الرياضيون مطالبون بمواجهة قرارات صعبة بعد تأجيل أولمبياد طوكيو إلى العام المقبل
كان من المفترض أن تنطلق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقررة بالعاصمة اليابانية طوكيو غدا الجمعة، لكن مع قرار تأجيلها الذي اتخذ في أواخر مارس الماضي لتقام في نفس الموعد من العام المقبل، سيكون الرياضيون مطالبين بمواجهة قرارات صعبة والتكيف مع أوضاع جديدة خلال هذا العام.
وفي الفترة المقبلة سيخضع الرياضيون للتدريبات بدلا من المنافسة على الميداليات كما سيتدرب البعض في صالات الألعاب الرياضية (الجيم) الخاصة بشكل منفرد بدلا من التنافس وسط هتافات الجماهير، وسيواجه الرياضيون من الألعاب المغمورة فترة صعبة أخرى تستمر لــ12 شهرا حتى انطلاق الأولمبياد.
وكان الكثيرون قد قطعوا شوطا كبيرا على طريق الاستعداد للأولمبياد، وذلك حتى أواخر مارس، عندما اتخذ قرار تأجيل الأولمبياد لمدة عام واحد بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وقال أول تيبرت الذي يرأس أحد معاهد علوم التدريب في مدينة لايبزج الألمانية، إن بعض الرياضيين:" يواجهون صعوبات هائلة في تطوير مستوياتهم مجددا من أجل المنافسة في العام المقبل، وخاصة المشاركين في رياضات التحمل الذين يستعدون للتنافس في موعد واحد محدد".
ويبدو الحال كذلك في العديد من الرياضات التي يعتمد لاعبوها على دورات الألعاب الأولمبية للظهور والتحول إلى نجوم، وهناك العديد من الرياضيين الذين لا يحصلون سوى على فرصة واحدة طوال العمر للمشاركة في الأولمبياد.
وبالنسبة لكثير من الرياضيين، تعد المشاركة الأولمبية محورا مهما للتخطيط للحياة بأكملها.
وقال توبياس هاوكه قائد منتخب الهوكي الألماني في تصريحات لشبكة "سكاي" التليفزيونية:" تكرس حياتك بأكملها من أجل هدف واحد، كان من المقرر أن تختتم الأمور في صيف 2020 باحتفالية كبرى".
وكان هاوكه يعتزم إنهاء مسيرته الاحترافية عبر أولمبياد طوكيو، ويتطلع أن يكتب نهاية سعيدة بإحراز ميدالية، لكنه الآن بات مطالبا بالاستمرار لعام آخر أملا في تحقيق هذا الهدف.
كذلك يواجه فرانك شتيبلر، المتوج بطلا للعالم ثلاث مرات في المصارعة، موقفا مشابها.
وقال شتيبلر في تصريحات لمجلة "شبورت بيلد" :" كان من المفترض أن أنهي مسيرتي في الخامس من أغسطس المقبل. وقمت بترتيب حياتي على هذا الأساس، ولكن قدري أن أستمر لفترة أخرى".
ويواجه شتيبلر تحديا إضافيا مع إلغاء فئة 75 كيلوجراما، التي يتنافس فيها، من جدول منافسات الأولمبياد، وبات مطالبا بخفض وزنه للمنافسة في فئة 67 كيلوجراما.
وقال شتيبلر:" إنها تشكل محنة، لأنني أواجه صعوبة كبيرة في خسارة الدهون، وسيكون الأمر أكثر صعوبة مع التقدم في العمر".
وأشار شتيبلر إلى أنه سيسعى لتجاوز ذلك لأنه ليس لديه شك بشأن المشاركة في الأولمبياد في العام المقبل.
لكن رياضيين آخرين لا يحملون نفس الإصرار، وقد قال يوليان ريال قائد المنتخب الألماني لكرة الماء في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ):" إنه يمكنه أن يتفهم موقف الرياضيين الذين يرون أنهم لن يتجاوزوا صعوبات التأجيل لمدة عام، خاصة ممن لم يتأهلوا بعد إلى الأولمبياد".
وأضاف:" الرياضيين المشاركين في الرياضات الأقل حضورا عليهم اتخاذ القرارات بشأن ما سيحدث عقب انتهاء مسيرتهم، مشيرا إلى أن لا أحد يود التفكير في السيناريو الذي قد يشهد إلغاء أولمبياد طوكيو، وهو ما يعني أن المشاركة الأولمبية المقبلة ستكون في أولمبياد باريس عام 2024".