إشادات فنية بإيقاف عرض المسلسلات التركية
قرار منع عرض المسلسلات التركية جاء بعد تصاعد الخلافات السياسية بين أنقرة وعدد من الدول العربية مؤخرً
قررت مجموعة “mbc” أكبر شبكة تلفزيون عربية منع عرض المسلسلات التركية، في قرار جاء وسط تصاعد الخلافات السياسية بين أنقرة وعدد من الدول العربية مؤخرًا.
وأكد المتحدث الإعلامي للمجموعة، مازن الحايك، أن “منع بث الدراما التركية عبر شاشات المجموعة بدأ تنفيذه بالفعل أمس ومن المتوقع أن تطبق عدد من الفضائيات العربية القرار نفسه”.
وحول ذلك تحدث عدد من النجوم في قطاع الدراما المصرية، عن مدى تأثير القرار على صناعة الدراما العربية.
وقال الفنان المصري أحمد بدير لـ”إرم نيوز” إن “هذا القرار تأخر كثيرًا”، متسائلًا: “كيف نعرض أعمالًا درامية لدولة تعادي العرب وتتمنى لهم الشر والسقوط؟”.
وأضاف: “من وجهة نظري تركيا لا تقل خطورة عن إسرائيل وأكبر دليل على ذلك دعمها لقطر والتيار الإسلامي المتشدد كما أن الأعمال التركية المدبلجة شوهت اللغة العربية وأثرت بشكل سلبي”.
وأشار إلى أن “الدراما العربية وبالتحديد السورية سوف يكون لها وجود كبير حيث امتنعت الفضائيات عن شراء الأعمال السورية التاريخية بحجة أن أسعارها مرتفعة وفضلت التركية لأنها رخيصة لذا باتت الدراما السورية كأنها غائبة أما الدراما المصرية فاستطاعت الصمود بسبب الاستقرار السياسي وكثرة عدد شركات الإنتاج”.
فيما عبرت الفنانة يسرا عن سعادتها بهذا القرار قائلة: “بعيدًا عن السياسة فإن الدراما التركية ليست جذابة وتعتمد على الحشو ولم تنجح في سرقة الأضواء من الدراما العربية رغم أنها رخيصة”.
وأضافت بتصريح لـ”إرم نيوز” أنها “ضد دعم صناعة الدراما لبلد لا يتمنى الخير للعرب، فقد تخطت السياسة التركية كل الحدود مؤخرًا”.
وأوضحت أن “بعض ملاك القنوات الفضائية لا يهتمون بمحتوى وجودة العمل الدرامي وكل ما يشغلهم فقط هو شغل عدد ساعات الإرسال بأي مادة فنية ومن أهم الإيجابيات التي سوف يثمر عنها قرار منع عرض الأعمال التركية هو انتعاش صناعة الدراما العربية وفتح أسواق جديدة لها وهذا سوف يوفر العملة الصعبة، وأن انتعاش الصناعة سوف يؤدي إلى ارتفاع مؤشر الإنتاج وهذا بدوره يقضي على البطالة داخل الوسط الفني”.
بدوره قال المخرج المصري، مجدي أحمد علي، إنه “على الرغم من كونه ضد ربط الفن بالسياسة إلا أنه سعيد بمنع بث الدراما التركية على الفضائيات العربية”.
وأضاف أن “الأعمال التي نراها فقيرة إنتاجيًا وتعتمد على منهج الإثارة الأمريكي كما أنها احتلت الشاشات العربية في الفترة الأخيرة لأن سعرها رخيص واعتمدت على فكرة الإغراق وهذا الأمر ضد مصلحة الدراما العربية”، متوقعًا أن “تنتعش الدراما العربية وأن تسترد مكانتها خلال الأيام المقبلة”.
واستطرد حديثه عن الفوائد التي ستعود على الدراما العربية، قائلًا إن “من أهم إيجابيات منع مشاهدة الأعمال التركية وقف الزحف العثماني الذي كاد أن يشوه الشخصية العربية، كما أن غيابها سوف يؤدي إلى توهج الحركة الفنية في عالمنا العربي وحدوث منافسة بين الدول العربية حول تقديم دراما تحمل مواصفات الجودة وتحقق عائدًا اقتصاديًا كبيرًا”.
ويبدو أن قرار “mbc” سوف يكون بمثابة فاتح شهية للفضائيات الخاصة في مصر حيث كثرت المطالبات لملاك القنوات الفضائية باتباع النهج نفسه.
في هذا الاتجاه، قال الناقد نادر عدلي، إن “قرار منع الأعمال التركية أعلنت عنه بعض الفضائيات المصرية منذ عدة سنوات ولكن بكل أسف كان مجرد كلام ولم يتم تطبيقه على أرض الواقع ولكن بعد موقف “mbc” فقد آن الأوان أن تأخذ الفضائيات الخاصة المصرية موقفًا لغلق الباب أمام الدراما التركية والسماح للدراما العربية بأن تسترد عافيتها وتفتح أسواقًا لنفسها، ففي عالمنا العربي فن عظيم ويحتاج نوافذ كي يراها العالم”.
وبالمنطق نفسه والرؤية السابقة تحدث المنتج محمد فوزي لـ”إرم نيوز” قائلًا إنه “لو تحدثنا عن الدراما التركية من وجهة نظر فنية فيجب الاعتراف بأنها فقيرة المحتوى وليس لديها عناصر الإبهار الموجودة في الدراما المصرية والسورية وأيضًا الخليجية وقد تهافت عليها ملاك الفصائيات لرخص سعرها وأرى أن منعها قرار رائع لأنه سوف يخلق فرصًا للدراما العربية وسوف يؤثر على تركيا اقتصاديًا وهذا مطلوب لأن تركيا تعادي العرب وتدعم العنف ضد مصر والعديد من الدول العربية التي تود العيش في سلام وأمان”.
وختم بالقول: “كل ما أتمناه هو أن تغلق الفضائيات المصرية أبوابها ونوافذها ضد الأعمال التركية وتفتحها للدراما العربية بكل أشكالها”.