بسبب كورونا.. انتكاسة الاقتصاد تلقي بظلالها الكارثية على البورصات العالمية

السبت 25 يوليو 2020 15:11:03
بسبب كورونا.. "انتكاسة الاقتصاد" تلقي بظلالها الكارثية على البورصات العالمية

ألقت التداعيات السلبية التي خلفتها جائحة كورونا بظلالها على الاقتصاد العالمي، حيث رجح ‏محللون أنها انتكاسة دفعت البورصات العالمية إلى الهاوية بعد أن تلقت ضربة موجعة خلال ‏الأسبوع المنصرم.‏

وشهدت البورصات العالمية خسائر كبيرة على خلفية تصاعد التوتر بين الصين - وأمريكا، فيما ‏أجج تقرير عن الوظائف الأمريكية جاء أسوأ من التوقعات، وتأخر محادثات بشأن إجراءات ‏تحفيز في واشنطن، المخاوف إزاء انتعاش الاقتصاد‎.‎

وجاءت تلك الخسائر في نهاية أسبوع آخر صعب للأسواق التي أظهرت مؤشرات تذبذب بعد ‏أشهر من التحسن منذ تدهورها في (مارس، بحسب "الفرنسية"‏‎).‎

وسجلت بورصتا شنغهاي وهونج كونج هبوطا في أسعار الأسهم، فيما تعرضت العلاقات بين ‏أكبر اقتصادين في العالم لانتكاسة جديدة مع إصدار الصين الأوامر بإغلاق القنصلية الأمريكية ‏في شينجدو، ردا على إغلاق الولايات المتحدة البعثة الدبلوماسية الصينية في هيوستن في وقت ‏سابق هذا العام‎.‎

وتضاف هذه الانتكاسة إلى ملف يشمل قضايا هونج كونج وفيروس كورونا المستجد وهواوي، ‏التي أدت إلى تدهور العلاقات بين العملاقين ووصولها إلى درجة الأزمة‎.‎

وأمس الأول، صعد مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي من حدة نبرته ودعا "الدول الحرة" ‏إلى دحر تهديد ما وصفه "بالطغيان الجديد" من الصين، وقال "إن الرئيس الصيني شي جينبينج ‏تابع مخلص لأيديولوجية شمولية مفلسة‎".‎
لكن فيما أثارت الخطوة قلق المستثمرين، قال وانج ييوي الدبلوماسي الصيني السابق "إن الوضع ‏لم يكن سيئا بالدرجة المتوقعة‎".‎

وقال لوكالة "بلومبيرج نيوز"، "من غير الممكن القيام بخطوة متساوية تماما، لكن اختيار شينجدو ‏يظهر أن الصين تريد تقليل الضرر بالعلاقات الثنائية"، وأضاف أن "العمليات التي تجرى من ‏شينجدو ليست أكثر عمليات البعثات الأمريكية في الصين أهمية، مقارنة بشنغهاي مثلا‎".‎

وقبل ذلك كانت أسواق وول ستريت سجلت خسائر أمس الأول عقب صدور أرقام أظهرت أن ‏‏1.4 مليون أمريكي قدموا طلبات إعانة بطالة الأسبوع الماضي، في أول ارتفاع أسبوعي منذ بدء ‏الأزمة‎.‎

وجاءت الأرقام في وقت اضطر فيه عديد من الولايات الأمريكية إلى إعادة فرض تدابير إغلاق ‏بعد وقت قصير من إعادة فتحها، وأمرت السلطات في بعض تلك الولايات بإغلاق الكافيهات ‏والمطاعم وأنشطة تجارية أخرى مهمة للاقتصاد‎.‎

وشكلت العودة إلى تلك التدابير ضربة كبيرة للمستثمرين الذين عبروا عن تفاؤل إزاء انتعاش ‏الاقتصاد الأمريكي بعد تدهور في وقت سابق هذا العام‎.‎

