دوري أبطال أوروبا يواجه المجهول في عصر كورونا

الثلاثاء 9 يونيو 2020 21:27:35
دوري أبطال أوروبا يواجه المجهول في عصر "كورونا"

يواجه دوري أبطال أوروبا هذا العام، المسابقة الأقوى على صعيد الأندية حول العالم، بل البعض يصنفها حتى أنها أصبحت تتفوق على كأس العالم أغلى بطولات الساحرة المستديرة، ظروفاً جعلتها تفقد بريقها ورونقها المعهود.

وبعد ذهاب دور الستة عشر، والذي شهد مباريات قوية ونتائج مفاجأة مثل انتصار مانشستر سيتي في مدريد على ريال وسقوط يوفنتوس أمام ليون، تعطلت المسابقة قبل استكمال لقاءات العودة بسبب جائحة فيروس كورونا، وأصبح مصيرها بانتظار تحسن الأوضاع الصحية في القارة العجوز المنكوبة.

خطط الاتحاد الأوروبي الأولية كانت إنهاء المسابقات المحلية ثم تخصيص شهر أغسطس لمسابقاته القارية، ولكن استمرار الأزمة الصحية أخر انطلاق بطولات الدوري والكأس في معظم البلدان، وأصبح صعباً أن تنتهي المسابقات بحلول الفاتح من أغسطس، مما يعني تأخير انطلاق دوري الأبطال والدوري الأوروبي، وهو ما يؤثر بدوره على موعد انطلاق الموسم الجديد.

وتشير آخر التقارير إلى لجوء "اليويفا" لفكرة البطولة المجمعة لاستكمال البطولتين، دوري الأبطال والدوري الأوروبي، مع لعبهما في أرض محايدة لتوفير الوقت والنفقات، ولكن تكمن العقبات في صعوبة احتضان مدينة واحدة لعدد كبير من الفرق، ثمانية لكل بطولة، مع وجود معضلة أخرى تكمن في عدم اكتمال عقد المتأهلين، بانتظار المتبقي من دور الستة عشر في الأبطال، ومباراتي روما أمام إشبيلية، وإنتر مع خيتافي لنفس الدور ولكن في الدوري الأوروبي.

الآن السؤال، أين ستُلعب اللقاءات المتبقية، هل تبقى كما هي في ملاعب الفرق، أم في ملاعب محايدة، وفي حالة الدوري الأوروبي، هل سيتم الاكتفاء بمباراة وحيدة لتوفير الوقت، أم ستقام مباراتي الذهاب والإياب من أجل تطبيق المساواة مع بقية الفرق التي شاركت بنفس الدور؟ معضلة كبيرة.

الآن الحديث عن لشبونة حيث يوجد ملعبين صالحين لاستضافة عدد من المباريات، وبنية تحتية قوية للعاصمة البرتغالية تسمح بوجود ثمانية فرق معاً بنفس التوقيت لمدة تقارب الشهر أو أقل، مع عدم نسيان معدل الإصابة المنخفض بفيروس كورونا في البلاد ككل، والذي يفتح الاحتمالية لعودة الجماهير.

لا يخفى على أحد أن الغرض الأساسي لاستكمال المسابقة هو تجنب الخسائر المادية الفادحة للأندية والاتحاد الأوروبي، عدم إكمالها يعني مليارات من حقوق الإعلان والنقل التلفازي ستضيع، ونسخة بلا نهاية للمسابقة الأقوى في أوروبا، السيناريو الذي لم يسبق وحدث منذ انطلاقها في خمسينيات القرن الماضي، الأمر الذي تريد "يويفا" تفاديه بأي شكل من الأشكال.

اللاعبون سيقعون تحت ضغط بدني كبير بعد ضغط مباريات الدوري واللعب كل ثلاثة أيام لإنهاء الموسم، ثم عليهم إكمال المنافسات القارية وخوض مجموعة من المباريات على أعلى المستوى في وقت مضغوط، نفس هؤلاء اللاعبين الذين عانوا من الإصابات الآن كما رأينا مع ميسي، مانولاس، هافيرتس، وسانشو وآخرين، حتى قبل انطلاق المباريات، إذ أن التوقف الطويل ترك أثره بالتأكيد مهما كانت الاستعدادات المبذولة في المنازل.

اتخاذ قرار جريء بإلغاء البطولتين كان ربما ليكون الأصلح لصحة اللاعبين، ومن أجل موسم قادم أفضل، موسم سيبدأ على الأغلب في وقت متأخر عن موعده، وسيكون مضغوطاً بسبب وجود أمم أوروبا، الأولمبياد، وكوبا أمريكا بعده، مع عدم نسيان تصفيات البطولات القارية للمنتخبات.

من الصعب أن يتخذ "اليوفا" مثل هذا القرار ويضحي بأرباح مليونية لأن هدفه الرئيسي هو الحفاظ على الدجاجة التي تبيض ذهباً له، حتى لو على صحة اللاعبين، ودون الأخذ في الاعتبار مصير نفس البطولات وأخرى تابعة له ستُلعب بعد أشهر فقط، وستتأثر كثيراً بتبعات إقامة دوري الأبطال والدوري الأوروبي في منتصف الصيف الجاري.

عودة دوري الأبطال والدوري الأوروبي ستحدث على الأرجح، وسنرى بطلاً قارياً جديداً في أغسطس المقبل، ولكن السؤال الذي سنتعرف على إجابته على مدار الموسم المقبل هي تبعات وتكلفة ذلك القرار.