انهيار صفوف الميليشيات بجبهات متفرقة

الجيش يقترب من «التحـــيتا» ويتقدم في «الجـراحـي» بالسـاحــل الغـربي

الجمعة 9 فبراير 2018 02:21:50
الجيش  يقترب من «التحـــيتا» ويتقدم في «الجـراحـي» بالسـاحــل الغـربي
وكالات

اقتربت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي، من مديرية التحيتا في محافظة الحديدة على الساحل الغربي، بالتزامن مع تقدمها في اتجاه الجراحي التي شهدت عمليات تمشيط واسعة من قبل مقاتلات التحالف، فيما واصلت قوات الجيش عملياتها العسكرية في تعز، وصرواح مارب، والجوف وصعدة، وسط حالة من التراجع في صفوف ميليشيات الحوثي الإيرانية في جبهات متفرقة.

وفي التفاصيل، أكدت مصادر ميدانية في الساحل الغربي لليمن تقدم الجيش، مسنوداً بالتحالف العربي، باتجاه مديرية التحيتا الواقعة على ساحل الحديدة مباشرة، إلى جانب استمرار عملياته العسكرية باتجاه مديرية الجراحي، مشيرة إلى أن مقاتلات التحالف قامت بعمليات تمشيط واسعة لمواقع الميليشيات الانقلابية في محيط المديريتين، ما أفسح المجال أمام الجيش بالتقدم.

كما أكدت المصادر وصول قوات الجيش إلى منطقة المعاصلة غرب التحيتا، بعد تطهيرها منطقة الحيمة بالكامل الفاصلة بين حيس وأولى القرى التابعة لمديرية التحيتا من الجهة الغربية.

ووفقاً للمصادر، فإن الجيش تمكن من السيطرة على منطقتي المغارب والخداش من عزلة الشرق، آخر المناطق الشمالية الشرقية لمديرية حيس باتجاه الجراحي، ودخلت وحدات الجيش مزارع عدة في شرق الجراحي، وبدأت بعمليات تمشيط فيها، تمهيداً لاتخاذها مركزاً لانطلاق عمليات تحرير المديرية والمناطق المجاورة، ومنها مديرية جبل راس القريبة من محافظة إب مباشرة.

وذكرت المصادر أن خمس عربات عسكرية تابعة للميليشيات تم تدميرها، ومقتل وإصابة من كانوا على متنها في محيط الجراحي، استهدفتها مقاتلات التحالف، إلى جانب عدد من الدراجات النارية التي تستخدمها الميليشيات في عمليات التسلل وتنفيذ أعمال تخريبية في المناطق التي يتم تحريرها على الساحل الغربي.

إلى ذلك، أكدت مصادر محلية وشهود عيان في مديريات زبيد وجبل راس وبيت الفقيه بالحديدة أن عناصر الميليشيات يفرون بشكل جماعي من جبهات القتال، بعد عرض أسلحتهم للبيع بأسعار زهيدة، مقابل الحصول على ثمن مواصلات تمكنهم من المغادرة إلى مناطقهم في عمران وصعدة وحجة والمحويت، مشيرة إلى أنهم في حالة ذعر من مقاتلات التحالف التي خلفت في صفوفهم عشرات القتلى والجرحى خلال عمليات التمشيط الأولى باتجاه مديرية الجراحي.

وأشارت المصادر إلى أن 20 جثة لعناصر الميليشيات وصلت إلى مستشفى زبيد العام، فيما نقل الجرحى على عربات عسكرية باتجاه مدينة الحديدة، وكانت مقاتلات التحالف استهدفت تعزيزات عسكرية ضخمة للميليشيات أثناء توجهها إلى جبهات الجراحي والتحيتا، وأخرى كانت على طريق جبل راس قادمة من إب نحو حيس، أدت إلى تدمير عدد من الآليات.

وفي مدينة تعز، حققت قوات الجيش تقدماً على حساب الميليشيات في جبهات مديرية مقبنة غرب المدينة، بعد شنها هجوماً نوعياً على مواقع الميليشيات في جبل جريدم وعزلة القحيفة ومحيط جبل قهبان، أدت إلى مصرع 15 انقلابياً وعدد من الجرحى، فضلاً عن تدمير آليتين وإعطاب أخرى.

يأتي ذلك مع استمرار تبادل القصف المدفعي بين قوت الجيش والميليشيات في أطراف مديرية مقبنة من جهة جبل حبشي ومنطقة البرح على الطريق الدولي بين تعز والمخاء.

وفي الجبهة الجنوبية، قصفت مقاتلات التحالف مواقع للميليشيات في أطراف نقيل الصلو من جهة دمنة خدير، خلّف قتلى وجرحى في صفوف عناصرهم، أثناء تقدمهم في أسفل النقيل الاستراتيجي باتجاه الدمنة.

وفي الجبهة الشرقية للمدينة، أكد قائد اللواء 22 ميكا، العميد ركن صادق سرحان، استمرار عمليات تحرير المدينة وفك الحصار عنها، التي دخلت يومها الـ16، مشيداً بدور قوات التحالف العربي المساند للعملية، وصمود مقاتلي الجيش في جميع الجبهات، مشيراً إلى أنه عقب السيطرة على مناطق الصرمين وأبعر العليا والسفلى والكريفات، ولوزام، يكون الجيش على مشارف فك حصار المدينة من الجهة الشرقية.