وقال ستيفن إينس الخبير لدى مركز أكسي كورب للخدمات المالية "إنه على الرغم من توافق ‏البيانات مع معايير الفصل، من الصعب للمستثمرين تجاهل الإحساس الدائم بالتناقض المتمثل في ‏العدد الكلي للأشخاص الذين يطلبون إعانات‎".‎

وأضاف "لكن ذلك يؤكد أيضا ما اعتقدناه جميعا، وهو أن مزيدا من التشاؤم يلوح في الأفق، فيما ‏إعادة فرض تدابير إغلاق في الولايات الأمريكية الأكثر اكتظاظا تدحض الفرضية القائلة إن ‏الاقتصاد ينتعش بقوة‎".‎

وخسر مؤشرا داو وستاندرد آند بورز 500 أكثر من 1 في المائة فيما تراجع "ناسداك"، الذي ‏كان يسجل أرقاما قياسية أخيرا بأكثر من 2 في المائة، أمس الأول‎.‎

وفتحت "وول ستريت" على انخفاض أمس إذ يضغط توتر بين أمريكا والصين ومخاوف بشأن ‏زيادة حالات الإصابة بكوفيد - 19 على معنويات المستثمرين، ما محا جميع المكاسب التي ‏حققها مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي منذ بداية الأسبوع‎.‎

وانخفض مؤشر داو جونز الصناعي 118.92 أو ما يعادل 0.45 في المائة إلى 26533.41 ‏نقطة، وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 17.08 نقطة أو ما يعادل 0.53 في المائة ‏إلى 3218.58 نقطة، بينما هبط مؤشر ناسداك المجمع 167.01 نقطة أو 1.60 في المائة إلى ‏‏10294.41 نقطة‎. ‎
وفي آسيا تراجعت بورصة هونج كونج 2.2 في المائة وخسرت شنغهاي 3.9 في المائة أمس، ‏فيما انخفضت بورصات سيدني وسنغافورة وجاكرتا وبانكوك بأكثر من 1 في المائة‎.‎

ورأى خبراء الاقتصاد أن البيانات الضعيفة يمكن أن تحث النواب الأمريكيين على الدفع ‏بإجراءات تحفيز جديدة، في وقت يقترب فيه وقف العمل بخطة إنعاش بتريليونات الدولارات‎.‎

لكن الأعضاء الجمهوريين والبيت الأبيض لم يتمكنوا من الاتفاق على خطة بتريليون دولار، فيما ‏لا يزال الطرفان على خلاف بشأن إعانة بطالة أسبوعية قدرها 600 دولار، يستفيد منها 30 ‏مليون شخص، لكن من المتوقع أن تنتهي مهلة العمل بها في عطلة نهاية الأسبوع الحالي‎.‎

وحتى مع إقرار الخطة، سيخوضون مناقشات شاقة مع الديمقراطيين الذين أعدوا من جانبهم ‏خطة بقيمة 3.5 تريليون دولار، وكل هذا فيما تقترب عطلة شهر آب (أغسطس‎).‎

وقال إينس "إن تحول مشروع قانون التحفيز الأمريكي الجديد إلى حالة من الانقسام السياسي في ‏وقت تبدو فيه نذر كارثة اقتصادية، أمر يتجاوز الفهم‎".‎

وأضاف، "الكونجرس يفكر في تمديد العمل بإعانات البطالة الإضافية حتى نهاية العام، لكن ‏اقتطاع المبلغ في وقت تتعين فيه زيادة المستفيدين منه أمر مشين‎".‎

وتراجعت الأسهم الأوروبية أمس، إذ تدهورت المعنويات حول العالم بعد أن أمرت بكين الولايات ‏المتحدة بإغلاق قنصليتها في مدينة صينية ردا على إجراء مماثل من واشنطن‎.‎

وبحسب "رويترز"، هبط مؤشر ستوكس 600 للأسهم الأوروبية 1.5 في المائة، ويمضي على ‏مسار تسجيل أكبر تراجع ليوم واحد في شهر، ما يدفعه إلى تكبد خسارة في الأسبوع الجاري‎.‎

