عكف لـ المشهد العربي: جسر الصين سليم وشائعات انهياره مغرضة

الثلاثاء 11 أغسطس 2020 13:03:00
عكف لـ "المشهد العربي": جسر الصين سليم وشائعات انهياره "مغرضة"

أكد مدير عام مديرية زنجبار بمحافظة أبين، المهندس سالم عكف، سلامة "جسر الصين" في أبين وقدرته على تحمل مرور المركبات الكبيرة والشاحنات والقاطرات والأوزان الثقيلة حتى أكثر من مليون طن.

ونفى - في لقائه مع "المشهد العربي" - صحة ما تردد ببعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي من تحذيرات تتوقع انهيار "جسر الصين" بسبب تدفق السيول، ومرور المركبات والشاحنات عليه.

وشدد على أن الجسر سليم، وليس به أي أضرار، ولا توجد أي تشققات في أعمدته، أو في السلابة، أو جسم الجسر.

ولفت إلى أن الجسر بُني وفق مواصفات عالية، وارتفاعات بلغت 12 دورًا، وتم عمل حسابات كثيرة جدًا، واستخدام آلات وتقنيات حديثة في بناء الجسر.

وتناول المهندس سالم عكف - في لقائه مع "المشهد العربي" - العديد من الحقائق والدلائل على قدرة "جسر الصين" في أبين على الصمود في مواجهة السيول من ناحية، وعبور المركبات والشاحنات من ناحية أخرى.

وفي الحوار التالي توقف أمام جوانب مهمة من تلك الحقائق والدلائل.


* كيف ترى أهمية بناء الجسور في أبين من قبل الدول الصديقة، خاصة بريطانيا والصين؟

- ترجع عملية بناء الجسور في أبين إلى إقامة بريطانيا العظمى جسرًا لأهمية مدينة زنجبار والمناطق المرتبطة بها، حيث فتحت بريطانيا طريق عدن – أبين، لأن أبين كانت تشتهر بزراعة القطن وإنتاجه، وكان الطريق في تلك الفترة خطًا واحدًا فوق الجسر.

* كيف نشأت فكرة بناء "جسر الصين" إلى جوار الجسر البريطاني؟

- تواصل الرئيس سالمين مع دولة الصين الصديقة لبناء جسر آخر مجاور للجسر البريطاني، وكان جسر الصين الأول بُني بجانب الجسر البريطاني على عدة محاور بطول 300 متر.

وجرى تشييد جسر الصين الأول بنفس الطول والمواصفات البريطانية.

وهذا الجسر تمت إعادة بنائه في عام 1982م بعد اجتياح فيضان السيول، وذلك تكريمًا لصداقة اليمن الجنوبي والحكومة الصينية وقتها، ورد اعتبار للرئيس الشهيد سالم ربيع علي .

جلب فيضان عام 1982م الأشجار والمخلفات، وكانت فتحات الجسر البريطاني صغيرة جدًا، وانسدت بسبب امتلائها بالمخلفات، وأدى ضغط السيل، الذي وصل فيه ارتفاع الماء إلى محيط الأسفلت، إلى كسر الجسر البريطاني الذي سهل جرف "جسر الصين" الأول بسهولة.

* الأحداث تؤكد أن الصين سارعت إلى بناء الجسر الثاني بديلًا عن الأول، فما مميزات هذا الجسر عن سابقه؟

- جرى بناء جسر الصين الثاني، وأكدت دولة الصين أنه بني من أجل الرئيس سالمين، وتكريمًا له، ويمثل رمزًا للصداقة بين اليمن الجنوبي آنذاك والحكومة الصينية.

بُني الجسر وفق مواصفات عالية، وارتفاعات بلغت 12 دورًا بدل الهبوط السابق، وتم عمل حسابات كثيرة جدًا، واستخدام تقنيات حديثة في بناء الجسر بما في ذلك آلة دقّ الأعمدة في الأرض.

