعض تلك القذائف عبارة عن قنابل وصواريخ خاصة استولى عليها الحوثيون وحولوها إلى عبوات ناسفة تستخدم لنسف جسور الطرقات وعبارات سيول الأمطار ومنازل السكان، موضحًا أنّ الحقل الجاري العمل فيه هو في الأصل حقل ألغام أرضية تبلغ مساحته أكثر من 22 ألف متر مربع، والعمل جار حاليًّا على تأمينه لخطورة موقعه على حياة المدنيين، باعتباره منطقة رعي وزراعة ومنه تمر الطرق الفرعية إلى القرى السكنية في منطقة حيس بن علون التابعة لمديرية المخا.

وأشار إلى أنّ فريقه تمكّن حتى الآن من تأمين 70 في المائة من مساحة الحقل الإجمالية وتم انتزاع 150 لغمًا متنوعًا، موجهًا رسالة شكر وتقدير لإدارة مشروع "مسام" على الدعم المادي واللوجيستي المقدم لهم من قبل المشروع، ومتابعة أعمالهم وتسهيل مهمتهم الإنسانية في اليمن.

ولا يقتصر عمل المشروع الذي يعمل تحت مظلة مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية على عملية نزع الألغام وإتلافها، بل يمتلك فرقًا خاصة لجمع القذائف غير المنفجرة والتي حولها الحوثيون إلى عبوات ناسفة تستخدم غالبا لنسف الجسور ومنازل السكان.

ويعمل مشروع "مسام"، بـ16 فريقًا هندسيًّا في الساحل الغربي موزعين على مديريات ذباب، والمخا، وباب المندب، والدريهمي، إلى جانب موزع، والوازعية، والخوخة، وحيس، ويختل، إضافة إلى مديرية كرش بمحافظة لحج، وذلك لتخفيف وطأة المعاناة عن المدنيين.

وزرعت المليشيات الحوثية أعدادًا مهولة جدًا من الألغام الأرضية والبحرية والعبوات الناسفة والقذائف الصاروخية والمدفعية في البر والبحر وبطريقة عشوائية تصل إلى ما يقارب المليون لغم وعبوة وقذيفة مفخخة على امتداد الساحل الغربي برًا وبحرًا.

ولجأت المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت الحرب، واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المناطق، ومنها الساحل الغربي الممتد من محافظة الحديدة وحتى باب المندب، المنفذ البحري الأهم في العالم، إلى إفراغ المعسكرات من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.

وتعد الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها، بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.