لهذه الأسباب لن يلتزم الحوثي بالتهدئة في اليمن
أشارت تقارير إعلامية عدة عن حصول المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، الذي غادر صنعاء اليوم الاثنين، وعوداً من الميليشيات الحوثية بالتهدئة وخفض التصعيد العسكري، غير أن الواقع يشير إلى غير ذلك في ظل استمرار الحشد الحوثي على الجبهات واستمرار إطلاق الصواريخ على المدنيين في مناطق متفرقة بجانب أن خطط إيران في الرد على مقتل قاسم سليماني لا يبدو أنها تأتي في إطار التهدئة.
هناك جملة من العوامل التي تدعم استمرار التصعيد الحوثي في اليمن، على رأسها، التعاون العلني مع المليشيات الإصلاحية والتي مكنت العناصر الإرهابية من السيطرة على جبهة نهم والتقدم في الجوف ومأرب، وهذا التعاون يقوم على المنفعة المتبادلة إذ أن الإصلاح سيثبت تواجده في تعز وبعض مناطق مأرب ويسعى لاستمرار تواجده في محافظتي شبوة وأبين، وبالتالي فإن خفض التصعيد إن جرى سيكون بالتعاون مع الإصلاح وليس بضغوط من المبعوث الأممي.
والعامل الثاني يرتبط بما جرى الإعلان عنه قبل يومين تقريباً على لسان وكيل أول محافظة الحديدة وليد القديمي، والذي أفصح عن تواجد قاسم سليماني في اليمن قبل مقتله بشهرين ونصف، ودخل عبر ميناء الحديدة وزار صنعاء والتقى بقيادات ميليشيات الحوثي، وأن تلك الزيارة كانت لدراسة الترتيبات العسكرية في سياق الهجوم على نهم ومأرب والجوف، وهي المعركة التي تحرك فيها الحوثي بكل ثقله لتحقيق مخطط سليماني.
وبالتالي فإن التصعيد الحوثي الحالي يأتي جزءاً من الرد على مقتله، إذ تحاول إيران التأكيد على أنها ماضية في خططتها بمنطقة الشرق الأوسط، وأن مقتل سليماني لن يثنيها عن تحقيق أهدافها، ولعل رغبة روحاني في التعامل مجدداً مع الولايات المتحدة ودفعه باتجاه الحوار معها يدعم استمرار نهج طهران التي سعت إلى توقيع اتفاق نووي مع الغرب في مقابل استمرار توسعها في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فإن خفض التصعيد لن يتحقق طالما استمرت سياسة العصا والجزرة التي اتبعتها إيران مسبقاً مع الولايات المتحدة.
أما ثالث هذه العوامل فيرتبط بالأمم المتحدة ذاتها، والتي لم تمارس من قبل ضغوطاً قوية على المليشيات الحوثية تدفعها نحو الالتزام باتفاقية ستوكهولم، واكتفت بإدانات لا تثمن ولا تغني من جوع، بل أن زيارات غريفيث المتتالية إلى صنعاء أظهرت المجتمع الدولي في موقف الضعيف، وبالتالي لا مجال للاستجابة للضغوطات في الوقت الحالي، إلا بإذن من طهران.
غادر المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، ظهر اليوم الاثنين، صنعاء بعد زيارة استغرقت 24 ساعة, التقى خلالها زعيم مليشيا الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، عبدالملك الحوثي, وعدد من القيادات الحوثية.
وكشف مصدر مطلع، أمس الأحد، لموقع "المشهد العربي"، تفاصيل اللقاء الذي جمع بين المبعوث الأممي، وزعيم المليشيا الإرهابية، عبدالملك الحوثي، عبر شاشة تلفزيونية، وقال المصدر إن اللقاء تطرق في مجمله إلى خفض التصعيد العسكري, والعودة إلى التهدئة, تمهيدا لعقد جولة جديدة من المشاورات، موضحاً أن المبعوث الأمي، حصل خلال اللقاء، على وعود من زعيم المليشيا الإرهابية بالتهدئة.
وقالت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أن مليشيات الحوثي الإرهابية فتحت باب القبول في الكليات العسكرية من دون شروط لتدريب المجندين والمتطوعين وحتى قدامى العسكريين، في مدة لا تتجاوز التسعة أشهر يصبح بعدها المتقدم للكلية ضابطاً برتبة ملازم ثانٍ، ثم تزج به مباشرة إلى جبهات القتال.
واستشهد طفل وسيدة مسنة، وأصيب طفلين آخرين، في قصف إجرامي لمليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة من إيران، على منازل المواطنين في المتينة التابعة لمنطقة الجبلية في مديرية التحيتا.
وكشف مصدر محلي عن سقوط عدد من قذائف الهاون الحوثية على منازل المواطنين، ما أدى إلى استشهاد سيدة مسنة تدعى مريم حسن محمد، واستشهاد الطفل محمد سلمان البالغ من العمر 10 سنوات.
وأوضح أن القصف أسفر عن أصابة طفلين، هما عديلة عادل داؤود، بالغة من العمر 13 عاما، والطفل محمد عادل داؤود، بالغ من العمر سبع سنوات، بجروح شديدة خلفتها شظايا قذائف الهاون الحوثية.