كذبة العديني.. كيف فشل متحدث الإصلاح في نفي هويتهم الإخوانية؟ (أدلة موثّقة)
"اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يُصدّقك الناس".. هذا القول الشهير أشهره حزب الإصلاح وسيلةً وطريقةً في محاولة للرد على الفضائح التي انهالت على هذا الفصيل، وفي مقدمتها الهوية الإخوانية الخبيثة التي تسود على الحزب.
حزب الإصلاح، حاول عبر المتحدث باسمه عدنان العديني، نفي تبعيته لجماعة الإخوان الإرهابية، في محاولة "فاشلة" لغسل سمعة هذا الحزب، المتسخة بإرهاب الإخوان والذي طغى على حكومة الشرعية بشكل كبير.
حديث المدعو العديني عن عدم تبعية "الإصلاح" للإخوان أمرٌ يثير كوميديا سوداء، وذلك بالنظر إلى عديد الشواهد التي كشفت وبرهنت على الهوية الإخوانية لحزب الإصلاح.
اعتراف اليدومي.. تشاور وعلاقات شخصية
النفي الصادر عن متحدث الإصلاح يتناقض مع اعترافات أخرى وثّقت تبعية الحزب للإخوان، وقد صدر ذلك على لسان محمد اليدومي رئيس الهيئة العليا لحزب الإصلاح الذي أقرّ في مقابلة تلفزيونية، بأنّه كان هناك تشاور بين إخوان اليمن وإخوان مصر في عديد الأمور.
كما اعترف أنّهم شاركوا في مؤتمر لإخوان تونس ومؤتمر لحزب العدالة والتنمية الإخواني في المغرب، متحدثًا عن علاقات شخصية مع هذه الفصائل.
وجه آخر لإرهاب حزب الإصلاح اعترف به اليدومي، عندما أقرّ بأنّ الحزب الإخواني دعّم علي عبد الله صالح في الحرب على الجنوب في 1994م.
الزنداني.. أب الإصلاح الروحي
عبد المجيد الزنداني.. هذا القيادي الإخواني يراه أعضاء حزب الإصلاح أبًا روحيًّا لهم، وقد بدأت علاقاته مع جماعة الإخوان في سن صغيرة، بينما كان يدرس في القاهرة وتقارب مع الجماعة الإرهابية، وتقول بعض التقارير إنّ السلطات المصرية فصلته من الجامعة واعتقلته قبل أن تطرده خارج البلاد بسبب هذه العلاقات المشبوهة.
هذا القيادي الإخواني، كان قد تحدّث في وقتٍ سابق أمام جمع من عناصر حزب الإصلاح، بأنّ "عام 2020 سيشهد قيام حضارة عالمية جديدة تمتد من الصين شرقًا إلى المحيط الأطلسي غربًا واسمها الخلافة الإسلامية".
تصريحات ومواقف الزنداني داعمة لجماعة الإخوان الإرهابية، وفي مقدمتها تركيا، حيث سبق أن أعلن دعمه لمساعي لحلم النظام الحاكم هناك بقيادة رجب طيب أردوغان نحو تأسيس خلافة إسلامية تديرها تركيا.
وبعد زيارة لأردوغان إلى قطر ولقائه بأميرها تميم بن حمد، ظهر الزنداني في مقطع فيديو وهو يتغنَّى بهذه الزيارة، وقال: "كم غمرتني السعادة وأنا أرى ذلك اللقاء بين تركيا وقطر، في الوقت الحرج الذي تمر به تركيا نرى فارسًا يتقدم ولا يبالي"، ثم تساقطت دموع حاول بها جذب تعاطف وكسب ولاء.
ويمكن القول إنّ هذا التحرك الإخواني يقوم على مخطط يمكن وصفه بـ"الاستعماري" ولا يرتبط بالدين، فجماعة الإخوان على مدار تاريخها دائمًا ما تتوارى وراء الدين وترتدي هذه العباءة عملًا على استقطاب البسطاء وإقناعهم بأفكارها من خلال المغازلة الدينية.
الزنداني ظهر أيضًا في مقطع فيديو، يقول أمام حشد من إخوان اليمن: إنّ "عصر الخلافة الجديد في الطريق"، وإنّ "مجلس الأمن القومي الأمريكي قدّم تقريرًا بأنّه في عام 2025 سوف يعلن المسلمون قيام الخلافة".
كما ظهر الزنداني وإلى جانبه أيضًا القيادي الإخواني محمد الحزمي في حشد إخواني، يتغنى بجماعة الإخوان، وحركة حماس الفلسطينية ورئيس مكتبها السياسي "الآن" خالد مشعل.
حميد الأحمر.. ملياردير يخدم تركيا
قيادي إخواني آخر يبرز في حزب الإصلاح هو حميد الأحمر، الذي يقيم في تركيا ويملك العديد من الاستثمارات هناك، وتحرّكه أنقرة والدوحة عملًا على تحقيق مصالحهما من خلال دعم النفوذ الإخواني في اليمن.
الأحمر دائمًا ما يتغزّل في أنقرة والنظام الحاكم بها، وانتشر له العديد من مقاطع الفيديو التي يتحدث فيها عن تركيا التي زعم أنّها "ملاذ المستضعفين"، في وقتٍ يرى فيه العالم أجمع أن النظام التركي أصبح حاميًّا ومدافعًا لإرهاب جماعة الإخوان بعدما سقطت أجندتها في دولٍ عدة.