وقادت أسهم التكنولوجيا الخسائر عقب عمليات بيع شهدتها نظيراتها الأمريكية أمس الأول، بينما ‏خسر قطاع المواد الأساسية الشديد التأثر في الصين 1.9 في المائة‎.‎

وارتفع سهم "سنتريكا" المالكة لـ"بريتيش جاز" 30 في المائة ليتصدر مؤشر ستوكس 600، على ‏الرغم من تحقيق الشركة أرباحا أقل في النصف الأول، إذ أعلنت خططا لبيع "دايركت إنرجي"، ‏نشاطها في أمريكا الشمالية، لـ"إن.آر.جي إنرجي" مقابل 3.63 مليار دولار‎.‎

وارتفع سهم "إكوينور النرويجية للطاقة" 0.5 في المائة بعد أن أعلنت الشركة انخفاض أرباح ‏التشغيل 89 في المائة، بينما كان محللون يتوقعون أن تتكبد خسائر‎.‎

وقفز سهم "سيجنفاي"، أكبر شركة للإضاءة في العالم، 4.5 في المائة بعد أن قفز صافي ‏أرباحها 62 في المائة في الربع الثاني، وبفضل خطط لسداد ديون بقيمة 350 مليون يورو ‏‏"406 ملايين دولار" هذا العام‎.‎

وعربيا، ارتفع الرقم القياسي العام لأسعار الأسهم المدرجة في البورصة الأردنية بنسبة 0.53 في ‏المائة، لينهي تداولات الأسبوع عند مستوى 1586.9 نقطة.‏

‏ وبلغ المعدل اليومي لحجم التداول في بورصة عمّان خلال الأسبوع الماضي نحو 5.7 مليون ‏دينار أردني مقارنة بـ2.7 مليون دينار أردني الأسبوع السابق، بنسبة ارتفاع 111.3 في المائة، ‏فيما بلغ حجم التداول الإجمالي الأسبوعي نحو 28.3 مليون دينار أردني، مقارنة بـ13.4 مليون ‏دينار للأسبوع السابق. أما عدد الأسهم المتداولة التي سجلتها البورصة خلال الأسبوع المنصرم، ‏فبلغ 31.0 مليون سهم، نفذت من خلال 12526 صفقة‎.‎

وفي مصر، بلغت المكاسب التي حققتها البورصة المصرية خلال تعاملات الأسبوع الماضي ‏نحو 1.6 مليار جنيه ليبلغ رأس المال السوقي لأسهم الشركات نحو 575.5 مليار جنيه. ‏

وارتفع أداء مؤشرات السوقين الرئيسة والثانوية بشكل جماعي، حيث قفز مؤشر السوق الرئيسة ‏للبورصة إيجي إكس 30 بنسبة 0.18 في المائة ليبلغ مستوى 10459.92 نقطة، كما زاد مؤشر ‏الأسهم الصغيرة والمتوسطة إيجي إكس 70 بنسبة 4.81 في المائة ليبلغ مستوى 1494.7 نقطة، ‏وأضاف مؤشر إيجي إكس 100 الأوسع نطاقا نحو 3.85 في المائة ليبلغ مستوى 2287.58 ‏نقطة‎.‎

وأشار التقرير الأسبوعي للبورصة إلى ارتفاع قيم التداول بنحو 1.1 مليار جنيه لتصل إلى 8.5 ‏مليار جنيه، وأوضح أن الأسهم استحوذت على 79.11 في المائة من إجمالي قيمة التداول داخل ‏المقصورة، بينما استحوذت السندات على 20.89 في المائة‎.‎

وأفاد التقرير بأن تعاملات المستثمرين المصريين استحوذت على 73 في المائة من إجمالي ‏تعاملات السوق، وأن المستثمرين الأجانب استحوذوا على 21 في المائة، والعرب على 6 في ‏المائة بعد استبعاد الصفقات، ونوه بأن تعاملات المستثمرين الأجانب سجلت صافي بيع بقيمة ‏‏261.3 مليون جنيه، وأن المستثمرين العرب سجلوا صافي شراء بقيمة 5.5 مليون جنيه. ‏