التحالف العربي يجدد دماءه لتحريك جمود السلام باليمن
دخل التحالف العربي مرحلة جديدة في طريقه نحو إنهاء الأزمة اليمنية وإحلال السلام الغائب من بدء الحرب الحوثية، وذلك بعد أن أدخل تعديلات جوهرية على رأس القيادة العسكرية المكلّفة بإدارة المهام العسكرية، وذلك بإزاحة الفريق فهد بن تركي بن عبدالعزيز آل سعود من قيادة القوات المشتركة المسؤولة عن ملف الحرب في اليمن ضمن التحالف العربي، وإحالته إلى التقاعد والتحقيق، وتكليف الفريق الركن مطلق بن سالم بن مطلق الأزيمع نائب رئيس هيئة الأركان العامة بالقيام بعمل قائد القوات المشتركة.
يرى مراقبون أن التحالف العربي يسعى إلى تجديد دمائه لتحريك جمود السلام في اليمن وذلك بعد أن أفشلت المليشيات الحوثية كل فرص السلام المتاحة وذهبت باتجاه التصعيد على جبهات عديدة كما أنها ضاعفت من استهدافها للمملكة العربية السعودية عبر إطلاق الصواريخ المفخخة، ما تطلب تدخلا لتنشيط الجهود العسكرية التي تشكل ضغطًا على المليشيات الحوثية قد تدفعها إلى السلام.
وكذلك فإن تغييرات قيادة التحالف العربي تبعث برسالة للشرعية بأن المملكة العربية السعودية لن تتقبل مزيدا من المراوغات بشأن تنفيذ اتفاق الرياض، وأن خروقات مليشيات الشرعية لن تستمر طويلاً من أجل تحقيق هدف أسمى يتمثل في إنهاء الانقلاب الحوثي على الشرعية وتصويب سلاح قوات الجيش التي يهيمن عليها مليشيات الإخوان.
يذهب البعض للتأكيد على أن تغييرات التحالف تستهدف وقف عمليات التسليم وتسلم الجبهات الشمالية بين الحوثي والشرعية تحديدا في محافظات الجوف ونهم ومأرب، وأن التحالف قد يكون من ضمن أدواره المستقبلية كشف هذا التنسيق والتعامل معه بقوة وحزم بما يضيق الخناق على الطرفين ويدفعهما إلى الجلوس على طاولة المفاوضات بعد أن تدهورت الأوضاع الإنسانية في كثير من المحافظات وأضحت بحاجة إلى تدخلات عاجلة.
أكد الكاتب والمحلل العسكري، العميد خالد النسي، اليوم الإثنين، أن سيطرة الإخوان على الشرعية من أكبر أخطاء المرحلة الماضية.
وكتب عبر تغريدة له على "تويتر": "هناك أخطاء كثيرة وكثيرة جدا ما كان لها أن تكون والتي استثمرها الحوثي وبقى حتى اليوم مسيطرا على كل الشمال ويهدد السعودية والملاحة الدولية منها سيطرة الإخوان على الشرعية وتركهم الحوثي وإشغال الجنوبيين الشريك القوي مع التحالف وأيضا الفساد الكبير الذي استنزف التحالف دون نتيجة".
بالتوازي مع ذلك فإن التحالف العربي سيولي اهتماما بالغا بعملية التنمية فهو يدرك أن أي انتصارات عسكرية تتحقق في معسكر الشرعية على الأرض لابد أن يتبعها جهود تنموية سيتولى مهمتها، ويبدو أن المملكة العربية السعودية بدأت في هذا التوجه من خلال إعلانها عن جملة من المشروعات التنموية في العاصمة عدن.
والتقى سفير المملكة العربية السعودية لدى اليمن، محمد آل جابر، اليوم الاثنين، مدير أمن العاصمة عدن اللواء أحمد الحامدي، وبحث الطرفان خلال الاجتماع العمل على حفظ أمن العاصمة عدن لتنميتها وتوفير الخدمات لسكانها، وشدد الدبلوماسي السعودي، الذي تناول أهمية تعزيز الأمن في العاصمة، على دعم التحالف العربي كل ما يسهم في تحقيق الاستقرار، مشيدًا بخبرة ورؤية اللواء الحامدي.
وفي المقابل، أكد التحالف العربي، مساء الأحد، أن مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، تواصل محاولات استهداف المدنيين في المملكة العربية السعودية، وشدد المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف العقيد الركن تركي المالكي، على أن التحالف سيعمل على تدمير وتحييد القدرات الحوثية وفق القانون الدولي.
وكانت قوات التحالف العربي، قد تمكنت مساء الأحد، من اعتراض وتدمير طائرتين بدون طيار مُفخختين أطلقتهما مليشيا الحوثي من الأراضي اليمنية باتجاه المملكة العربية السعودية.
