وادي حضرموت.. درة الجنوب تأبى الانسلاخ من هويتها

الاثنين 24 أغسطس 2020 19:00:00
وادي حضرموت.. درة الجنوب تأبى الانسلاخ من هويتها

رأي المشهد العربي

تعاني الشرعية، ومن خلفها تنظيم الإخوان الإرهابي، من الرفض الشعبي لمحاولات فرض الاحتلال اليمني للجنوب بقوة السلاح أو شرعنته عبر كيانات عميلة لقوى الاحتلال، في مواجهة إرادة جماهيرية التفت حول المجلس الانتقالي الجنوبي، وإنجازاته.

وبعد انهيار التحالف الحوثي الإخواني على جبهات الجنوب، وفشله في تحقيق أي تقدم، وتوالي انكساراته في مريس وبتار شمال الضالع، وفي شقرة ووادي سلا والشيخ سالم في أبين، لجأت قوى الاحتلال ومنتفعوه إلى حيلة عاجزة بالترويج لكيان وهمي عميل يحقق أهدافه باستخدام شعارات الجنوب نفسها، عبر حرف الإرادة الجماهيرية.

وبأموال العامة في وطن أفقرته الشرعية حتى تمكنت منه أكبر أزمة إنسانية في العالم، فتح تنظيم الإخوان الإرهابي خزائن الثروات المنهوبة لمساومة البسطاء على مستقبل بلادهم بوجبة تسد الجوع، نظير الانضمام إلى حشود فعالية مأجورة في وادي حضرموت، فشلت قبل أن تبدأ كسابقتها.

وبينما فشلت المساومة في حفظ ماء وجه التنظيم الإخواني الإرهابي، سعت الشرعية إلى استدعاء جنود المنطقة العسكرية الأولى في لباس مدني، إلى الفعالية، بحوافز شملت مواصلات مجانية ووجبات وقات، غير مدركة أن الرفض الشعبي المتصاعد ضد مليشيا الإخوان الإرهابية وعملائها، يأبى سلخ حضرموت التي تعد درة الجنوب، من هويتها.

وفي ردود أفعال شعبية عفوية على مساعي تزييف إرادة الجنوب، ووأد اتفاق الرياض للمرة الثانية، تحركت مجموعات مدنية سلمية منها شباب الغضب، إلى إعلان عصيان مدني، اليوم الاثنين، تتبعه خطوات تصعيدية لاحقة.

بالتعتيم والتضليل ردت وسائل إعلام التنظيم الإخواني الإرهابي، على حالة الغليان في مديريات وادي حضرموت، وعلى رأسها سيئون، التي شهدت مسيرات واحتجاجات تنديدًا بأي مؤامرة للقفز على إرادة الأهالي.

وكالعادة اختلف المشهد على الأرض، حيث قررت مليشيا الإخوان الإرهابية التعامل مع الحراك السلمي الشعبي بعدوانية تعجز عن مثيلتها في مواجهة مليشيا الحوثي، ونكلت بالمتظاهرين، وشنت حملات لاختطاف واعتقال متظاهرين سلميين، كما حاصرت أحياء سكنية منها حي سحيل في سيئون.

ولا شك في أن محاولات تنظيم الإخوان الإرهابي، المدعوم من تنظيم الحمدين، لتنفيذ أجندته المعادية للجنوب والتحالف العربي، ستفشل كسابقتها، اعتمادًا على تمسك المواطن الجنوبي بهويته، ورفضًا لاحتلال أورثه الفقر والحرمان والتشريد، وإيمانًا بوجود ممثل شرعي للجنوب انتزع اعترافا إقليميا ودوليا بالحقوق الجنوبية يتمثل في المجلس الانتقالي الجنوبي.