قوات الشرعية تفتح جبهة «غمر» صعدة وتقترب من مفرق أرحب وتستعد لميدي
مصرع 120 حوثياً بمواجهات في جبهة الساحل الغربي خلال يومين
قوات الشرعية تواصل تقدمها في الساحل الغربي بإسناد إماراتي قوي. أرشيفية
لقي 120 من ميليشيات الحوثي الإيرانية مصرعهم في جبهات الساحل الغربي لليمن، خلال اليومين الماضيين، إثر قصف لمقاتلات التحالف العربي بقيادة المملكة، ودعم من القوات المسلحة الإماراتية، ومواجهات مع المقاومة اليمنية، وسط انهيار في صفوف الميليشيات، وفرار عناصرها، فيما فتحت قوات الشرعية اليمنية جبهة غمر في صعدة، وباتت تقترب من مفرق أرحب، بينما شهدت جبهات ميدي وحجة تحضيرات عسكرية تحت إشراف التحالف العربي، لفتح جبهات جديدة باتجاه شمال الحديدة.
وفي التفاصيل، أفادت مصادر عسكرية وطبية يمنية بمقتل 120 من ميليشيات الحوثي الإيرانية، خلال يومين، في المواجهات التي تركزت المعارك فيها بين المقاومة اليمنية والقوات الإماراتية من جهة، وميليشيات الحوثي من جهة أخرى، في جنوب شرق الجراحي ومنطقة الهاملي.
كما أكدت مصادر ميدانية في مقاومة حيس تمكنها، بمساندة قوات التحالف، من صد هجوم للميليشيات على مواقعها في ضواحي المديرية من جهة الجراحي، وكبدتها 18 قتيلاً وعشرات الجرحى، ودمرت عربة عسكرية عليها مدفع بي 10.
وأوضحت لـ«الإمارات اليوم» أن المقاومة تمكنت من نصب كمين للميليشيات في منطقة «مفرق عقب - الجراحي»، وأسرت اثنين من عناصرها، كما نفذت عملية تمشيط باتجاه تبة الدباس، واستحدثت موقعاً عسكرياً لها في المنطقة، لأهميتها الاستراتيجية والعسكرية بالنسبة لتقدم الجيش نحو الجراحي، لافتاً إلى أن الجيش قام بعمليات تمشيط واسعة على تخوم الجراحي من الجهتين الجنوبية والشرقية.
وأوضحت المصادر أن معظم القتلى من ميليشيات الحوثي الإيرانية، سقطوا بالغارات الجوية التي استهدفت مواقع وتجمعات الحوثيين في زبيد وأطراف الجراحي والتحيتا، بالإضافة إلى تدمير آليات ومعدات عسكرية.
وكانت مقاتلات التحالف وبإسناد من القوات الإماراتية قصفت تعزيزات عسكرية للحوثيين في مزارع تتحصن فيها الميليشيات وتقع شرق الجراحي، كما قصفت المقاتلات تعزيزات للحوثيين في جبل راس كانت متجهة نحو الجراحي، فيما قصفت ميليشيات الحوثي الإرهابية أهالي مديرية الخوخة بقذائف «كاتيوشا»، كانت أطلقتها من قرية الدنين، ولم تسفر عن أي خسائر أو إصابات.
وفي صعدة، سيطرت قوات الجيش بمساندة التحالف العربي على سلسلة جبيلة مطلة على مديرية غمر الحدودية مع السعودية، التابعة لمحافظة صعدة معقل الميليشيات، بعد تقدمها في جبهات رازح المجاورة، لتفتح بذلك جبهة جديدة في إطار عمليات تحرير صعدة، التي تشهد حالة من الغليان الشديد في أوساط قبائلها ضد ميليشيات الحوثي، التي قادت مناطقها إلى دمار وأوصلتها إلى حافة المجاعة الحقيقية.
ووفقاً لمصادر ميدانية، وأخرى محلية، فإن وحدات من اللواء السادس حرس حدود، مسنودة بمقاتلات التحالف وطيران الأباتشي، واصلت هجومها على أوكار الميليشيات في جبال رازح وغمر موقعة في صفوف الحوثيين أكثر من 80 قتيلاً وعشرات الجرحى، وأسفر ذلك عن تدمير آليات ومنصات إطلاق صواريخ كاتيوشا ومدفع وتحصينات عسكرية، ما أدى إلى انهيار جبهاتها الواقعة في منطقة بني معين بين المديريتين وفرار عناصرها باتجاه مناطق متفرقة في غمر.
وأشارت المصادر إلى أن الجيش ومدفعية التحالف ومقاتلاته فرضت السيطرة النارية على المناطق الواقعة بين غمر ورازح، التي تم فتح جبهات عسكرية فيها، والتي تأتي في إطار استعداد الجيش والتحالف لفتح جبهات جديدة في معقل الميليشيات الانقلابية، للوصول إلى الهدف المنشود بالقضاء على «رأس الأفعى» في عقر دارها، مؤكدة أن الخطط المرسومة ينجزها الأبطال على أرض المعركة بكل تفاصيلها.