وأكد سرحان أن المرحلة المقبلة ستؤدي إلى تحرير الحوبان التي تعد مركزاً للميليشيات، وسيتم خلالها فتح الطرق باتجاه عدن وإب، وخلالها سيتم إعلان تعز محافظة محررة بالكامل، لافتاً إلى أن ما ينتظر الميليشيات كبير جداً، وسيقود إلى تحقيق مفاجأة لم تكن تتصورها.

وفي الجوف، دمرت مقاتلات التحالف آليات عدة للميليشيات في محيط تبة المهاشمة بمديرية خب والشعف، بعد تسللها إلى المنطقة بهدف إمداد جبهات عناصرهم المحاصرة في مناطق متفرقة على تخوم مديرية برط العنان وباتجاه منطقة البقع في صعدة، حيث خلّفت الغارات ثمانية قتلى وعدداً من الجرحى في صفوف الميليشيات.

من جهة أخرى، تمكنت قوات الجيش والأمن من ضبط شحنة أسلحة في مدخل مديرية الحزم كانت في طريقها إلى ميليشيات الحوثي الانقلابية، حيث كانت الشحنة تضم كميات من الأسلحة والذخائر، وفقاً لموقع الجيش اليمني، الذي أوضح أن الجيش أحال المتورطين إلى التحقيق.

وفي صعدة، واصلت قوات الجيش تقدمها في اتجاه وادي أملح في مديرية باقم، بعد يوم من سيطرتها على جبل الضراوية الاستراتيجي المطل على الوادي مباشرة، فيما بدأت قوات الجيش وآلياته العسكرية التقدم باتجاه المناطق السهلية المنبسطة بسرعة كبيرة، وتقترب من استكمال تحرير المديرية، وفقاً لمصادر عسكرية تابعة للمنطقة السادسة.

وكانت قوات الجيش تمكنت من تطهير التباب السود وتبة «بي أم بي» وتبة البركان، وعدد من المرتفعات الجبلية في منطقة مندبة بمديرية باقم، بحسب تصريح قائد اللواء الخامس حرس حدود العميد صالح قروش لموقع الجيش اليمني، مشيراً إلى أن الميليشيات تكبدت 30 قتيلاً وعشرات الجرحى، فيما غنم الجيش عتاداً عسكرياً متنوعاً.

وفي مأرب، تمكنت قوات الجيش، بمساندة التحالف العربي، من تأمين موقع عسكري في وادي الربيعة بمديرية صرواح، كانت تتمركز فيه عناصر الميليشيات، قبل أن تباغتهم قوات الجيش ومقاتلات التحالف بشن هجمات مكثفة عليهم، ما خلف في صفوف الميليشيات قتلى وجرحى، وفر البقية، ما مكن الجيش من التمركز في الموقع بعد تطهيره من الألغام، وغنيمة الأسلحة التي خلّفتها الميليشيات فيه.

ووفقاً لمصادر ميدانية بصرواح، فإن الجيش تمكن أيضاً من صد محاولة تسلل للميليشيات لاستعادة الموقع، وأخرى باتجاه شرق حمة ثوابة بجبل هيلان، وكبّدتهم خسائر كبيرة، فيما واصلت قوات الجيش قصفها مواقع الميليشيات الانقلابية في وادي انشر بصرواح، ما أدى إلى مصرع ثمانية من عناصرهم وإصابة آخرين، فيما قصفت مقاتلات التحالف بست غارات مواقع للميليشيات بين صرواح وريف العاصمة.

وفي صنعاء، شنت ميليشيات الحوثي حملة اعتقالات في أوساط عدد من الأسر التي ينتمي أبناؤها إلى الجيش الوطني، بهدف الضغط عليهم للتخلي عن دورهم في عمليات التحرير، كما شهدت المدينة حالة من الاستنفار في صفوف الميليشيات الانقلابية، عقب الهزائم التي تلقتها في الساحل الغربي على يد قوات الجيش والتحالف التي تقترب من تحرير ميناء الحديدة، المنفذ الوحيد لتهريب الأسلحة والمؤن إلى الميليشيات، وبسقوطه تسقط العاصمة، التي استقبلت خلال اليومين الماضيين 80 جثة من عناصرهم، سقطوا في جبهات الساحل أخيراً.

من جهة أخرى، تشهد العاصمة صنعاء ازدياد الخلافات بين قيادات الميليشيات، خصوصاً بين رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، ورئيس ما يسمى اللجنة الثورية، محمد علي الحوثي، بهدف توسيع كل واحد منهما نفوذه على حساب الآخر، بعد فراغ الساحة لهم عقب مقتل الرئيس اليمني السابق، علي عبدالله صالح، غدراً على أيديهم، مطلع ديسمبر من العام الماضي.

وفي هذا الصدد، أصدر الصماد في الآونة الأخيرة العديد من الأوامر التي تحد من سلطة المشرفين على اللجنة الثورية العليا، وتنهي نفوذهم في بعض المؤسسات الحكومية، فيما اعتبره صقور الجماعة الحوثية محاولة لتقويض نفوذ محمد الحوثي، الذي يعد القائد الفعلي لعناصر الميليشيات المسلحة، فيما يمثل الصماد الجانب المدني للجماعة.