كورونا في عدن.. الانتقالي يحصِّن العاصمة من خطر الجائحة وإهمال الشرعية
جهودٌ كبيرة تبذلها القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، لحماية الجنوب وبخاصةً العاصمة عدن من تفشي فيروس كورونا.
الخطوات المتسارعة تمّ اتخاذها بعدما سجّلت الجهات الصحية في عدن، 5 حالات إصابة مؤكدة بفيروس "كورونا" المُستجد في العاصمة.
وأعلن مستشفى الوالي في العاصمة عدن، إغلاق أبوابه أمام المراجعين، بعد ظهور حالات للإصابة بـ"كورونا".
ووجهت إدارة المستشفى، الأطباء والممرضين بعدم الحضور خوفًا عليهم، بعد مخالطتهم للكثير من الحالات المشتبه بها.
وشدّدت على أن العمل بالمستشفى سيتواصل في إطار متابعة الحالات الموجودة داخله فقط، دون استقبال أي حالات جديدة.
وفي مواجهة الجائحة وحتى لا تخرج الأمور عن السيطرة، قرر المجلس الانتقالي فرض حظر التجوال الشامل في العاصمة عدن، بدءًا من منتصف ليل الأربعاء ولمدة ثلاثة أيام، بعد التأكد من وجود حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا.
وأعلن نزار هيثم، المتحدث باسم المجلس الانتقالي، استمرار الإغلاق الكُلي لمختلف أسواق القات في العاصمة عدن، ومحافظات الجنوب، بالإضافة إلى منع دخوله وبيعه داخل المدن وخارجها.
وأوضح أن المجلس قرر إغلاق مراكز التسوق (المولات)، لمدة أسبوعين باستثناء مراكز بيع المواد الغذائية ومحال البقالة والخضروات.
ونصت التدابير الوقائية من تفشي العدوى على السماح للفنادق بالعمل شرط تسكين العائلات فقط، واتباع الشروط الصحية.
وجدد المجلس قراره بإغلاق المطاعم لمدة أسبوعين، مع السماح بالبيع لسفري فقط، كما اضطر إلى فرض إغلاق المساجد ومنع صلاة الجماعة لمدة أسبوعين.
وأعلن إغلاق المنافذ البرية في جميع محافظات الجنوب مع السماح بدخول البضائع والمحروقات والمواد الإغاثية والسلع التموينية، وألزم الغرفة التجارية بتحديد منافذ بيع السلع الأساسية لكبار التجّار، وإعلان أسعار ثابتة للمواطنين.
كما اشترط لخروج المواد الغذائية والدوائية من العاصمة عدن إصدار تصاريح بمرورها من مكتب التجارة.
وفيما أعرب "متحدث الانتقالي" عن قلقه لظهور حالات مصابة بفيروس كورونا في العاصمة عدن، فقد طالب بمساعدات طارئة لمواجهة مخاطر تفشي فيروس كورونا وتطويق فرص انتقال العدوى بالفيروس.
ودعا أبناء الجنوب إلى التضامن في مواجهة فيروس كورونا، مؤكدا أنه في وقت الأزمات لن يدافع عن الجنوب إلا أبناؤه المخلصون.
وقال المتحدث: "بكل تأكيد نحن بحاجة إلى المساعدة الطارئة لمواجهة فيروس كورونا على نطاق واسع، وحان الوقت لإيجاد حلول وسبل استجابة إنسانية مستمرة".
وطالب المجلس الانتقالي الجنوبي 60 منظمة دولية بضرورة توحيد الجهود لمواجهة الأضرار الناجمة عن السيول التي ضربت العاصمة عدن ومحافظات الجنوب، وتداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد.
ونبهت قيادات المجلس، في اجتماع عبر اتصال مرئي، مساء الأربعاء، مع ممثلي المنظمات الدولية والإغاثية غير الحكومية، إلى الحاجة لاستجابة سريعة لمواجهة التداعيات الوخيمة إنسانيا واقتصاديا واجتماعيا في مواجهة جائحة كورونا.
بدوره، استعرض المهندس نزار هيثم، المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، تطورات الحالة الإنسانية في الجنوب عامة، والعاصمة عدن خاصة، وكشف عن حصر المجلس لأعداد ضحايا السيول، وحجم الأضرار، والمناطق المنكوبة، وعدد المنازل المدمرة.
وطرح خطة المجلس عبر لجانه الإغاثية للتخفيف من معاناة المواطنين من موجة السيول الأخيرة، مشيرا إلى الحاجة لمساعدات دولية عاجلة لمواجهة الكوارث الطبيعية.
وأعلن في الاجتماع، تسجيل خمس حالات إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، منوها بأهمية اتخاذ إجراءات واجبة للتعامل مع الأزمة.
من جهتها، شددت أميرة أوجستين، عضو المجلس الانتقالي الجنوبي – مكتب أوروبا، على ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة بمشاركة المجلس كممثل للقضية الجنوبية، محذرة من محاولات بعض الأطراف تهميش المرأه الجنوبية.
وتطرق الاجتماع إلى جهود توفير المعدات الطبية اللازمة، ومعدات الحماية الشخصية للعاملين في القطاع الصحي، بالإضافة إلى المعقمات والمطهرات الطبية، لتحسين آليات مجابهة الفيروس.
وبحث آليات دعم قطاع الحماية الاجتماعية من خلال تقديم المساعدات النقدية والعينية؛ للمساهمة في الحد من انتشار الفقر بين المواطنين واللاجئين الأفارقة والنازحين من الشمال، وبخاصة العاملون في القطاع غير الرسمي.
من ناحيتهم، استعرض ممثلو المنظمات الدولية خططتهم لتمكين الفئات الأكثر احتياجا من السكان، وبرامج تسهيل الوصول إلى المساعدات الإنسانية العاجلة.
الجهود المتسارعة التي يتخذها الانتقالي في هذه الآونة، تأتي بعدما واصلت حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني الإرهابي، استخدام سلاح "كورونا" في وجه الجنوبيين، بغية تعريض حياتهم للخطر.
وسبق أن حذّر مراقبون من غياب دور حكومة الشرعية في مواجهة فيروس "كورونا" المُستجد بعدن واضح بشكل أثار غضب سكان العاصمة.
وانتابت مخاوف لدى أهالي عدن، جراء تهاون حكومة الشرعية في تنفيذ قرار إغلاق المنافذ الجوية والبحرية.
كما أنّ ممارسات حكومة الشرعية تهدد الجهود المميزة للجنوب في مواجهة الوباء، حيث تواصل الحكومة تغريدها خارج السرب وخرق كل القرارات الاحترازية للوقابة من "كورونا".
وأشهرت حكومة الشرعية سلاح كورونا في وجه الجنوبيين، عندما أعلنت مؤخرًا فتح منفذ الوديعة أمام عودة المعتمرين دون اتخاذ أي إجراءات احترازية أو وقائية بشأن فيروس "كورونا" الجديد.
هذه الخطوة التي أقدمت عليها حكومة الشرعية في نهاية مارس الماضي، تندرج في إطار المؤامرة التي تُحاك ضد الجنوب، وتسعى من خلالها الحكومة الخاضعة لهيمنة حزب الإصلاح الإخواني، لاستهداف الجنوب على صعيد واسع.
ويمكن اعتبار محاولة "الشرعية" نقل فيروس كورونا إلى الجنوب بمثابة جريمة ضد الإنسانية، تستوجب محاكمة مسؤوليها، كرد على الشروع في إبادة الجنوب.