وفي نهم شمال شرق العاصمة صنعاء، تمكنت قوات الجيش من الوصول إلى تخوم أرحب من جهة مفرض ضبوعة، التي حقّقت فيها قوات الجيش تقدماً نوعياً في جبهة ميمنة الميمنة، وسيطرت على سلسلة التباب الواقعة شمال ضبوعة في معارك متواصلة خلّفت عشرات القتلى والجرحى، حيث تم حصر 144 جثة، وعشرات الجرحى تم نقلهم على عربات عسكرية باتجاه أرحب وصنعاء، فيما تم أسر 33 آخرين، وفقاً لموقع الجيش اليمني، مشيراً إلى أن القتلى بينهم أربعة من القيادات البارزة، إلى جانب استعادة كميات من الأسلحة والذخائر المتنوعة، في حين استشهد 88 من أفراد الجيش، وأصيب آخرون، خلال معارك الأربعة أيام الأخيرة.
كما واصلت قوات الجيش تقدمها باتجاه قرية الحول، التي تم فيها إحراق عربة عسكرية وإعطاب أخرى تابعة للميليشيات، وسيطرت قوات الجيش على مواقع غرب المنارة بجهة ميسرة الميسرة، بعد معارك خاضتها مع الميليشيات، خلّفت قتلى وجرحى في صفوفها.
ووسط تلك التقدمات، أعلنت الميليشيات في العاصمة حالة الاستنفار في صفوف عناصرها، ونشرت عشرات النقاط والعربات العسكرية في الشوارع الواقعة شمال وشرق المدينة، وأرسلت تعزيزات عسكرية مصحوبة بدبابات ومدافع وعربات عسكرية باتجاه بني حشيش شرق المدينة، وقامت بإنزال خرسانات عبارة عن متارس في مواقع متفرقة منها، وتقوم بعمليات عسكرية واستعداد قتالي عالٍ، ما يؤشر إلى أن المعارك اقتربت كثيراً من تخوم العاصمة الشمالية والشرقية.
من جهة أخرى، تشهد العاصمة حالة من الغليان الشعبي، نتيجة انعدام مشتقات النفط والغاز المنزلي، وارتفاع أسعاره في السوق السوداء التابعة للميليشيات، حيث وصل سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى 8000 ريال يمني، فيما وصلت أسعار 20 لتراً من البنزين إلى 12 ألف ريال يمني، وسط تسريبات من قيادات حوثية بأن تلك الأسعار ستكون ثابتة، لتعزيز ودعم جبهاتها، في حين تم صرف مادتي الغاز والبترول إلى أنصارها بأسعار زهيدة، للغاز 2500 ريال، والبترول 4000 ريال.
واعتقلت الميليشيات في العاصمة صنعاء ثلاثة من القضاة، هم رئيس نيابة الأموال العامة الثانية لمكافحة الفساد، القاضي رمزي الشوافي، ووكيل نيابة بني الحارث، القاضي حميد حبيش، وعضو النيابة العامة، القاضي عبدالله مكرح، وذلك أثناء توجههم لمدينة عدن، كما قامت باقتحام مكتب التخطيط والتعاون الدولي بمحافظة حجة، وقامت بطرد الموظفين كافة، وقامت بتحويله إلى ثكنة عسكرية ومقر عسكري لعناصرها.
وفي مأرب، تمكنت دفاعات التحالف من اعتراض صاروخ بالستي أطلقته الميليشيات الانقلابية على مدينة مأرب، وتم تدميره بالجو، من دون أي أضرار، فيما تمكنت قوات الجيش في صرواح غرب مأرب من صد محاولة تسلل للميليشيات باتجاه مواقعها في المخدرة، مع شن وحدات عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية الثالثة هجوماً مباغتاً على موقع للميليشيات في منطقة الضيق على تخوم صنعاء، وأوقعت بيهم قتلى وجرحى، قبل أن تتراجع إلى مواقعها في أطراف وادي المخدرة باتجاه صرواح.
وفي الجوف، صدّت قوات الجيش هجوماً للميليشيات على مواقع للجيش في محيط جبال حام بمديرية المتون غرب المحافظة، فيما قصفت مدفعية الجيش تجمعات للحوثيين في مزارع الورش والحيال، ما خلف في أوساطهم قتلى وجرحى.
وفي البيضاء، واصلت قوات الجيش تأمين المناطق المحرّرة في جبل المجرور وساحة وحمراء القحوز وحمراء النجر في مديرية ناطع، والمرتفعات القريبة من منطقة فضحة التابعة لمديرية الملاجم، التي باتت تحت السيطرة النارية لقوات الجيش، فيما واصلت عناصر الميليشيات تراجعها نحو مواقع داخل الملاجم، بعد تلقيها ضربات موجعة من الجيش، أوقعت بينهم 21 قتيلاً، وعشرات الجرحى، وتم أسر أربعة آخرين، وفقاً لمصادر في المقاومة.
وفي حجة، بدأت قيادة المنطقة العسكرية الخامسة عمليات استعداد وإعادة انتشار، تحت إشراف قيادة التحالف، بالتزامن مع وصول القائد الجديد للمنطقة، اللواء الركن يحيى صلاح، ومباشرة مهامه قائداً لجبهات ميدي وحرض، التي تضم لواء الحزم التابع للقوات السودانية المشاركة في إطار التحالف العربي، فيما وصل إلى مقر قيادة المنطقة رئيس العمليات المشتركة لقوات التحالف والجيش بمنطقة جازان السعودية، العميد ماجد الحربي، تفقد خلالها الحربي أحوال المقاتلين المرابطين بمنطقة القلعة وشرق ميدي، إضافة إلى ميناء المدينة الخاضع لسيطرة قوات الشرعية.