ترامب وبوتين يدعوان المكسيك للانضمام لاتفاق أوبك+ لخفض الإنتاج
دعا كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب، المكسيك للانضمام لاتفاق تحالف أوبك+ لتخفيض إنتاج النفط لإعادة استقرار الأسواق الذي يتوقف تنفيذه على مشاركة المكسيك، جاءت تلك الدعوة خلال مباحثات هاتفية بين الأطراف المعنية.
وقال الكرملين، الجمعة إن "العمل" يجري من أجل إقناع المكسيك بالانضمام لجهود كبح إنتاج النفط، وذلك بعد يوم من محادثات مضنية بين المنتجين أفرزت اتفاق تخفيضات مشروطا بمشاركة المكسيك.
وأعلنت أوبك وروسيا ومنتجون آخرون، في إطار ما يسمى بتحالف أوبك+، خططا أمس الخميس لخفض إنتاج النفط أكثر من الخُمس، لكن قالوا إن اتفاقا نهائيا يعتمد على توقيع المكسيك بعد أن استكثرت التخفيضات المطلوبة منها.
وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إن موسكو ترحب بالاتفاق وأبدى أمله في أن تنضم المكسيك.
وأضاف أنه يأمل أيضا أن يكون لاتفاق أوبك+ أثر إيجابي على الأسواق العالمية.
وتابع بيسكوف أن لدى الولايات المتحدة قيودا قانونية فيما يتعلق بالانضمام إلى أي تكتل منتجين، لكن "لا مناص" من تخفيضات مشتركة لإنتاج النفط.
ومن جهته أعلن رئيس المكسيك أندريس مانويل لوبيز أوبرادور إنه توصل إلى اتفاق مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، مشيرا إلى أن بلاده ستخفض الإنتاج بمقدار 100 ألف برميل يوميا.
وأضاف أن ترامب هو الذي تواصل معه.
وصرّح لوبيز أوبرادور بأنّ ترامب وافق على خفض الإنتاج الأمريكي بمقدار 250 ألف برميل يوميا "كتعويض" عن المكسيك.
ولم يصدر أي تعليق فوري من ترامب، وليس من الواضح إن كانت أوبك وحلفاؤها سيوافقون على الاتفاق بين واشنطن والمكسيك.
وتطبيق اتفاق خفض إنتاج النفط مشروط بموافقة المكسيك، بحسب ما أعلنت أوبك في وقت مبكر الجمعة.
ورحب وزراء طاقة دول مجموعة العشرين باتفاق تحالف أوبك+ لتخفيض النفط وأكدوا أنه ضروري لتحقيق توازن الأسعار في الأسواق في ظل تقلص الطلب الحاد نتيجة تفشي وباء فيروس كورونا.
وتضغط السعودية وروسيا وحلفاؤهما على المكسيك للانضمام إلى اتفاق بشأن تخفيضات جماعية للإنتاج تعادل 10% من الإمدادات العالمية وسيدعون الولايات المتحدة ومنتجين آخرين لخفض 5% أخرى.
وتتصدر خطة خفض تحالف أوبك+ جدول أعمال اجتماع الجمعة المنعقد عن بعد لوزراء طاقة مجموعة العشرين بعد أن توصلت موسكو والرياض ودول أخرى، في إطار مجموعة أوبك+، لاتفاق بعد محادثات مطولة الخميس، لكنه تعثر عندما رفضت المكسيك المبادرة.
وقال وزير الطاقة السعودي، في الكلمة الافتتاحية لاجتماع يتم بدائرة تلفزيونية مغلقة لوزراء طاقة دول مجموعة العشرين إن "في هذه الأزمة العالمية، تعد إمدادات الطاقة الموثوقة والميسورة التكلفة، والتي يسهل الوصول إليها، ضرورية لتمكين الخدمات الأساسية، بما فيها خدمات الرعاية الصحية، لضمان قدرتنا على دفع جهود التعافي الاقتصادي".
وتترأس السعودية المجموعة في دورتها الحالية.
ومن جانبه أكد وزير الطاقة الروسي نوفاك خلال اجتماع وزراء طاقة مجموعة العشرين، أن اتفاق خفض نفط أوبك+ مهم للمنتجين والمستهلكين.
ومن جهته تحدث وزير الطاقة الأمريكي دان برويليت، الجمعة عن وضع قاس في أسواق الطاقة العالمية، قائلا إن جائحة فيروس كورونا والفائض الضخم من معروض النفط خلقا مزيجا قاتلا.
وقال برويليت في كلمة معدة سلفا لاجتماع وزراء طاقة مجموعة العشرين الجمعة "حان الوقت أن تبحث جميع الدول بجد عن كل ما يمكن لكل منها بذله لعلاج اختلال العرض والطلب".
وتابع: "ندعو جميع الدول لتسخير شتى الأدوات التي تحت تصرفها للمساعدة في تقليص الفائض".
وتراجعت أسعار النفط لأدنى مستوياتها في 20 عاما، إذ أدت تدابير عالمية للحيلولة دون انتشار فيروس كورونا إلى انهيار الطلب على الخام في ذات الوقت الذي ضخت فيه موسكو والرياض مزيدا من النفط.
وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول الخميس إن الدول المستوردة للنفط يمكن أن تقدم بعض الدعم الإضافي خلال محادثات اليوم عن طريق الإعلان عن مشتريات إضافية للخام لاحتياطياتها الاستراتيجية.
وتابع: لكن عندما تمتلئ طاقة التخزين العالمية برا وبحرا بسرعة فائقة، فلن يكون بإمكان الكثير من المستوردين الشراء.
وقال بيرول، في بيان الجمعة، إن لديه الأمل في أن محادثات مجموعة العشرين سوف "تساعد في إعادة بعض الاستقرار الضروري جدا لأسواق النفط".
وبينما كانت تسعى أوبك+ لإتمام اتفاقها على التخفيضات بعد عشر ساعات من المحادثات عن بعد، تحدث ترامب هاتفيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين والعاهل السعودي الملك سلمان.
وقال ترامب "أجرينا حوارا كبيرا عن إنتاج النفط وأوبك وبذل الجهود لكي تبلي صناعتنا بلاء حسنا ويتحسن أداء صناعة النفط عما هو عليه الآن".