مستشفيات العالم مقرات عزل بسبب كورونا والحوثي يحًولها لثكنات عسكرية
منذ انتشار فيروس كورونا في عدد كبير من بلدان العالم لم تتوقف التحذيرات من انتشار المرض في اليمن، وذلك بفعل الأوضاع المتردية للمنظومة الصحية والتي دمرتها مليشيا الحوثي الإرهابية منذ انقلابها على الشرعية في العام 2014، إذ أن العديد من المستشفيات تحولت إلى ثكنات عسكرية في مناطق سيطرتها، وهو ما يهدد بكارثة إنسانية تضاف للكوارث الأخرى التي يعانيها اليمن.
واتهم مكتب الصحة في محافظة الجوف مليشيا الحوثي الإرهابية بإحراق سكن الأطباء بهيئة مستشفى الجوف، ونهب مخازن مكتب الصحة والمستشفى والعبث بمحتوياته، وإغلاق مستشفى الحزم، وتحويل المباني الصحية إلى ثكنة عسكرية.
وحمل المكتب في بيان أصدره، الجمعة، مليشيا الحوثي الإرهابية المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات، محذرا من أن إغلاق المرافق الصحية وتحويلها إلى ثكنات عسكرية يهدد حياة المدنيين خصوصا النساء والأطفال وكبار السن.
ودعا المنظمات الدولية إلى توثيق هذه الجرائم وإدانة هذه الممارسات والعمل على التحقيق فيها بما يسهم في الحد منها وتقديم مرتكبيها للعدالة، مطالباً بإجراءات كفيلة بحماية المنشآت الصحية من انتهاكات مليشيات الحوثي.
وكان مصدر مسؤول بالجوف كشف، قبل أيام إقدام مليشيا الحوثي على إعدام طبيبين في مدينة الحزم، في سياق جرائمها ضد القطاع الصحي.
وخلال الأيام الماضية توالت التحذيرات من انتشار المرض في أعقاب الكشف عن إصابة حالة في محافظة تعز وهو ما يعني احتمالية الفايروس على مدى واسع في المحافظات الواقعة تحت سيطرة المليشيات والتي لا تعمل من الأساس ولا يوجد بها أجهزة التنفس الصناعي المطلوبة للمصابين، تحديداً وأن المليشيات مازالت تتكتم عن الحالات المصابة في صنعاء حتى تتمكن من استكمال تجنيد المرتزقة وسرقة المواطنين عبر المؤتمرات الطائفية والجبايات.
حذر المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالشرق الأوسط، من خطورة انتشار "كورونا" في اليمن، حال تجاهل تحديد الإصابات وعلاجها وعزلها على النحو السليم.
وشدد المكتب على أنه سيظل كورونا يُشكل تهديداً كبيراً لسكان اليمن والنظام الصحي المتعثر، إذا لم يتم تتبع مُخالطي الحالات المُصابة على النحو السليم، حتى وإن كانت حالة واحدة، ونوه إلى أنه حتى في ظل البيئات الشحيحة الموارد يمكن أن يؤدي العمل الجماعي، إلى التخفيف من أثر الجائحة بفعالية.
كشفت مسؤولة لجنة الإنقاذ الدولية باليمن تامونا سابادزي، عن حاجة اليمن إلى أكثر من 18 ألف سرير رعاية فائقة، لاستيعاب حالات الإصابة المحتملة بفيروس "كورونا"، مشيرة إلى أن المشكلة الثانية بعد الحصول على أجهزة التنفس هو تعذر تشغيلها بسبب انقطاع التيار الكهربائي بمختلف المناطق.
فيما سلطت شبكة "بي بي سي" البريطانية، الضوء على مخاطر انتشار فيروس "كورونا" باليمن، لافتةً إلى أن النظام الصحي يعاني حالة من الانهيار وسيكون عاجزاً عن التصدي للفيروس.
ورصدت الشبكة في تقرير لها عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأحد، بعضاً من التخوفات التي تتزايد بين العاملين في القطاع الصحي.
ونقلت الشبكة عن عاملين صحيين قولهم، إن كورونا سيكشف الحال المتدهور للنظام الصحي في اليمن، خاصةً وأن المستشفيات محدودة وتحتاج إلى المعدات اللازمة لاستقبال مصابي كورونا.
ونوهوا إلى أن فرق الاستجابة السريعة تلقت تدريباً بالفعل للتعامل مع حالات الإصابة بكورونا، لكنها لا تمتلك معدات الحماية الشخصية، داعين منظمة الصحة العالمية إلى إيجاد حلول.
وعرجت الشبكة على معاناة المستشفيات من عدم وجود أجهزة قياس درجة الحرارة بالأشعة تحت الحمراء، إلى جانب غياب أجهزة التحاليل اللازمة للتشخيص، ولفتت إلى أن هناك مشكلة أخرى تتعلق بفئة الأفارقة المهاجرين؛ كونهم يشكلون خطراً على الصحة العامة إذا لم يخضعوا للفحص أو المراقبة.
نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" في تقرير لها اليوم الأحد، بعضاً من مخاوف أهالي صنعاء ومناطق سيطرة مليشيا الحوثي من انتشار فيروس "كورونا" المُستجد.
وقالت الصحيفة، إن الشيء المتفق عليه بين سكان صنعاء وبقية مناطق سيطرة الحوثي هو عدم وجود استعداد حقيقي حتى اللحظة لمواجهة التفشي المُحتمل لفيروس "كورونا".
ونوهت إلى أن هذا الشعور نابع من التخبط الحوثي، وعشوائية التدابير الاحترازية، إلى جانب ضعف التوعية وقصور المرافق الطبية ونقص المستلزمات الصحية.
وشددت على أن إجراءات التباعد الاجتماعي لا تزال في أقل مستوياتها، مع استمرار ازدحام الأسواق والشوارع، وندرة اتخاذ تدابير السلامة والاحتراز من انتقال العدوى.
ولفتت إلى أن المخاوف من انتشار الفيروس تبرز أكثر وسط الفئات الأكثر تعليماً وثقافة، خاصةً وأنهم على يقين بأن القطاع الصحي الخاضع للحوثيين غير قادر على مواجهة انتشار الوباء.