الجنوب يحول ذكرى الاحتلال إلى انتصار سياسي على الغزاة
حقق المجلس الانتقالي الجنوبي جملة من المكاسب السياسية على الشمال اليمني وذلك بعد مرور 26 عاما على احتلال الجنوب في العام 1994، بعد أن استطاع أن يصبح رقما لا يمكن تجاوزه في حل الأزمة اليمنية، بل إنه كسر محاولات المليشيات الحوثية وكذلك مليشيا الإصلاح المهيمنة على الشرعية من معاودة احتلال العاصمة عدن وباقي المحافظات مجددا.
استطاع المجلس الانتقالي الذي حاول اليمن الشمالي تنحيته عن حل الأزمة اليمينية أن يصبح الضلع الأهم في المعادلة لأن القوات المسلحة الجنوبية حققت انتصارات عسكرية على المليشيات الحوثية في الضالع وكذلك فإنه أحبط محاولات الشرعية التي سعت للهيمنة على العاصمة عدن مجددا، بالإضافة إلى أنه رسخ حضوره السياسي من خلال إعلانه الإدارة الذاتية للجنوب.
تمكن الانتقالي من أن يعيد لملمة صفوف الجنوب مرة أخرى في مواجهة محاولات الغزو الشمالي التي تتكرر بين الحين والآخر ولكن في كل مرة تتصدى القوات الجنوبية ببسالة لتلك المحاولات، وأضحى الجنوب ملتفا حول الانتقالي باعتباره المتحدث باسم القضية الجنوبية في جميع الفعاليات الدولية، وهو ما أعاد القضية الجنوبية لتكون على طاولة المداولات الإقليمية بعد سنوات من الغياب.
الانتصار السياسي على الشمال تجلى واضحا في هذه الأيام بعد أن دفع الانتقالي الشرعية مرغمة للجلوس على طاولة المفاوضات مجددا في الرياض، بعد أن كانت تعول على عناصر الإرهابية الذين زجت بهم إلى أبين لاختراق العاصمة عدن، غير أنها تلقت هزائم متتالية أرغمتها على القبول بوقف إطلاق النار، وفرض الانتقالي رؤيته مجددا بالعودة إلى اتفاق الرياض المعطل منذ شهر نوفمبر الماضي.
الانتصار السياسي على الشمال تمثل أيضا في فضح أساليب مليشيات الإصلاح التي تهيمن على الشرعية وكشف التنسيق الخفي بين تلك العناصر وبين مليشيا الحوثي الإرهابية، ووضع الطرفين في سلة واحدة باعتبارهما طرفا مهددا لأمن الجنوب، وهو أمر حاولت الشرعية التنصل منه كثيرا بعد أن حاولت إيهام التحالف العربي بأنها جادة في مواجهة المليشيات الحوثية، غير أن إفشال الشرعية لاتفاق الرياض الذي استهدف بالأساس تصويب سلاحها فضح أمرها ليس أمام التحالف العربي فقط ولكن أمام المجتمع الدولي برمته.
ونتيجة لهذه الانتصارات، أحيا مغردون جنوبيون ومهتمون بالشأن الجنوبي، الذكرى السادسة والعشرين لاحتلال الجنوب، اليوم الاثنين، الموافق السابع من يوليو، بهاشتاج "الجنوب انتصار بعد انكسار".
ووصفوا يوم السابع من يوليو بأنه يوم إعدام الوحدة واحتلال الجنوب، مشيرين إلى أن الاحتلال اليمني قتل الوحدة وأفاقها بالعنصرية والإقصاء والتهميش ونهب ثروات الجنوب.
وأشاروا إلى أن اليوم نفسه، مثل علامة فارقة في تاريخ الجنوب، إيذانًا بنضال جنوبي لاستعادة الدولة والهوية، بتضحيات الآلاف من الأبطال.
وشددوا على أنه منذُ هذا التاريخ بدأت سنوات من النضال والحراك الشعبي الذي تحول إلى مقاومة باسلة، انتهت بتفويض المجلس الانتقالي الجنوبي وإدارته الذاتية.
قال الناشط السياسي مالك اليزيدي اليافعي، اليوم، إن أبناء الجنوب ماضون في تحقيق الانتصار وصناعة التاريخ والمضي إلى المستقبل، وكتب في تغريدة عبر "تويتر": "ذكرى 7 يوليو يؤكد الجنوبيون بأنهم ماضون في تحقيق الانتصار لمأساة هذه الذكرى المؤلمة".
وأضاف: "بتضحيات كبيرة مُزجت بدماء الشهداء وآهات الأمهات الثكالى وأنين الجرحى، سنوات من النضال الجنوبي من أجل الحرية والكرامة"، موضحاً أن : "الجنوبيين يصنعون التاريخ ويمضون إلى المستقبل.. الجنوب انتصار بعد انكسار".