لعبة الحوثي القذرة.. كيف تتلاعب المليشيات بـورقة كورونا؟
واصلت المليشيات الحوثية تعاملها المروّع مع جائحة فيروس كورونا، مُهدّدة حياة الملايين لهذا الخطر المميت والفتاك عبر لعبة "إخفاء الحقائق".
العديد من المعلومات المتواترة تؤّكد أنّ هناك تشكيكًا واسعًا في مصداقية مليشيا الحوثي حول عدد الإصابات في مناطق سيطرتها.
ويرى مراقبون أنّ كافة الاحتمالات تشير إلى أن الأرقام الحقيقية للإصابة بكورونا في صنعاء أعلى بكثير مما هو معلن، وأنّ سبب ارتفاع الأعداد إلى ضعف المنظومة الصحية، وعدم القيام بعدد أكبر من عمليات الفحص والتقصي.
واتفقت مع ذلك صحيفة "الشرق الأوسط" التي تحدّثت عن أنّ مليشيا الحوثي تخفي حقيقة إصابة العشرات من الحالات الموجودة في عدة مستشفيات.
وأشارت إلى أن قيام المليشيات بإغلاق عدد من الأسواق والشوارع الرئيسية مؤقتاً، يؤكد ما ذهبت إليه احتمالات ارتفاع أعداد الإصابات.
وتعمل المليشيات الحوثية على التلاعب بملف فيروس كورونا المستجد، وتعمل على إخفاء الحقائق، ضمن حلقات استهتارها بحياة السكان في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وأمس الأول الثلاثاء، أعلن وزير الصحة في حكومة الحوثي "غير المعترف بها" المدعو طه المتوكل، تسجيل حالة وفاة لأول إصابة مؤكدة مخبريا في صنعاء بفيروس كورونا، فيما أوضحت مصادر طبية أن الحالة عانت من أمراض مزمنة وفشل كلوي والتهاب مزمن بالكبد، وأضافت أنّ هناك أكثر من 10 حالات مؤكدة في مستشفى الكويت بصنعاء.
وفي وقتٍ لاحق، أخضعت مليشيا الحوثي الإرهابية، الطواقم الطبية المناوبة في مستشفيين أهليين غربي صنعاء للحجر الصحي، بعد مخالطتهم لحالات يشتبه إصابتها بفيروس كورونا.
وقالت مصادر طبية لموقع "المشهد العربي" إن مستشفيين أهليين غربي صنعاء استقبلا حالتي إصابة بالتهابات رؤية حادة يعتقد إصابتهما بفيروس كورونا.
وأضافت المصادر أنّ ما يُسمّى فرق الاستجابة الأمنية التابعة لمليشيا الحوثي أخضعت الطواقم المناوبة في المستشفيين للحجر بانتظار فحوصات الحالتين.
وأشارت المصادر إلى أن أحد الأطباء في مستشفى أهلي آخر كان قد تأكد إصابته بالفيروس التاجي منذ يومين.
الأمر الأكثر رعبًا في القصة يعود لما كشفه أحد نزلاء الفندق الذي توفيت فيه الحالة المصابة بكورونا في محافظة صنعاء التي أعلنت عنها مليشيا الحوثي رسميًّا أمس الثلاثاء، فيما يتعلق بتفاصيل الحالة وقيام المليشيات بالتكتم عن الإعلان عن تفاصيل وعدد المخالطين للحالة.
وسائل إعلام نقلت عن النزيل قوله إنّ الشخص الذي توفي بوباء كورونا في غرفة الفندق التي يقيم بها كان وصل الفندق، وعقب وفاته حضرت مليشيا الحوثي إلى الفندق وقامت بتحريز الجثة وخالط الجثة أكثر من 15 شخصاً من الأجهزة الأمنية التابعة لمليشيا الحوثي.
وأضاف أنّ الشخص المتوفى هو (م. المعيش)، مشيرًا إلى أن المليشيا وعقب أن أخذت الجثة يوم الأحد الماضي في وقت العصر عادت فجر الاثنين بعد مرور أكثر من 10 ساعات لتبلغهم أن الحالة كانت مصابة بكورونا وهددت العاملين بالفندق بعدم النشر أو الحديث عن الحالة.
وأكد النزيل أن الحالة المصابة بكورنا خالطت عشرات النزلاء في الفندق وأنه كان يخرج للسوق ويعود، موضحًا أنّ الفندق فيه عشرات النزلاء وغالبيتهم قد خالطوا والتقوا بالحالة المتوفية بكورنا، وأنّ المليشيا لم تكلف نفسها عناء حظر أو حجر النزلاء، مشيرا أن غالبيتهم قد غادروا الفندق.
ورفضت مليشيا الحوثي الإفصاح عن كافة تفاصيل الحالة المتوفية بكورونا، بالإضافة إلى وجود العشرات من المصابين والذين هددت المليشيا عائلاتهم بعدم القيام بالنشر ما لم سيتم اعتقالهم.
هذه المعلومات تفضح حجم التلاعب والاستهتار الحوثي بحياة السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات، وذلك على الرغم من التحذيرات التي ردّدها العالم أجمع بسرعة تفشي فيروس كورونا بين البشر.
وفي وقتٍ سابق، حذّر أطباءٌ متخصصون في محافظة صنعاء من طريقة تعاطي مليشيا الحوثي مع مخاطر انتشار فيروس كورونا، واعتبروا ذلك كارثة تهدد 30 مليون شخص.
