دبابات ليبارد بمعركة عفرين تثير موجة غضب في ألمانيا
أثار استخدام الجيش التركي دبابات ألمانية، في عمليته العسكرية بمنطقة عفرين، شمالي سوريا، انتقادات واسعة ودعا مسؤولون ألمان بلادهم إلى وقف إمداد أنقرة بالأسلحة.
وتعتزم برلين وأنقرة، إجراء مباحثات وشيكة بشأن العملية التي تشنها تركيا عبر الحدود ضد مقاتلين أكراد في سوريا، وسط الجدل الحالي.
وذكرت الناطقة باسم وزارة الخارجية الألمانية، ماريا إديبار، أن السفير الألماني مارتن إردمان سيناقش مع وزير الدفاع التركي نور الدين جانيكلي "كيفية تجهيز العملية التركية".
وواجهت الحكومة الألمانية ضغوطا محلية بعدما أظهرت صور من أرض المعركة دبابات مصنوعة في ألمانيا من طراز "ليبارد 2" في عمليتها لإخراج المقاتلين الأكراد من منطقة عفرين في شمال سوريا.
في غضون ذلك، اتهمت رابطة الجالية الكردية في ألمانيا، برلين بـ"التواطؤ عبر تزويد دولة تركيا الإرهابية بالأسلحة".
ودعا النائب المحافظ نوربرت رويتغن، الذي يترأس اللجنة البرلمانية للشؤون الخارجية، وزير الخارجية سيغمار غابريال، إلى تعليق أي اتفاقات جديدة لتزويد تركيا بالأسلحة.
وأوردت لصحيفة "تاغيس شبيغل" أنه "أمر مرفوض أن تزيد ألمانيا من القوة القتالية لدبابات - ليبارد - في تركيا إذا كان الجيش التركي يلاحق الأكراد في شمال سوريا".
وأوضح النائب، وهو شخصية قيادية في حزب المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل "الاتحاد المسيحي الديموقراطي"، أنه يجب منع تزويد تركيا بالأسلحة "بسبب وضع حقوق الإنسان وتفكك سيادة القانون في البلاد".
وتدهورت العلاقات بشكل كبير بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، إثر انتقاد ألمانيا لوضع حقوق الإنسان في تركيا، تحديدا عقب حملة الحكومة الأمنية جراء الانقلاب الفاشل عام 2016.
وبدأت العلاقات بالتحسن بشكل تدريجي خلال الأسابيع الأخيرة مع تعهد وزيري خارجية البلدين برأب الصدع، ويرجح متابعون أن تؤثر العملية التركية ضد وحدات حماية الشعب الكردية، على مسار هذا التقارب مع ألمانيا، حيث تقيم جاليات تركية وكردية كبيرة.
وأرسلت برلين 354 دبابة من طراز "ليبارد2" إلى تركيا بين العامين 2006 و2011.
ويمنع الاتفاق الذي تم توقيعه عام 2005 أنقرة فقط من إعطاء الدبابات أو بيعها إلى طرف ثالث دون موافقة مسبقة من برلين، لكنه لا يفرض قيودا أخرى على كيفية استخدامها.