رعاة الأولمبياد يؤكدون تأييدهم لقرار التأجيل... ولكن!
رغم تأكيدات الرعاة الرئيسيين لقرار تأجيل دورة الألعاب الأولمبية (طوكيو 2020) ، ولكن تبعات هذا التأجيل على عقود الرعاية وما تتطلبه من ترتيبات خاصة سيكون من بين الأسئلة والاستفسارات العديدة التي تحتاج إلى إجابات في الفترة المقبلة.
وكانت اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة المنظمة لأولمبياد طوكيو اتخذتا قرارا أمس الأول الثلاثاء بتأجيل الدورة الأولمبية التي كانت مقررة في الفترة من 24 يوليو إلى التاسع من أغسطس المقبلين وذلك بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد في شتى بقاع العالم.
وأوضحت اللجنة الأولمبية الدولية أن رعاتها الرئيسيين أيدوا قرار التأجيل، وأكدوا دعمهم للجنة رغم تأجيل الأولمبياد إلى عام 2021 وهو ما يمثل أنباء جيدة للجنة الأولمبية الدولية لكون هؤلاء الرعاة مصدرا رئيسيا للدخل بالنسبة للجنة والدورات الأولمبية.
كما يمثل هذا نبأ جيدا لكل من الشركاء الوطنين، والمنظمين في اليابان الذي يمكن أن يتوقعوا أيضا دخلا إضافيا من بيع بعض السلع.
وبشكل عام، هناك 14 شركة من أنحاء العالم تمثل رعاة رئيسيين للجنة الأولمبية الدولية وهو أكبر عدد من الرعاة لنسخة واحدة من الدورات الأولمبية.
وتقدم كل شركة من هذه الشركات 200 مليون دولار، على الأقل، إلى اللجنة الأولمبية الدولية على مدار أربع سنوات، مقابل الحصول على حقوق إعلانية حصرية خلال الأولمبياد.
وقال الألماني توماس باخ، رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، في اجتماع هاتفي (كول كونفرنس) أن الرعاة أيدوا قرار تأجيل الأولمبياد.
وأوضح باخ : "تواصلنا مع جميع الرعاة. نحظى بدعمهم التام لهذا القرار، وسنعمل الآن على تنفيذه... هذه الدورة ستسمى دورة الألعاب الأولمبية (طوكيو 2020) . ومع هذا، وبالنسبة لي، من المنطقي أن يحتفظ الرعاة بحقوقهم حتى وإن أقيمت الدورة الأولمبية في 2021 ".
وتنتهي عقود أربعة من هؤلاء الرعاة الرئيسيين هذا العام، وبينهم "جنرال إلكتريك" ما يعني ضرورة إيجاد حلول لإضافة عام إلى هذه العقود.
ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للرعاة العشرة الآخرين وإن كانوا مرتبطين مع اللجنة الأولمبية الدولية بعقود أطول.
وترتبط شركة "كوكا كولا" بالدورات الأولمبية منذ 1928 كما أصبحت جزءا من برنامج الرعاة الرئيسيين في 1986.
وتمتد عقود "كوكا كولا" وكذلك شركتي "أوميجا" و"فيزا" مع اللجنة الأولمبية الدولية حتى 2032 .
وذكرت "كوكا كولا" أنها "تحترم تماما" قرار التأجيل الذي اتخذ من أجل ضمان "أفضل ظروف أمن وسلامة وتأمين للجميع".
كما ذكرت شركة "سامسونج" الكورية الجنوبية، أحد الرعاة الرئيسيين: "سنواصل العمل عن كثب مع اللجنة الأولمبية الدولية ومنظمي الألعاب الأولمبية لضمان تقديم أولمبياد آمن وخالد في الذاكرة. سنظل على دعمنا التام للحركة الأولمبية عالميا".
ولم يتضح بعد كيف ستسير الأمور بالنسبة للدورة الأولمبية العام المقبل، خاصة وأن بعض الرعاة قد يشعرون بالأزمة الاقتصادية الناجمة عن تفشي كورونا عالميا، خاصة إذا امتدت أزمة هذا الفيروس لفترة طويلة.
وعانى موقع "اير بي إن بي" أحد أحدث الرعاة الرئيسيين، والذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن سكن، من طوفان الإلغاءات بسبب تفشي هذا الفيروس الوبائي.
وذكرت "وول ستريت جورنال" في وقت سابق ان "اير بي إن بي" واجهت في الفترة الماضية "خسائر بمئات الملايين".
ورغم هذا، أكد "اير بي إن بي" دعمه التام للحركة الأولمبية.
وكذلك، أكد الرعاة اليابانيون دعمهم للجنة الأولمبية وللأولمبياد. ونقلت صحيفة "يابان تايمز" عن الخطوط الجوية اليابانية تأكيداتها: "سنواصل الاستعدادات للأولمبياد".
ورغم هذا، يواجه المنظمون في اليابان تكاليف إضافية نتيجة التأجيل وذلك لأسباب عدة، ولكنهم قد يحصلون في المقابل على عائدات إضافية من مبادرتهم الهائلة الخاصة ببيع بعض السلع، علما بأن حقوق بيع هذه السلع كان من المفترض أن ينتهي في 31 كانون أول/ديسمبر المقبل ولكنه سيمتد الآن للعام المقبل بعد تأجيل الأولمبياد.
ويتبقى أن يتضح الموقف في ما يتعلق بشركاء البث الرئيسيين، مثل شبكة "إن بي سي"، والذين أنفقوا أكثر من 12 مليار دولار للحقوق بين عامي 2014 و2032 وذكروا مؤخرا أنهم باعوا 90 في المئة من مساحاتهم الإعلانية لأولمبياد 2020 مقابل 25ر1 مليار دولار.
ويمكن نقل هذه العقود إلى عام 2021 ولكن صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية أشارت "صفعة كبيرة" و"لطمة مالية مؤثرة" للشبكة.