مشروعات عدن التنموية تدفع لتبني سياسات أمنية جديدة بالعاصمة
أدرك المجلس الانتقالي الجنوبي أن المشروعات التنموية التي انطلقت في العاصمة عدن منذ أن تولى المحافظ أحمد حامد لملس منصبه بحاجة إلى سياسات أمنية مختلفة للتعامل مع محاولات تخريب مليشيات الشرعية لأي جهود يبذلها المحافظ الجديد لأنه سيبرهن على فشلها وعمالتها لقوى معادية طيلة السنوات الماضية التي كانت فيها العاصمة تحت إدارتها.
شهدت الأيام الماضية جملة من التحركات على مستوى الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، وكذلك المحافظ أحمد حامد لملس، من أجل وضع خطط تأمينية تضمن سير العملية التنموية بلا معوقات، تحديدا في ظل محاولات الحشد المستمرة من قبل مليشيات الشرعية باتجاه الجنوب، ما يجعل الوضع الحالي بحاجة إلى تكثيف أمني لتحصين العاصمة.
يرى مراقبون أن المجلس الانتقالي الجنوبي يسير في طريقين متوازيين منذ تأسيسه في العام 2017، يتمثل الطريق الأول في الجهود التنموية والخدمية التي يقدمها لأبناء المحافظات الجنوبية، فيما يسير بطريق آخر يركز على الجهود الأمنية والعسكرية التي بمقتضاها تمكن من تحرير المحافظات الجنوبية من العناصر الإرهابية ويلقن هزائم متتالية للمليشيات الحوثية في جبهة الضالع.
تعطي الجهود الأمنية في العاصمة عدن رسالة إلى الشرعية وأعوانها بأنه لا عودة إلى حالة الفوضى مجددا، وأن العملية التنموية ستسير بوتيرة متسارعة ولن يستطيع أحد إيقافها، وأن بيئة الاستثمار في العاصمة عدن ستكون مهيأة لجذب الاستثمارات الأجنبية التي ستتدفق إلى العاصمة بفعل فعالية الجهود الأمنية.
تشي الجهود الأمنية الراهنة في العاصمة عدن بأن هناك إصرارا جنوبيا على تنفيذ اتفاق الرياض، وعدم السماح بإفشاله عبر تهديد العاصمة عدن، لأن نجاح المحافظ أحمد حامد لملس يعطي مزيدا من الأمل في تصحيح الأوضاع حال جرى استكمال تنفيذ الشق السياسي في الاتفاق.
وكان الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قد استقبل أمس السبت، في مقر إقامته بالرياض، اللواء ركن أحمد الحامدي مدير أمن العاصمة عدن، واللواء شلال شايع.
وشدد اللقاء على المرجعية السياسية الواحدة لأجهزة الأمن، وتأسيس قواعد بناء الدولة المدنية، وتوفير الاستقرار في العاصمة عدن، واتفق الحاضرون على ضرورة تعزيز مفهوم دور الشرطة في خدمة الشعب، ودعم عملية التفاوض لإنجاح جهود تطبيق اتفاق الرياض.
اتفقت قيادات الأجهزة الأمنية في العاصمة عدن ومحافظة لحج، خلال اجتماع مشترك اليوم الأحد، على خطط أمنية جديدة لتطبيقها خلال المرحلة المقبلة، وبحث الاجتماع الموقف الأمني في محافظات الجنوب، وسبل تعزيز التعاون بين مختلف الأجهزة الأمنية.
اطلع محافظ العاصمة عدن، أحمد حامد لملس ، الخميس الماضي، خلال ترأسه اجتماع اللجنة الأمنية، على مستوى جاهزية المنظومة الأمنية في كافة المديريات، وشدد خلال اللقاء، على أهمية انتظام اجتماعات اللجنة، مشيدًا بحرصها على تفعيل قراراتها على أرض الواقع، وبحث الاجتماع سير العمل الأمني، ومستجدات الأوضاع في العاصمة عدن.
ومن جانبه حذر الكاتب والمحلل العسكري العميد خالد النسي، من مخططات تخريبية تستهدف تاريخ عدن وطمس هويتها، مشيدًا في الوقت ذاته بدور محافظ عدن أحمد حامد لملس، وجهوده الملموسة في التصدي لتلك المخططات.
وكتب "النسي" تغريدة عبر تويتر": "تعرضت عدن منذ 1994 لحملة شرسة لتشويه جمالها وطمس هويتها ومعالمها من خلال البسط العشوائي على الأرض".
وأضاف: " ازدادت الهجمة شراسة بعد 2015 من أبنائها الذين كان المفروض بهم حمايتها واليوم علينا التصحيح وإعادة الاعتبار لعدن ولتكن البداية من القيادات العسكرية والأمنية الذين باعوا ضمائرهم".
وأشاد "النسي" بجهود محافظ عدن قائلًا: "الأخ المحافظ يعمل بكل جد من أجل عدن ومن ضمن الملفات الشائكة التي يواجهها البسط العشوائي على الأراضي والمشكلة أن هناك قيادات عسكرية وأمنية متورطون في هذا وأصبحت هناك أطقم ووحدات عسكرية للإيجار مهمتها حماية بساطين الأراضي".