الرئيس العراقي: تكليف الكاظمي برئاسة الوزراء تم باجماع سياسي

الخميس 9 إبريل 2020 13:51:28
 الرئيس العراقي: تكليف الكاظمي برئاسة الوزراء تم باجماع سياسي

أعلن الرئيس العراقي برهم صالح، عن أن تكليف مصطفى الكاظمي لرئاسة الوزراء جاء بعد تحقق اجماع سياسي عليه لهذه المهمة، واعتذار عدنان الزرفي عنها

وقال الرئيس العراقي في كلمة وجهها للشعب العراقي: " أتوجه إليكم بهذا الخطاب وسط الظروف الصعبة والتحديات الخطيرة التي يواجهها بلدنا، مقدرا بشكل كبير ما تقوم به العوائل العراقية من مقاومة صلبة وشجاعة لفايروس كورونا، والمصاعب التي تتحملها في هذه الاثناء وسط حظر التجوال والعزل الصحي ".

واضاف: " لقد مر بلدنا بتحديات كبيرة وجسيمة حيث كانت التظاهرات وما صاحبها من تطورات وتداعيات تشكل امتحانا عسيرا للدولة، وكانت الارتباكات والصراعات السياسية والتنازعات والفساد، تعرقل على الدوام قيام الدولة بواجبها الكامل تجاه شعبها، فيما كان شعبنا واعيا وصادقا يعبر عن مطالبه بحكمة وصبر".

وتابع: " أن شعبنا يستحق أفضل من ذلك، أفضل مما قدم له بكثير، يستحق الحياة الكريمة والاقتصاد المزدهر ويستحق سياسة نزيهة، وتعاملا يتسم بالتبجيل والاعتزاز لما قدمه من تضحيات".

وأكد: "الشهور الماضية قد شكلتْ اختبارا حقيقيا للجميع، وكانت الاحتجاجات الاجتماعية والتفاعلات السياسية التي سبقتْ ورافقتْ وأعقبتْ استقالة حكومة السيد عادل عبد المهدي، قد أسستْ لوعي شعبي متصاعد بالحقوق العامة، يمكن لنا أن نعتمده مؤشرا للمستقبل ونفتخر بشعبنا وبالوعي العميق الذي يحمله والمسؤولية التي يتحلى بها ".

وأشار صالح الى أن حراك التظاهرات العراقية يوفر لهم قاعدة حقيقية عن طموحات الشعب بإحداث إصلاح حقيقي وعميق ومسؤول في بنى الدولة وآليات عملها، ويتطلب معالجات رصينة للأسباب التي قادتْ الى احتجاج الناس واستيائهم وغضبهم، ويتطلب أيضا مراجعة للظروف التي رافقتْ التظاهرات، والدماء الزكية التي سالت من المتظاهرين والقوى الأمنية خلالها، وكل ذلك يستدعي عملا حكوميا مكثفا لاستعادة الثقة وإجراء التحقيقات اللازمة، و معالجة الجرحى والعناية بأسر الضحايا، من أجل استعادة الحياة الطبيعية بعد مرحلة القضاء على فيروس كورونا بإذن الله تعالى".

وأوضح : " أن هذه الشهور الأخيرة ومع ماحملتْه من أحداث لم تخل أيضا من ضغوطات ومناكفات سياسية مؤلمة، وبالذات في سياق التحديات الخطيرة التي مثلها خروج لغة الاتهام والتحريض والوعيد وخلط الأوراق عن السياق المقبول، وهذا ما يستدعي تكثيف العمل السياسي والحكومي من أجل تجاوزه من خلال حوارات حقيقية تنقي الأجواء وتزيل الشكوك وتطيب الخواطر، ومن خلال التأكيد على المشتركات الوطنية وعلى سلامة بلدنا واستقلال قراره، واحترام مؤسساته، وسيادته الوطنية".

وتابع: لقد كان لرئاسة الجمهورية ورئيس الجمهورية على وجه التحديد نصيب كبير من تلقي تلك الإساءات ، وقد حاولنا احتواءها درءا للفتن، واعلاء لقيم الدولة، فكان الموقف ومازال هو الالتزام بالدستور، والتعالي على صغائر الأمور، وحفظ السلْم الاجتماعي والمصلحة العامة، والحرص على عدم إدخال العراق في الفتن وصراعات الأخوة وتنافسهم، ومحاولة جمْع أصوات الامة لا تفريقها".

وتابع صالح: " لقد تلقيت خلال الساعات الماضية اعتذار السيد عدنان الزرفي عن التكليف بتشكيل الحكومة المنتظرة، وقد قبلت الاعتذار، شاكرا السيد الزرفي على الجهود النبيلة التي قدمها والخطوات والطروحات المضيئة التي رافقتْ تكليفه، وعلى حسن أخلاقه، وعمق وطنيته، معتبرا أن هذا الاعتذار هو بمثابة مؤشر صحة والتزام ومسؤولية نتمنى أن تكون هي المعيار والميزان للعمل السياسي، وفي هذه الاثناء، اجتمعتْ القوى السياسية العراقية على ترشيح السيد مصطفى الكاظمي لرئاسة الحكومة، وقد كان هذا الإجماع واضحا ويقينيا ويشمل كل القوى السياسية باختلاف عناوينها".

وأشار الى :" أن تحول المشهد السياسي من الاختلاف والشكوك والتناحر وتفرق الكلمة الى اتفاق شامل لايشمل القوى السياسية فقط بل الفعاليات الشعبية والشبابية والقوى الاجتماعية، انما هو دليل عافية ومسؤولية، العراقيون متمسكون بقرارهم الوطني، وبسيادتهم على أرضهم، وبحكومة تمثل تطلعاتهم، ومن هذا المنطلق يسعدني ويشرفني أن أقوم بتكليف السيد الكاظمي، محملا بآمال كبيرة بقدراته وكفاءته ووطنيته ونزاهته، وعزمه على خدمة البلد بعدل وأمانة، لمواجهة التحديات الماثلة أمام بلادنا وتكثيف جهود الحكومة لمواجهة التحديات الصحية والامنية والسياسية والاقتصادية، وتهيئة الظروف لإجراء انتخابات نيابية مبكرة على قواعد العدل والنزاهة والشفافية، وصوْن سيادة العراق واستقلال قراره وتوازن علاقاته الخارجية ".