الحوثي يستغل هدنة التحالف ويوقف إجراءات كورونا لتجنيد عناصر جديدة
استغلت مليشيات الحوثي المدعومة من إيران تمديد التحالف العربي هدنته في اليمن وأوقفت إجراءات مكافحة فيروس كورونا وذلك حتى تتمكن من تجنيد عناصر جديدة في مناطق تواجدها، إذ أنها تعتمد على الدروس الطائفية التي تنظمها في شهر رمضان لصيد المترددين عليها وإرغامهم عن الانضمام لمليشياتها.
ومنذ أن أعلن التحالف العربي هدنته في الثامن من إبريل الماضي لم تتوقف المليشيات الحوثية عن جرائمها التصعيدية في مناطق عدة، وبدا واضحاً أن المليشيات تسعى للاستمرار في نهجها الإجرامي مع عدم وجود ضغوطات أممية عليها في ظل ابتعاد الأمم المتحدة عن ممارسها أعمال من داخل اليمن خوفاُ من انتشار الفيروس.
وتحاول المليشيات الحوثية استغلال كل هذه الظروف من أجل تجنيد عناصر جديدة تحديداً وأنها فقدت العديد من المرتزقة في العمليات الأخيرة على جبهات الساحل الغربي والضالع، وبالتالي فإن الفرصة مواتية بالنسبة لها لتعويض تلك الخسائر من دون أن يكون هناك رقيب أو حسيب تحديداً وأن الشرعية مكنتها من غالبية جبهات الشمال.
وألزمت مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، الموظفين على الحضور إلى مقار أعمالهم ليلا في صنعاء للاستماع إلى محاضرات زعيم المليشيا المدعو عبدالملك الحوثي، ونصبت شاشات تلفزيونية كبيرة في عدد من المساجد والقاعات وجمعت المواطنين خصوصا الأطفال لسماع المحاضرات التي يلقيها الحوثي مساء كل يوم من أيام رمضان .
وقال موظفون في عدد من المرافق الحكومية في صنعاء لـ"المشهد العربي" إنه طلب منهم الحضور إلى مقار أعمالهم مساء، وآخرين إلى قاعات لمشاهدة محاضرة الحوثي التي تبثها قناة المسيرة التابعة للمليشيا .
وأضافوا أن معظم الموظفين كان قد طلب منهم عدم الحضور ضمن الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا، غير أن كل تلك الإجراءات ألغيت بتجميع الكل في قاعات صغيرة ستحدث كارثة صحية في حال انتشر الفيروس .
وأشاروا إلى أن البعض اقترحوا الاستماع لمحاضرة الحوثي من التلفزيون بالمنزل، إلا أن المليشيا تصر على الحضور، في موقف مستغرب، فيما حذرت مصادر طبية من تجميع المواطنين والأطفال في المساجد والقاعات لسماع محاضرات الحوثي .
وكانت حكومة الحوثيين غير المعترف بها، أقرت سلسلة من الإجراءات لمواجهة كورونا، منها منع التجمعات لأكثر من خمسة أشخاص في مكان واحد، وإغلاق القاعات والأندية والملاعب الرياضية، وتخفيض الموظفين بنحو 80%، غير أن الجناح المتطرف رفض التوصيات بإغلاق المساجد، ويعمل اليوم على كسر كل تلك الإجراءات لسماع محاضرات زعيم المليشيا.
أكدت صحيفة "البيان" الإماراتية أن خسائر فادحة تلاحق مليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، في كل محاور القتال، بعد رفضها العمل بإعلان التحالف وقف إطلاق النار، لإتاحة المجال أمام إحراز تقدم في المفاوضات السياسية.
وأبرزت، في تقرير نشرته، أمس الأحد، أن القوات الجنوبية خاضت مواجهات عنيفة مع المليشيا الحوثية الإرهابية في مديرية الحشاء بمحافظة الضالع، وكبدتها خسائر في الأرواح والمعدات.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية أن القوات الجنوبية استعادت السيطرة على الطريق الرئيسي الممتد بين مديريتي مكيراس في البيضاء ولودر في محافظة أبين.
وأوضحت أن سيطرة القوات الجنوبية على الطريق جاءت بعد هجوم واسع استهدف مواقع مليشيا الحوثي التي كانت تتحكم منذ سنوات بالطريق الرئيسي، وتستخدم هذا الموقع المرتفع لإطلاق الصواريخ والقذائف على قرى لودر، ومواقع القوات الجنوبية في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن القوات الجنوبية تصدت لعدد من هجمات مليشيا الحوثي باتجاه قطاعي الثوخب وحبيل يحيى شمال شرق مديرية الحشاء.
وأكدت أن معارك عنيفة دارت بين الجانبين قتل خلالها أكثر من 14 من عناصر المليشيا الإرهابية، وأصيب آخرون.
وأضافت الصحيفة أن المواجهات شملت مناطق الثَوخب ومواقع المصيوح والظفوَر، قبل أن تتراجع مليشيا الحوثي على وقع الضربات التي تلقتها من القوات الجنوبية.