وكشف وهاج المقطري الذي أوكل له الحوثيون مهمة إعداد بروتوكول علاجي لكورونا عن منع المليشيات فحص حالات الاشتباه بكورونا لكل من تظهر عليه أعراض المرض وتوجيه عملية الفحص عن إنفلونزا الخنازير H1N1، معتبرًا ذلك تسترًا مقصودًا من قبل لجنة الطوارئ الحوثية على الوباء الذي ينتشر في العالم بشكل مرعب.
وانتقد المقطري - في مطلع أبريل الماضي - تشخيص ثماني حالات وفاة شهدها المستشفى الجمهوري خلال الأربعة الأيام الماضية على أنها التهاب جهاز تنفسي وخيم، وقال إنّه من غير المعقول أن يموت 8 أشخاص بإنفلونزا الخنازير في وقت ذهب موسم المرض وطالب بلجنة طبية لتقييم الحالات بشكل دقيق.
وصرّح المقطري: "تقييم الحالات خاطئ وقاتل، حيث السؤال الذي تعتبره لجان الفحص أساس التشخيص هو (هل سافرت إلى الخارج أم لا؟) لم يعد ذو قيمة مطلقا في التشخيص لأن المسافرين تم تهريبهم من المنافذ بالعشرات وقد اختلطوا بالمئات من السكان".
وأضاف: "ما بوسعي أن أقوم به هو تحذير الناس وانتشالهم من وضعية النعام فقط"، مشيرًا إلى أنّ كورونا لا يحصد في البداية ولا يتفشى سريعًا، مستشهدًا بوضع سوريا والصومال حيث لا تزال عندهم الحالات قليلة جدا رغم أنه مضى أسبوعين على اكتشاف المرض.
وحذّر المصدر نفسه من أنّ "كورونا" يبدأ في المجتمع تدريجيًّا وإذا لم تكتشفه الدولة لفترة يبدأ بعد ذلك بالتفشي بمتتالية هندسية (تصاعد متضاعف) ويحصد الناس وقد وصلت الأعداد بالآلاف كما فعل تماما في إيران وإيطاليا وغيرهما.
وكانت تقارير قد حذّرت من تبعات ونتائج كارثية في شتى المجالات في حالة تسلل فيروس كورونا إلى اليمن، في ظل التدهور الحاد في القطاع الصحي الذي بات شبه مدمر.
واضطر العديد من اليمنيين إلى إيقاف أعمالهم مؤقتا وبقائهم في منازلهم حرصا على سلامتهم من الفيروس، فيما يشكو آخرون من أن المخاوف من انتشار الفايروس قد أدى إلى ضرب حركة السكان في الأسواق والمؤسسات وغيرها.
ويعيش السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيات الحوثية وسط مخاوف جمة بشأن وصول فيروس كورونا المستجد إلى مناطقهم في ظل بيئة صحية شديدة التردي.
ورصدت مصادر إعلامية عن حالة من التخوُّف انتابت السكان من وصول الوباء الخطير إلى مناطقهم، كونهم مروا بتجارب مريرة وأوضاع قاسية في ظل قبضة وحكم الميليشيات الحوثية التي لا تأبه لصحة وحياة السكان كما تدعي، بل تكرس جلّ جهدها وطاقتها لابتزازهم ونهب مدخراتهم لصالح المجهود الحربي.
وباء كورونا الذي أرعب العالم، أكَّدت قيادات المليشيات في حكومتها “غير المعترف بها” أنَّ تفشيه لا يعنيها، وقد تمّ التعبير عن ذلك على لسان رئيس حكومة المليشيات عبد العزيز بن حبتور: “العالم يهرب من التجمعات اليوم هربًا من فيروس كورونا، وشعبنا اليمني ليس لديه شيء يخسره، فقد متنا من الكوليرا والدفتيريا وفيروسات كثيرة، والعالم لم يتحدث عن هذا الأمر، ومن الطبيعي أن يموت هؤلاء اليمنيون”.
حملت تصريحات “بن حبتور” اعترافًا حوثيًّا مفضوحًا بأنّ تفشي وباء كورونا أمرٌ لا يشغلها على الإطلاق، لكنّ الأهم في مقابل ذلك هو الحصول على دعم أكثر عددٍ من المدنيين للزج بهم إلى الجبهات.
كما أنّ الإجراءات التي اتخذتها المليشيات الحوثية على مضض للوقاية من تفشي كورونا هي عبارة عن إجراءات شكلية ليس لها أي أثر أو وجود على أرض الواقع.
وتحاول المليشيات أن تظهر للعالم عبر وسائل إعلامها وعبر بعض القرارات والخطوات التي اتخذتها، أنها تحرص على صحة وحياة السكان في مناطق سيطرتها، على الرغم من عملها على تفشي الكثير من الأمراض.
ومنذ أن أشعلت المليشيات حربها العبثية في صيف 2014، شهدت المناطق الخاضعة لقبضة المليشيات تفشيًّا مخيفًا لعددٍ من الأمراض المستعصية والأوبئة مثل الدفتيريا والكوليرا وحمى الضنك وإنفلونزا الخنازير.
في الوقت نفسه، تواصل المليشيات العمل على التدمير الممنهج من قبل الحوثيين للقطاع الصحي، ونهب المساعدات الإغاثية الطبية المقدمة من المنظمات الدولية.
وغرست المليشيات الموالية لإيران بذور بيئة خصبة لتفشي الأوبئة والأمراض القاتلة، كما عملت على استهداف المستشفيات وعرقلة عملها سواء بتعريض حياة كوادرها للخطر أو قصفها لإخراجها عن العمل، فضلًا عن سرقة الأدوية المخصصة لعلاج المرضى.