لم تخشَ العقاب ولا تأبه برمضان.. كيف تضاعفت هجمات الإرهاب الحوثية؟
دون أن تخشى عقابًا رادعًا من المجتمع الدولي، ودون أي مراعاة لحلول شهر رمضان الكريم، تكثِّف المليشيات الحوثية الموالية لإيران من هجماتها الغادرة، التي تستهدف السكان الذين يتكبدون آثارًا فادحة.
ففي الساعات الماضية، فتحت مليشيا الحوثي نيران أسلحتها الرشاشة، على أحياء سكنية في مديرية حيس بمحافظة الحديدة الساحلية غرب اليمن.
وذكرت مصادر محلية في حيس أنّ المليشيات الموالية لإيران وجهت نيران أسلحتها الرشاشة المتوسطة عيار 14.5 والأسلحة عيار 12.7 من مناطق تمركزها صوب منازل المواطنين في أطراف المديرية، دون مراعاة لشهر رمضان الفضيل.
وأضافت أنّ بقايا جيوب المليشيا أطلقت النار على مزارع المواطنين في القرى السكنية بالأسلحة القناصة وبأسلحة معدلات البيكا عصرا.
وتواصل المليشيات الحوثية انتهاكات هدنة أممية في الحديدة أبرمتها أطراف يمنية في ديسمبر 2018 في العاصمة السويدية ستوكهولم برعاية من الأمم المتحدة التي تشرف بفريق ميداني على وقف إطلاق النار دون أن تتمكن من جر المليشيا إلى الالتزام.
ورفضت المليشيات، ميدانيًّا، وقفًا لإطلاق النار أعلنه التحالف العربي دعما لدعوات أممية في إطار الجهود الدولية لمكافحة وباء كورونا واحتمالات تسربه إلى اليمن.
واستقبلت المليشيات الحوثية شهر رمضان الكريم عبر تكثيف الاعتداءات التي تكشف إرهاب هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران، وذلك بتصعيد عسكري غاشم وهجمات إرهابية تستهدف المدنيين ليل نهار.
ومع مطلع شهر رمضان، قصفت مليشيا الحوثي القرى السكنية في بلدة الجبلية التابعة لمديرية التحيتا جنوب محافظة الحديدة بالقذائف المدفعية.
وقالت مصادر محلية إنّ المليشيات قصفت بقذائف مدفعية الهاون الثقيل عيار 120 والقذائف عيار 82 القرى والمزارع التابعة للمواطنين في البلدة.
وأضافت المصادر أنّ المليشيات أطلقت نيران أسلحتها الرشاشة عيار 14.5 والأسلحة عيار 12.7 صوب المزارع بشكل مكثف ومتواصل خلال ساعات النهار .
وعلى مدار الأسبوع الماضي، ارتكبت المليشيات الحوثية العديد من الخروقات للهدنة التي أعلنها التحالف العربي، حيث قصفت بقذائف الهاون ونيران أسلحتها الرشاشة عددا من المدن والتجمعات السكانية في المديريات المحررة بالحديدة بالإضافة مواصلتها زراعة الألغام والعبوات الناسفة في طرق ومزارع المواطنين.
منذ أن أشعلت المليشيات الحوثية الموالية لإيران، ارتكبت هذا الفصيل الإرهابي كثيرًا من الاعتداءات على المدنيين، وثّقتها التقارير الحقوقية، دون أن يتم اتخاذ إجراءات رادعة ضد المليشيات.
مصادر حقوقية كشفت عن ارتكاب المليشيات 180 حالة انتهاك ضد المدنيين في مختلف المحافظات خلال الفترة من الأول إلى السادس عشر من أبريل الجاري، حيث قصفت المليشيات، الأحياء السكنية في محافظات مأرب والحديدة وتعز ومنطقة الحشاء بالضالع بمدافع الهاوتزر وصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون وقذائف الدبابات والصواريخ البالستية.
الجرائم الحوثية أسفرت وفق المصادر، عن سقوط 16 حالة قتل، فيما تسبب قناصة المليشيات بقتل سبع حالات تم توثيقها جميعًا، كما رُصِدت ست حالات قتل بطلق ناري مباشر، وثلاث حالات إعدام ميداني قامت بها المليشيات بحق مدنيين، فضلًا عن أربع حالات قتل نتيجة الحرق وحالتين قتل نتيجة الألغام الأرضية التي زرعتها المليشيات الحوثية، وخمس حالات إصابة نتيجة طلق ناري مباشر، إضافةً إلى ثلاث حالات إصابة نتيجة أعمال القنص.
وتحدّثت المصادر عن 47 حالة انتهاك طالت الأعيان المدنية العامة والخاصة و تدمير 13 منزلًا بشكل كلي، وتضرر 8 منازل بشكل جزئي، و9 حالات اقتحام، و17 حالة نهب، و8 حالات والتضرر الجزئي.
في الوقت نفسه، قامت المليشيات الحوثية بتغيير أسماء 35 منشآه تعليمية حكومية واستبدالها بأسماء تنتمي لأفكارها ومعتقداتها المليشيات الحوثية واستبدال أسماء قاعات التدريس في جامعة صنعاء وغيرها من الجامعات الحكومية بأسماء قياداتها الذين لقوا مصرعهم في مختلف جبهات القتال.
وعلى مدار سنوات الحرب، تسبّب الحوثيون إجمالًا في إغراق اليمن بأزمة إنسانية مأساوية، ينتابها الكثير من الأرقام الصادمة والمروّعة، حيث تؤكد منظمات دولية أنَّ 21 مليون شخص، من أصل 27 مليونًا، باتوا في حاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما فقد أكثر من 100 ألف أرواحهم جراء الأوبئة والأمراض القاتلة التي تفشت جراء الحرب الحوثية.
ولا يتقاضى أكثر من مليون موظف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين رواتبهم، منذ توقفها في سبتمبر 2016، ويعتمد السكان على المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني.