الأناضول.. حبل سري يربط بين الشرعية وتركيا
لا تتوقف تركيا عن التدخل في الملف اليمني عبر وسائل عديدة من دون أن تظهر كراعي للعديد من التوافقات التي جرت بين الشرعية ومليشيا الحوثي خلال الأشهر الأخيرة، وهو الأمر الذي أضحى واضحاً في العديد من المؤامرات التي حاولت أنقرة أن تمررها في اليمن مؤخراً والتي جاء على رأسها تهريب عناصر استخباراتية تركية إلى الجنوب.
ويبدو واضحاً أن التحالف العربي تنبه إلى خطورة الدور الذي تلعبه أنقرة والتي توظف الإعلام لمحاولة إفشال جهود المملكة العربية السعودية في اليمن، بعد أن ذهبت مرات عديدة إلى تحميل السعودية مسؤولية الخسائر التي مُنيت بها مليشيات الشرعية على الجبهات خلال الأشهر الماضية.
واستغلت أنقرة وجود المتحدث باسم حكومة الشرعية راجح بادي على رأس وكالة الأناضول في اليمن، والذي يشغل مدير مكتبها، وعملت على دس السم في العسل من خلال تبرئة الشرعية وشن حملات إعلامية مضادة ضد وسائل الإعلام التي فضحت تحركاتها في اليمن من دون أن تنفي تلك الأنباء بشكل مباشر وصريح.
ويرى مراقبون أن وكالة الأناضول بمثابة حبل سري يربط بين الشرعية وتركيا، وأن أنقرة توظف الوكالة لفرض مزيد من التدخل في الشأن اليمني، وهو أمر اعتادت عليه أنقرة في العديد من الملفات الإقليمية الأخرى التي انخرطت فيها، ولعل استضافتها عناصر تنظيم الإخوان في مصر وتدشين محطات فضائية داعمة لهم تخرج من أسطنبول يعد أكبر دليل على ذلك.
حذَّرت صحيفة العرب" اللندنية، الشهر الماضي من اهتمام تركيا بوضع اليمن على خارطة تدخلاتها في الإقليم، وقالت إنّ قيادات إخوانية مرتبطة بأنقرة تلوّح بفتح الباب على مصراعيه أمام التدخل التركي في اليمن.
وأضافت الصحيفة: "يرصد متابعون للشأن اليمني ارتفاعًا ملحوظًا بمستوى تدخل تركيا في اليمن بالتنسيق المباشر مع قطر وعناصر تنظيم الإخوان الإرهابي وقياداته المتواجدين في اسطنبول، باستخدام الأذرع الأمنية والاستخبارية التركية العاملة تحت لافتة مؤسسات العمل الإنساني مثل هيئة الإغاثة الإنسانية التركية".
وأفادت مصادر سياسية بأنّ النظام التركي ما زال يتلمس طريقه نحو الملف اليمني، ويعزز تواجده السياسي والإعلامي والاستخباري في الساحة اليمنية، انتظارا للتحولات التي قد يشهدها اليمن.
واحتفت وسائل الإعلام التركية بتصريحات المدعو صالح الجبواني التي كشف فيها عن اتفاق مع نظيره التركي على تشكيل لجنة مشتركة لوضع مسودة اتفاقية تنظم التعاون والدعم والاستثمار التركي بقطاع النقل في اليمن.
وكشفت المصادر أنّ المدعو أحمد الميسري أجرى زيارة مماثلة لأنقرة لم تكشف عنها وسائل الإعلام، وأشارت إلى تواجد عدد كبير من قيادات حكومة الشرعية في تركيا، مؤكدة أن هؤلاء استفادوا من التسهيلات التي تقدمها لهم الحكومة التركية.
وأوضحت المصادر أنَّ المسؤولين التابعين للشرعة المقيمين في تركيا، لعبوا دورا في تعزيز النفوذ التركي في اليمن من خلال الصفات الرسمية التي تمنحهم مساحة كافية للاقتراب من دوائر صنع القرار في حكومة الشرعية، والتأثير عليها لصالح الأجندة التركية.
ونبهت إلى أن أنقرة تكشف بشكل متزايد عن موقف مناوئ للتحالف العربي وعن توجّه لاستخدام الملف اليمني كمنصة لصراعاتها الإقليمية.