بعد مظاهرة كلنا انتقالي.. احتفاء واسع بحضرموت وأهلها

الثلاثاء 28 إبريل 2020 15:16:16
 بعد مظاهرة "كلنا انتقالي".. احتفاء واسع بحضرموت وأهلها

قدّمت محافظة حضرموت درسًا في حب الجنوب، بعدما احتفل المواطنون في الشوارع بإعلان المجلس الانتقالي الجنوبي الإدارة الذاتية للجنوب.

واحتفى الآلاف من أبناء محافظة حضرموت في مدينة المكلا، بقرار المجلس الانتقالي الجنوبي إعلا إدارة محافظات الجنوب ذاتيًّا.

وأشاد أبناء حضرموت، خلال التظاهرة الاحتفالية، بالقرار التاريخي، كما عبروا عن رفضهم لفساد حكومة الشرعية ومليشياتها الإخوانية وإجرامها.

وشدد المحتشدون في شوارع وميادين المكلا على انحيازهم إلى السرب الجنوبي, ورددوا هتافات منها "حضرموت جنوبية ورافضة للشرعية"، وأكدوا أن المجلس الانتقالي الجنوبي، الممثل الشرعي لاستعاد دولة الجنوب، وحفظ حقوق الشعب الجنوبي وتوفير الخدمات الأساسية له.

في سياق متصل، دشّن مغردون هاشتاج "حضرموت كلنا انتقالي"، حيث احتفى المغردون عبر الهاشتاج بما وصفوه بأنه قرار تاريخي على طريق استعادة دولة الجنوب، وشددوا على أن التأييد الجارف للمجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت، لوقوفه إلى جانب قضية الجنوب، مشددين على أن حكومة الشرعية نهبت خيرات حضرموت.

وقال مغردون إن حضرموت لن تغرد خارج السرب الجنوبي، وطالبوا بطرد رموز الفساد من الجنوب.

تحرُّك مواطني حضرموت نال الكثير من الإشادة، حيث أشاد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي، بوعي أهالي حضرموت.

وكتب العولقي عبر تغريدة له على "تويتر": "كانت وما زالت وستبقى حضرموت الجناح الآخر مع عدن وبهما يحلق الجنوب ومشروعه الوطني عالياً فوق كل الأجندة المشبوهة التي انتفض أبناء المكلا مساء اليوم لرفضها".

وأضاف العولقي: "رعى الله هذا الوعي الوطني العظيم الذي تتكسر عليه مشاريع الإخوان وتفريخاتهم السياسية، سلام عليك يا حضرموت".

كما أشاد عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، عدنان الكاف، بالاحتفال الجماهيري والتأييد الشعبي الجارف لإعلان المجلس إدارة الجنوب ذاتيا، وقال في تغريدة على "تويتر": "حضرموت الخير وأهلها الطيبين قالوها بالفم المليان لتُسمع من به صمم".

وختم تغريدته بالهتاف الجماهيري الذي عم شوارع المكلا، قائلًا: "حضرموت جنوبية"، وأرفق بالتغريدة مقطعا مصورا للآلاف من المحتشدين يرددون "حضرموت جنوبية، برا برا يا شرعية".

المحلل السياسي الدكتور حسين لقور أشاد بمظاهرات حضرموت والتي خرجت احتفالا بقرارات المجلس الانتقالي الجنوبي الأخيرة، وكتب لقور عبر تغريدة له على "تويتر": "بعد هذه التظاهرات العفوية في حضرموت لو يقوم مرتزقة الإخوان بعشرات المليونات لن تنفعهم".

وأضاف: "خروج طوعي و عفوي للناس للشوارع دون دفع مسبق كما يحضر له مرتزقة أخوان المسلمين في شبوة و غيرها".

الناشط السياسي مالك اليزيدي اليافعي أكد أنّ محافظة حضرموت ستظل الشعلة الثورية لقضية الجنوب.

وكتب اليافعي عبر تغريدة له على "تويتر": "سنظل نتعلم من حضرموت ومن بسالة أهلها، حضرموت التي هزت عروش الأعداء وظلت الشعلة الثورية للقضية الجنوبية وضرب أهلها أروع الأمثلة في حب الجنوب".

وأضاف: "ثقوا أن الأرض التي تتصل بحضرموت ستبقى حرة ولن تنكسر مهما حاول الأعداء، ستبقى حضرموت قلب الجنوب النابض إلى الأبد".

وهذا الأسبوع، أعلنت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، حالة الطوارئ العامة في العاصمة عدن وعموم محافظات الجنوب، وقررت عقب اجتماع طارئ بحضور القيادات العليا للجيش الجنوبي، منذ قليل، إعلان الإدارة الذاتية للجنوب بدءا من ليل السبت "الماضي".

