صرخة الجنوب التي زلزلت العالم
رأي المشهد العربي
"احتشد الشعب، وقال كلمته فوصلت الرسالة".. كانت حضرموت عند الموعد، واصطف مئات الآلاف في مديرية المكلا، وقفوا جميعًا على قلب رجل واحد، هتفوا بحناجر ملأها الحزم والحسم.. كلنا وراءك يا انتقالي.
مليونية المكلا نقلت رسالة للعالم أجمع بأنّ الجنوب قد قرر مصيره وحدّد توجهه، هو دعم الإدارة الذاتية والوقوف خلف القيادة السياسية ممثلة في المجلس الانتقالي، عملًا على تحقيق الحلم الذي طال انتظاره، هو استعادة الدولة وفك الارتباط.
رسالة الجنوب صدحت في أرجاء العالم أجمع، وبات مختلف الأطراف سواء عن قرب أو بعد على اطلاع بما يريده الجنوبيون، وهو أنّهم لن يتركوا حلمهم ولن يضيع أملهم، وهو ما يعني أنّ قضية الجنوب أخذت أبعادًا دولية شديدة الأهمية.
القيادة السياسية نجحت طوال الفترة الماضية، في تحقيق إنجازات سياسية تمثّلت في نقل الاهتمام بالقضية الجنوبية من الإطار الإقليمي إلى الصعيد الدولي، وبالتالي فقد أصبح الجنوب طرفًا رئيسًا في معادلة الحل المستقبلية، وهو ما أكّده مختلف الأطراف طوال الفترة الماضية.
والآن، ومع الحاضنة الشعبية التي يملكها المجلس الانتقالي وتزداد متانة يومًا بعد يوم، فقد أصبح لزامًا أنّ يعي العالم أجمع أنّ الجنوب قد حدّد مصيره، فهو لن ينجرف وراء الأوهام، ولن يتخلى عن تحقيق الهدف الاستراتيجي وهو استعادة الدولة.
القيادة الجنوبية بدورها عليها أيضًا أن تُكثّف من جهودها الدبلوماسية لنقل هذه الصورة والرسالة الجنوبية إلى العالم أجمع، مع ضرورة العمل على استغلال هذا الزخم الشعبي نحو تحقيق الهدف الاستراتيجي الأسمى وهو استقلال الوطن، وهو هدف جوهري لن يحيد عنه الانتقالي.