تقرير بريطاني: السعودية مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط
نوهت صحيفة "ايفننغ ستاندارد" البريطانية بظهور لافتات في لندن تصف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي بدأ الأربعاء زيارة لبريطانيا تستمر ثلاثة أيام بأنه الرجل "الذي يأتي بالتغيير الى السعودية".
وقالت الصحيفة في تعليق مستفيض على الزيارة "إن لا شيء أهم من وضع علاقة بريطانيا بالسعودية في نصابها الصحيح" في وقت تقف المملكة المتحدة على مفترق طرق في علاقاتها مع الاتحاد الاوروبي.
ولفتت الصحيفة إلى أن السعودية "أكبر مصدّر للنفط في العالم وتملك 22 في المئة من الاحتياطات النفطية الثابتة في العالم" مع ما يعنيه ذلك من ثروة ضخمة للمملكة.
وقالت الصحيفة إن المملكة مقبلة على تغيرات كبيرة وأن هدف الأمير محمد بن سلمان هو تحويل المملكة وطي صفحة التحديات وتدشين حقبة جديدة. "وما هذه بالمهمة السهلة"، على حد تعبير الصحيفة مشيرة الى الحملة التي قادها ولي العهد السعودي ضد الفساد وتبييض الأموال واستغلال السلطة واعتقال امراء ورجال اعمال في اطارها.
مفتاح الاستقرار
وقالت إن هذه الحملة تأتي على اعقاب "سلسلة من الاصلاحات التي شملت فرض ضريبة القيمة المضافة لأول مرة وبذلك توسيع القاعدة الضريبية لتغطية تكاليف الخدمات العامة، ورفع القيود على حق المرأة في قيادة السيارة، ثم هناك المبادرات الجديدة مثل بناء مدينة نيوم على ساحل البحر الأحمرة بكلفة 500 مليار دولار".
وأكدت الصحيفة ان على بريطانيا ان تساعد "ولي العهد على مواجهة سلسلة صعبة من التحديات" قائلة ان السعودية "هي مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط وتستطيع ايضاً القيام بدور للمساعدة في وقف انتشار الأفكار الاصولية والهمجية التي سمَّمت الكثير من العقول وكلفت الكثير من الأرواح".
ورحبت الصحيفة بلقاء الأمير محمد بن سلمان بابا الكنيسة القبطية تواضروس خلال وجوده في القاهرة يوم الاثنين وزيارته كاتدرائية القديس مرقس التي كانت هدف هجوم ارهابي اواخر 2016. ولاحظت ان زهاء نصف سكان السعودية دون سن الخامسة والعشرين وان مشهد التعبير عن احترام قادة الأديان الأخرى "لا يمكن إلا أن يمارس تأثيراً ايجابياً".
وأكدت الصحيفة ضرورة دعم الأمير محمد سلمان لا في مثل هذه المبادرات فحسب بل في مشروعه لبناء مجتمع سعودي "اكثر انفتاحاً وتسامحاً" في مواجهة "تلك العناصر المحافظة التي تقاوم التغيير".
واختتمت صحيفة ايفننغ ستاندارد تعليقها على زيارة ولي العهد السعودي بالقول ان مسؤولية تقع على عاتق بريطانيا "لمساعدة الانتقال في بلد يعتبر منذ زمن طويل حليفاً مهماً في المنطقة. ليس هذا فحسب بل اننا إزاء الرهانات الكبيرة بالارتباط مع احتياطات السعودية النفطية وأهميتها الاستراتيجية وما قد تكون البدائل، لا يمكن ان نسمح بفشل ولي العهد" في مسعاه.