ونص القرار على مباشرة لجنة الإدارة الذاتية أداء عملها وفقاً للمهام المحددة لها من رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي.

ودعت الهيئة الجماهير إلى الالتفاف حول قيادتها السياسية ودعمها ومساندتها لتنفيذ إجراءات الإدارة الذاتية للجنوب.

كما قررت تشكيل لجان رقابة على أداء المؤسسات والمرافق العامة ومكافحة الفساد في الهيئات المركزية والمحلية، بتنسيق بين رئيس الجمعية الوطنية ورؤساء القيادات المحلية للمجلس في المحافظات.

وكلفت هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي اللجان الاقتصادية والقانونية والعسكرية والأمنية بتوجيه عمل الهيئات والمؤسسات والمرافق العامة لتنفيذ الإدارة الذاتية للجنوب، بما لا يتعارض مع مصالح شعب الجنوب.

وطالبت الهيئة محافظي محافظات الجنوب ومسؤولي المؤسسات والمرافق العامة من أبناء الجنوب إلى الاستمرار في أعمالهم.

ودعت دول التحالف العربي والمجتمع الدولي إلى دعم ومساندة إجراءات الإدارة الذاتية لتحقيق أمن واستقرار شعب الجنوب، ومكافحة الإرهاب، والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.

وأرجعت الهيئة قرارها إلى تزايد المؤامرات وعدم صرف رواتب وأجور منتسبي المؤسسة العسكرية والتوقف عن دعم الجبهات المشتعلة بالسلاح والذخائر وإهمال أسر الشهداء والجرحى ودعم الإرهاب وقوى التطرف وانهيار الخدمات العامة.

وأشارت إلى استمرار صلف حكومة الشرعية وتسخيرها موارد وممتلكات شعب الجنوب في تمويل أنشطة الفساد وتهربها من تنفيذ التزاماتها في اتفاق الرياض بالتزامن مع صمت غير مبرر من الأشقاء في التحالف العربي.

بهذه الخطوة، تكون القيادة السياسية الجنوبية ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، قد لبّت مطلب الشعب بأن تتخذ خطوات فاعلة على الأرض في مواجهة المؤامرة التي تُحاك ضد الوطن من قِبل حكومة الشرعية.

وأصبح يوم الأحد "السادس والعشرون من أبريل" أحد الأيام الفارقة في تاريخ الجنوبيين، بعدما أعلن المجلس الانتقالي الإدارة الذاتية للجنوب، وقد نصّ القرار على مباشرة لجنة الإدارة الذاتية أداء عملها وفقًا للمهام المحددة لها من رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي.

هذه الخطوة التاريخية تحمل أهمية كبيرة في رحلة الجنوبيين نحو استرداد وطنهم وتمكين أصحاب الأرض من إدارتها، وكبح جماح أي محتل يسعى للنيل من أمن الوطن واستقراره، ويحاول نهب مقدراته، والحديث هنا عن "الشرعية المخترقة إخوانيًّا".

الكرة الآن أصبحت في ملعب الجنوبيين، وأصبح الوضع الراهن يستلزم تكاتفًا شعبيًّا ضخمًا وراء القيادة السياسية والعسكرية من أجل تحصين الوطن من المؤامرة الإخوانية.

الجنوبيون أصبحوا في أمس الحاجة لتغيرات جذرية، تضفي عليهم نوعًا من الحياة الهادئة المستقرة على أرضهم، ويتعلق هذا الأمر بضرورة العمل على ضبط عمل المؤسسات لا سيّما الخدمية بالإضافة إلى ضرورة مكافحة الفساد الذي غرسته "الشرعية" في الجنوب من أجل نهب ثرواته من جانب والتنغيص على مواطنيه من جانب آخر.

إقليميًّا، يُشير الواقع إلى ضرورة دعم الجنوب لما له من سابقات خير مع التحالف العربي في التصدي للمليشيات الحوثية الإرهابية، بالإضافة إلى مكافحة المشروع الإخواني المهيمن على الشرعية، وهذا المشروع يسير وفقًا لأجندة قطرية - تركية، تحمل عداءً كاملًا للتحالف العربي.

وأدّى الجنوب عبر قواته المسلحة، جهودًا ضخمة في التصدي للتنظيمات المتطرفة وفي مقدمتها تنظيمي داعش والقاعدة، خلافًا لحكومة الشرعية التي تملك علاقات نافذة مع هذين التنظيمين، الخاضعين للإرهابي علي محسن الأحمر.

يُشير ذلك إلى أنّ الجنوب هو الداعم الحقيقي للمشروع القومي العربي الذي يحفظ أمن المنطقة ويتصدى للإرهاب الذي يُحاك ضد المنطقة برمتها، ومن هنا يتوجب دعم دولة الجنوب وحق شعبها في استرداد وطنه من الاحتلال الإخواني.