قصة عبودة مع اللغم الحوثي.. رحلة السوق التي كتبت النهاية

الثلاثاء 4 فبراير 2020 20:52:30
 قصة "عبودة" مع اللغم الحوثي.. رحلة السوق التي كتبت النهاية

لم يكن يدرك "عبدوة" أنّ رحلة عودته من السوق إلى المنزل ستكتب نقطة نهاية، لحياة طفلٍ كانت مليئة بمشاهد الرعب، ورائحة الدماء التي تفوح منها من كل مكان.

الألغام الكثيفة التي تزرعها المليشيات الحوثية على صعيد واسع، تواصل حصد أرواح المدنيين لا سيّما الأطفال الذين يدفعون ثمن هذا الإرهاب الحوثي الغاشم.

ففي محافظة الحديدة، قُتل طفلٌ في بانفجار لغم حوثي في منطقة المسنا التابعة لمديرية الحوك جنوبي المحافظة.

مصادر طبية قالت أن الطفل ؤعلي سالم البالغ من العمر 14 عاما قتل في انفجار لغم أرضي زرعته مليشيا الحوثي في الطريق المؤدي إلى منطقة المسنا جنوبي مدينة الحديدة.

وأضافت المصادر أنّ اللغم الحوثي انفجر بالطفل أثناء مروره في الطريق المؤدية إلى منطقة المسنا عائدًا من السوق إلى منزله.

المليشيات الحوثية منذ أن أشعلت الحرب، واستطاعت السيطرة على المؤسسات العسكرية والأمنية في معظم المناطق، ومنها الساحل الغربي الممتد من محافظة الحديدة وحتى باب المندب، المنفذ البحري الأهم في العالم، لجأت إلى إفراغ المعسكرات من الترسانة العسكرية بمختلف أنواعها ونقلها إلى المعسكرات الخاصة بها وأخرى قامت بتخزينها في كهوف الجبال.

الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الأحجام والأشكال والأنواع كانت أحد أخطر الأسلحة التي وضعت المليشيات يدها عليها، بالإضافة إلى الدعم الذي كانت تتلقاه من إيران قبل تحرير مناطق واسعة من الساحل الغربي عبر ميناء الحديدة ويعد من أهم الموانئ الرئيسية في اليمن، جعلت شهية الحوثيين تزداد شراهة لزرع المزيد من أسلحة الموت والدمار في المنطقة.

ومؤخرًا، كشفت منظمة رايتس رادار الهولندية، عن مقتل 580 شخصًا، بينهم 104 أطفال و60 امرأة و416 رجلاً، في انفجار ألغام زرعتها مليشيا الحوثي الموالية الإيرانية.

المنظمة قالت في تقرير تحت عنوان ( اليمن : حدائق الموت)، إنّ الصراع المسلح الذي يشهده اليمن منذ 2014 ولا يزال مستمرًا، جرت فيه أكبر عملية زرع للألغام الفردية والمضادة للمركبات والعبوات الناسفة والمتفجرة في تاريخه الحديث.

ورصد التقرير، تعرض 428 مدنيا لإعاقات جسدية، بينما بلغ عدد الجرحى العسكريين 173 شخصًا، محملًا مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران المسؤولية عن سقوط العدد الأكبر من ضحايا الإعاقة.