إنتفاضة 11فبرايراعاد ة تدوير الفساد

صادف يوم الأحد الماضي الذكرى السابعة للإنتفاضة الشعبية في صنعاء ضد نظام حكم علي صالح الفاسد  أو مايطلق عليه عند بعض القوى السياسية والوسائل الأعلامية "الثورة الشعبية الشبابية السلمية" هذه الإنتفاضة التي عبرت عن مطالب غالبية الفئات والطبقات سحقها الظلم والفقر المدقع,حتى ان بعض شهود العيان يقولون إن هذه الإنتفاضة بدأت بصرخة مواطن جائع.وبالرغم من أن المشاركون في هذه الإنتفاضة الشعبية التي تعرضت لكل صنوف القمع والتنكيل والقتل من قبل نظام الحكم وأجنحته الأمنية تمكنت من إسقاط رأس النظام عبر المبادرة الخليجية إلا أنها فشلت في تحقيق هدفها الأساسي المعلن وهو إسقاط النظام أي إنهاء المنظومة السياسية والأمنية والتشريعية التي أنتجت نمط الحكم المستبد والفاسد وإقامة نظام سياسي أكثر عدلا" وأقل ظلما" .
يرى مراقبون ومحللون سياسيون وحتى بعض أعضاء ماسمي ب"اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية" التي كانت تتحدث وتقود هذه الإنتفاضة أعلاميا" أن من الأسباب الرئيسة التي أدت الى إخفاق هذه الإنتفاضة في تحقيق هدفها المعلن :
1-فشلها في تشكيل قيادة سياسية جديدة بعيدا" عن الوجوه التقليدية المفلسة إخلاقيا" وسياسيا" ,قادرة على تنظيم وتوجيه إنشطتها وفعالياتها المختلفة وعلى إدارة الصراع السياسي مع نظام الحكم المستهدف وحلفائه العلنيين والمخفيين.
2 -إحتكار وهيمنة لون سياسي واحد وهو حزب الإصلاح على قيادتها من خلال ماسمي باللجنة التنظيمية مما أدى إلى تصوير الإنتفاضة الشعبية وكأنها فصل من الصراع السياسي بل تصفية حسابات بين نظام الحكم والأخوان,بالأصح بين رأس النظام وعائلتيه من جهة وحميد الأحمر وعائلتيه من أخرى.
 3-إنضمام أبرز رجالات الحكم الفاسدين وحاميه منذ قيامه علي محسن الأحمر إلى الثورة المغدورة بها وأعلانه تشكيل جيش الثورة لحماية الثائرين في ساحة التغيير كما أدعى من فرقته المدرعة والمليشيات التابعة له ولحزب الإصلاح القبلي,وكان هناك إعتقاد لدى العديد من المتابعين للأحداث إن الهدف الحقيقي والخفي لجيش علي محسن هو محاصرة الثوار في الساحة وتقييد حركة المشاركين فيها.
4-فشل القائمين على قيادة الإنتفاضة في صياغة برنامج سياسي واضح الملامح ,يعبر عن اهدافها وأسس معالجة المشكلات السياسية والإقتصادية والأمنية المزمنة التي تعاني منها البلاد وخاصة القضية الجنوبية بأعتبارها جذر المشكلة في اليمن.
5-تجاهل القائمين على قيادة الإنتفاضة والأطراف السياسية المحلية والإقليمية التي تقف خلفها للقوي السياسية الجديدة التي نشأت في الجنوب وصعدة وهما الحراك الجنوبي السلمي والحركة الحوثية المسلحة في صعدة.
6-عدم إمتلاك قادة الإنتفاضة لرؤية سياسية ناضجة وواضحة في كيفية التعامل المشكلات السياسية المزمنة وخاصة القضية الجنوبية ومطالب جماعة الحوثي والإكتفاء بالتسويق الأعلامي الساذج بأن هاتين القضيتين الشائكتين ستنتهيان وتزولان بمجرد إنتصار"الثورة الشبابية الشعبية السلمية.
لهذه الأسباب ولعوامل أقليمية ودولية أخرى لامجال هنا لذكرها أخفقت الإنتفاضة الشعبية السلمية في صنعاء,مما أدى إلى بقاء النظام بآلياته وشخوصه وبالتالي قيام الحرب الدموية المستمرة حتى يومنا هذا.