الوجه الآخر للمأساة السورية: المساعدات الإنسانية مقابل الاستغلال الجنسي

الأربعاء 28 فبراير 2018 10:50:00
الوجه الآخر للمأساة السورية: المساعدات الإنسانية مقابل الاستغلال الجنسي
وكالات:

تتعرض سوريات إلى الاستغلال الجنسي من قبل رجال محليين يقايضون المساعدات الإنسانية باسم منظمات دولية، وذلك في مختلف المحافظات السورية وفي بلدان اللجوء المجاورة.

وكشف تقرير أعد لصالح صندوق الأمم المتحدة للسكان العام الماضي النقاب عن استمرار مقايضة المساعدات بالجنس في جنوب سوريا.

وقال عمال إغاثة، نقلت عنهم شبكة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أمس الثلاثاء، إن "الاستغلال واسع الانتشار لدرجة أن بعض  السوريات يرفضن الذهاب إلى مراكز توزيع المساعدات، لأن الناس سيفترضون أنهن عرضن أجسادهن مقابل المساعدات التي يجلبن إلى ديارهن".

تجاهل دولي
وقال أحد العمال إن "بعض الوكالات الإنسانية تغض الطرف عن الاستغلال لأن استخدام أطراف ثالثة ومسؤولين محليين هو الطريقة الوحيدة لتوصيل المساعدات في الأجزاء الأكثر خطورة من سوريا التي عجز الموظفون الدوليون من الوصول إليها".

وأجرى صندوق الأمم المتحدة للسكان تقييماً للعنف القائم على نوع الجنس في المنطقة في العام الماضي، وخلص إلى أن المساعدات الإنسانية يجري تبادلها مقابل الجنس في مختلف المحافظات في سوريا.

وسلط التقرير الذي جاء تحت عنوان "أصوات من سوريا 2018" على نساء وفتيات "تزوجن" مسؤولين لفترة قصيرة من الزمن لتقديم "الخدمات الجنسية" مقابل الحصول على الطعام، موضحاً أن الكثير من موزعي المساعدات الإنسانية يطلبون أرقام هواتف النساء والفتيات، ويعرضون إيصالهن لمنازلهن بسياراتهم مقابل الحصول على شيء في المقابل أو يعرضون معونات غذائية مقابل زيارتهن في منازلهن وقضاء ليلة معهن.

الأرامل والمطلقات والنازحات 
وأضاف أن "النساء والفتيات اللواتي ليس لهن من يحميهن" مثل الأرامل والمطلقات، والنازحات داخلياً، معرضات بشكل خاص للاستغلال الجنسي"، وذلك رغم الإبلاغ عن هذا الاستغلال الجنسي في سوريا لأول مرة منذ 2015.

وقالت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة إنها "لا تتسامح مطلقاً مع الاستغلال، ولم تكن على دراية بأي إساءة معاملة من قِبل المنظمات الشريكة في المنطقة".

وقالت المستشارة الإنسانية التي تعمل لصالح جمعية خيرية دانييل سبنسر، إنها سمعت عن تلك المزاعم من مجموعة من السوريات في مخيم للاجئين في الأردن في مارس(آذار) 2015.

وفي يونيو(حزيران) 2015، أجرت لجنة الإنقاذ الدولية مسحاً شمل 190 امرأة وفتاة في درعا والقنيطرة.

وأشارت اللجنة إلى أن 40% قلن إنهن تعرضن للعنف جنسي أثناء الحصول على الخدمات، بما في ذلك المساعدات الإنسانية.

وقال متحدث باسم اللجنة: "خلص المسح إلى أن العنف الجنسي كان مصدر قلق على نطاق واسع، بما في ذلك عند محاولة الوصول إلى مختلف أنواع الخدمات في جنوب سوريا، وتشمل هذه الخدمات توزيع المساعدات الإنسانية".