ارتبط اسم حميد الأحمر بالعديد من الشواهد المشبوهة، لعل أحدثها أنّه أجرى أخيرًا اتصالات مع مليشيا الحوثي برعاية قطرية، حيث عرض الأحمر تسوية مع الحوثيين بشأن إعادة حصته من شركة سبأفون التي استولت عليها المليشيا في صنعاء، ووضع رؤية للعمل المشترك بين مليشيا الحوثي وحزب الإصلاح.
كما طلب القيادي الإخواني الأحمر العودة إلى صنعاء وتسوية موضوع شركة سبأفون، مقابل إقامة استثمارات كبيرة ستعمل على رفد خزينة المليشيا الحوثية.
وظهر حميد الأحمر في مقابلة تلفزيونية وهو يعترف بانتماء حزب الإصلاح لجماعة الإخوان الإرهابية، وذهب إلى المغازلة باسم الدين مؤكّدًا أن ممول "الإصلاح" بداعي أنّ الحزب يخدم الدين الإسلامي، وهي متاجرة رخيصة من قيادي متورط في العديد من جرائم الفساد.
وفي اعترافاته، أكّد الأحمر - المقيم في تركيا - بعدما سُئل عن دعمه لإخوان اليمن ماليًّا، قائلًا إنّ نهج الإخوان يستحق أن يُدعَم، مستشهدًا بقول لشيخه الزنداني عندما قال "إذا سار الإخوان المسلمين في وادٍ وسار الناس في وادٍ آخر لسرت في الوادي الذي يسير فيه الإخوان".
حميد الأحمر نظّم مسبقًا في مهرجان نظمته جماعة الإخوان في تركيا، وأخذ يتغنى بالسياسات التركية في الشرق الأوسط، وكال لها المدح على مواقفها في المنطقة.
توكل كرمان .. أفعى الإخوان
من بين قيادات حزب الإصلاح توكل كرمان، وهي عضوة بارزة في الحزب الإخواني، وكافة آرائها وتوجهاتها وانتماءاتها تحمل ولاءً كاملًا لجماعة الإخوان، وشاركت في اعتصام الإخوان بميدان رابعة العدوية في مصر في 2013.
كما أنّ كرمان حصلت على جائزة نوبل للسلام بعد رشوة قطرية قدّمت للمسؤولين عن منح جوائز نوبل من أجل منحها لكرمان.
وتملك كرمان ماضيًّا مشبوهًا، حيث قادت خلية إسطنبول الإخوانية اليمنية، وقادت فريق التقريب بين الإخوان والحوثيين بتمويل قطري مباشر وتنسيق تركي.
كما أنّها تملك قناة بلقيس بموازنة تشغيلية تحصل عليها من تركيا 300 ألف دولار شهريًّا، إضافة إلى مبالغ أخرى بهدف إطلاق حملات إعلامية مشبوهة وكاذبة هدفها الطعن في التحالف العربي، كما حصلت كرمان على أموال قطرية كبيرة مكّنتها من تكوين إمبراطورية مالية ضخمة.
وظهرت كرمان في أكثر من لقاء مع الرئيس التركي، الذي يحرص على دعم النفوذ الإخواني في مناطق عدة، لتحقيق أهدافه ومصالحه، مقابل أموال يشتري به ولاء هذه العناصر الإرهابية.
وفي أحد اللقاءات، ظهرت كرمان في لقاء مع أردوغان وهما يتبادلان حديثًا يمتلئ بالابتسامات والعبارات الودية، ويبدو أنّ هذا الحديث كان مرتبطًا بنجاح هذه الأفعى الإخوانية في تنفيذ تعليمات تركية وُجِّهت لها، حيث قالت لأردوغان: "ماضون في التغيير ونجحنا في إنجاز الهدف الأول وبدأنا نعمل على بقية الأهداف"، في إشارة إلى تنفيذ أجندة أنقرة الخبيثة.
لا تقتصر قصة كرمان عند هذا الحد، بل كانت الناشطة الإخوانية المريبة قد دعت في وقتٍ سابق، لتكثيف التنسيق بين "الإصلاح" والحوثيين، عملًا على استهداف التحالف العربي.
لماذا يكذب "الإصلاح"؟
تفضح هذه الشواهد أيضًا الأكاذيب التي ساقها عدنان العديني الذي حاول نفي علاقة حزب الإصلاح بالإخوان، بغية غسل سمعة الحزب التي اتسخت بإرهاب الإخوان.
إقدام حزب الإصلاح على هذا التلاعب بالحقيقة أمر غير مستغرب بأي حالٍ من الأحوال، فالجماعة الإرهابية عُرف عنها أنّها دائمًا ما تزيِّف الحقائق عملًا على حفظ مصالحها ونفوذها.
وكما أنّ إخوان اليمن، النافذين في الشرعية جزءٌ من المشكلة المعقدة في الوقت الراهن، فإنّ هذا الفصيل الإرهابي يحاول إنقاذه مصيره من الانهيار لا سيّما بعدما افتضحت جرائمه وخطاياه أمام مختلف الأطراف.