كورونا يتسبب في تباعد 1.8 مليار مسلم بـرمضان
يقف العالم الإسلامي أمام مفارقة صنعتها جائحة فيروس كورونا تزامناً مع دخول شهر رمضان المعظم، فقد فرضت الأزمة التباعد الاجتماعي في الشهر الذي يكاد فيه التواصل والتقارب أن يكون من العبادات.
فالشهر الفضيل في التقويم الإسلامي هو شهر التزاور الأسري والتجمع والتدبر في أمور الدين والعمل الخيري والصلاة.
إلا أن 1.8 مليار مسلم يقبلون على رمضان لم يشهدوا مثله من قبل في ضوء إغلاق المساجد وحظر التجول المفروض بسبب كورونا ومنع صلاة الجماعة من السنغال إلى جنوب شرق آسيا.
وفي مختلف أنحاء العالم الإسلامي ولدّت الجائحة مستويات جديدة من القلق قبل شهر الصوم.
وفي ذات السياق حذرت منظمة الصحة العالمية من تخفيف إجراءات التباعد البدني للوقاية من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) بطريقة غير منضبطة.
وقالت المنظمة الدولية إنه مع استقبال المسلمين حول العالم شهر رمضان المبارك، حيث يتسم بالتجمعات الدينية والاجتماعية وأداء الصلوات الجماعية والزيارات الأسرية، من المهم الحفاظ على التباعد الاجتماعي.
وأشارت إلى إصابة أكثر من 138 ألفا بالفيروس الوبائي في المنطقة العربية وأفغانستان وإيران وباكستان، مع تسجيل أكثر من 6 آلاف وفاة بمضاعفات المرض.
وقالت: "نسبة السكان الذين أصيبوا بالمرض حتى الآن ربما تكون ضئيلة حتى في المناطق الأكثر تضررا، وعليه فإن غالبية الناس ستبقى عرضة للإصابة بالفيروس إذا تم تخفيف إجراءات التباعد البدني بطريقة غير منضبطة".
وقدمت منظمة الصحة العالمية مجموعة من النصائح لاتباع طرق العناية بالصحة البدنية والعقلية خلال شهر رمضان، مع الحفاظ على التباعد الجسدي كضرورة قصوى للحيلولة دون الإصابة بعدوى كورونا.
وحثّت الدكتورة داليا سمهوري، مديرة برنامج الاستعداد للطوارئ واللوائح الصحية في المنظمة، على ضرورة اتباع الإجراءات التي تضعها كل دولة لتطبيق التباعد الاجتماعي.
وقالت سمهوري، في حوار مع أخبار الأمم المتحدة: "بحسب تصوري، فغالبية الدول أغلقت الجوامع وطلبت من السكان الصلاة في المنازل وأعتقد أن هذه الإجراءات ستظل متبعة خلال شهر رمضان".
وأعربت عن أملها في البحث عن بدائل لأداء الشعائر مع الحفاظ على التباعد الجسدي، قائلة: "بالنسبة لموائد الرحمن، من المعروف أن رمضان هو شهر الخير والزكاة، وبإمكاننا مساعدة المحتاجين بالبحث عن طرق مختلفة، فبدلا من الجلوس حول موائد الرحمن يمكن وضع الطعام في علب وتوزيعها بشكل فردي".
وفيما يتعلق بالتجمعات الأسرية أو مع الأصدقاء على موائد الإفطار، أوضحت أن على المواطنين إعادة النظر بمثل هذه الإجراءات كي لا تنتقل العدوى خاصة من أولئك الذين لا تظهر عليهم الأعراض.
شهر رمضان الذي يبدأ الجمعة حتى نهاية شهر مايو/أيار يأتي في ظروف تسعى فيها العديد من الدول إلى التصدي لجائحة (كوفيد-19) بشتى الطرق. ودون التوصل إلى علاج أو لقاح للفيروس لا تزال أسلم الطرق استمرار الحفاظ على التباعد الاجتماعي.
وتشير نتائج أولية لمسوحات سيرولوجية عالمية إلى أن نسبة السكان الذين أصيبوا بكورونا حتى الآن ربما تكون ضئيلة حتى في المناطق الأكثر تضرراً. وعليه فإن غالبية الناس لا تزال عُرضة للإصابة بالفيروس إذا تم تخفيف تدابير التباعد البدني بطريقة غير منضبطة.