* فهمت من كلامكم أن الصين تنظر إلى أهمية هذا الجسر كرمز للصداقة، وتحرص على استمراره.. أليس كذلك؟

- أعتقد أن دولة الصين تضع هذا الجسر ضمن اهتماماتها ومسؤولياتها، فعندما انتشر خبر جرف الجسر الأول، جاءت الصين، وأقامت الجسر الثاني وفق مواصفات خاصة، وتمت الاستفادة من تدفق السيول القوية في السابق لصالح بناء الجسر الثاني، كما جرى احتساب الارتفاع، وأرقام الأوزان الموجودة عليه، الأمر الذي أكسب الجسر الثاني مزايا كثيرة.

* فماذا عن الأحمال التي يستوعبها جسر الصين؟

- هناك ما تسمى الأحمال الميتة، والأحمال المتحركة، والأحمال الحية، والضغط الجوي، وسرعة الرياح، وتأثيراتها، والتمدد الحراري على هذه المنشأة.

والجسر لا يوجد به أي ضرر، ونتحدى أي واحد أن يأتي بدليل على وجود تشققات في أعمدة الجسر أو في السلابة أو في جسمه.

* هناك من يحذر من انهيار أو سقوط الجسر نتيجة السيول، أو مرور المركبات الكبيرة وحدوث اهتزازات بالجسر.. فكيف ترد على ذلك؟

- لو كان الجسر جسمًا صلبًا لانهار، ولكن هذه الاهتزازات طبيعية نتيجة مرونة "السلابات" فهي قطع، وكل واحدة معتمدة على عمود، والسلابة مرتكزة على تصاميم هندسية من شأنها حماية جسم الجسر.

ولابد من إزالة جميع النقاط العسكرية أمام وخلف الجسر، وردم وصيانة المناطق الواقعة حول الجسر.

* فكيف تفسر التحذيرات التي نشرت في بعض وسائل الإعلام عن توقعات بانهيار جسر الصين بسبب السيول؟

- كل ما يقال عن أن جسر الصين سينهار بسبب السيول عبارة عن أقوال تخضع لمصالح خاصة من بعض الأشخاص لغرض التكسب غير المشروع من مرور القاطرات والشاحنات .

هناك أشخاص مستفيدون من عدم مرور القاطرات والشاحنات داخل زنجبار، وهؤلاء حرموا المدينة من النشاط التجاري ونقلوه خارجها.

ولا شك في أن تحرك النشاط التجاري داخل مدينة زنجبار سيوفر فرص عمل لمواطني المدينة وما حولها، لكن التعنت من قبل البعض والإعلام المعادي حارب هذا النشاط التجاري، وبث شائعة تضرر جسر الصين من مرور القاطرات والتعجيل بسقوطه.

وأعتبر هذه الشائعة إهانة لدولة الصين نفسها، وحرمان لمدينة زنجبار من شريان تجاري مهم جدًا .

* هل تعرض جسر الصين لمثل هذه الحالة من الجدل في مراحل سابقة وكيف انتهت؟

- عند بناء مصنع أسمنت باتيس حصلت إشكالية مع نقل اثنين من أفران المصنع، وقيل إن الجسر لن يتحمل مرور الأفران، فالإشكالية قديمة.

وجرى التواصل مع الشركة الصينية التي تنفذ المصنع والسفارة الصينية عبر وزارة الخارجية ووزارة الإنشاءات الصينية الشركة التي نفذت جسر الصين عام 1982م.

وأكد الجميع أنه ليست هناك أي أخطار على الجسر، وأنه يتحمل مرور أكثر من مليون طن عليه، ومازال التقرير موجودًا في شركة أسمنت باتيس.

وعلى الرغم من تأكيد لجان متخصصة في فترات سابقة أن الجسر لا يوجد به أي مشكلة من الناحية الفنية، فهناك لجنة فنية متخصصة ستنزل بالتنسيق مع صندوق صيانة الطرق وسوف تقوم بعمل تقييم فني للجسر يدحض تلك الافتراءات عليه.