طفلة يمنية تطلق صرختها من السعودية.. لا لزواج القاصرات

الخميس 8 مارس 2018 19:36:27
طفلة يمنية تطلق صرختها من السعودية.. لا لزواج القاصرات
العربية

قبل خمس سنوات، كادت طفلة يمنية ذات 11 ربيعاً، أن تذهب ضحية زواج، نزولاً عند رغبة والدها، فأطلقت مقطع فيديو عبر موقع التواصل (الفيسبوك) طالبة الاستغاثة، ليحظى الفيديو المسجل بأصداء إعلامية، واهتمام عربي واسع.

كأس زواج القاصرات التي كادت تتجرعه، دفع ندى الأهدل التي تقيم الآن في السعودية، بعد تعرضها للإقامة الجبرية من قبل الحوثيين، واختطافها من قبل القاعدة، لأن تصبح ناشطة في مجال حقوق الطفل، فأسست جمعية تعنى بأطفال اليمن، وترعى شؤونهم من هناك.

تدرس "ندى" حالياً في الصف الثالث المتوسط، وعمرها 16 عاماً، وتمارس نشاطها الحقوقي، كما تدرس في معاهد للغة الإنجليزية، حتى تستطيع التعبير عن رسالتها، وإيصال أصوات الأطفال بشكل أكبر وأسرع، وتحاول أن توسع نشاط مؤسستها الحقوقية لمساعدة الأطفال.

وفي حديث لـ"العربية.نت"، قالت ندى: "إن الأوضاع في اليمن سيئة جداً، وإن مؤسستها وفريقها موجودين هناك، ورغم صعوبة ذلك، إلا أنها تحاول الوصول إلى الأطفال قدر المستطاع".

وأكدت أن هناك فتيات استغثن بها، واستطاعت مساعدتهن ونقلهن إلى حياة آمنة، خارج البلاد."

ندى الهديل

إنقاذ 11 طفلة من الزواج المبكر

وفي هذا السياق، أوضحت أنها استطاعت إنقاذ 11 طفلة من الزواج من مناطق حجة وصنعاء والحديدة والمحويت وغيرها، وبينت أن مؤسستها حقوقية وتدافع عن الطفل، لكنها ليست إغاثية.

إلا أنها أضافت أنها تحاول أن تدمج الإغاثة بعملها الحقوقي، لأن الأطفال بحاجة للدعم المادي إلى جانب المعنوي.

وقالت: "نحاول أيضا إيجاد قسم للتوعية والتثقيف والإرشادات، ونسعى لأن نجد ممولاً لنشاطاتنا".

"عمي داعمي الأكبر"

وعن الداعم لمسيرتها الحقوقية وهي بهذا العمر الصغير، قالت ندى إن "عمها هو الداعم الأكبر لها"

أما بالنسبة لوالدها ووالدتها فأشارت إلى أنهما يعيشان في اليمن ولا يستطيعان المجيء إلى السعودية، بسبب الأوضاع الحالية.

وأضافت أنها في تواصل دائم معهم، ولا توجد أي مشاكل أسرية بعد رفضها الزواج، فقد كانت تقيم معهم قبل دخولها المملكة، والآن هم مساعدان لها في توعية أهل القرية عن مدى تأثير زواج القاصرات على الأطفال.

الخالة التي أحرقت نفسها

إلى ذلك، تحدثت "ندى" عن بداية خروجها للإعلام، وعن خالتها التي أحرقت نفسها بعد زواجها وهي طفلة، وكذلك أختها، موضحة أنها خسرتهما خلال شهرين، بعد أن كانتا قريبتين منها كثيراً.

وتابعت قائلة: "أثر في فراقهما، وشجعني على الإقدام على خطوة الاستغاثة هذه، لأني لم أعد أستطيع خسارة نفسي، أو أي شخص آخر من أفراد عائلتي، أو صديقاتي، وزميلاتي في المدرسة، فقد كنا نبدأ العام الدراسي 40 طالبة، وفي منتصف السنة يكون العدد 20، بسبب زاوجهن، حتى إن بعضهن يحملن، وأخريات يختفين تماماً، وهذا جعلني أرفض هذه الجريمة."

فيديو الاستغاثة

أما عن تصويرها فيديو الاستغاثة قبل 5 سنوات فقالت: "إن عمها من قام بتعليمها كيفية استخدام الفيسبوك كي تتواصل معه وهو خارج البلاد، إلا أنه وقت إجباري على الزواج كان مسافراً، فقررت أن أسجل مقطع فيديو أطلب فيه المساعدة، وحلا لمشكلتي، حتى لا أكون ضحية كخالتي وأختي."

وتتابع: "أنتشر الفيديو بشكل واسع، وكسبت تعاطف المجتمع وكانت هذه نقطة الانطلاق لكي أكون ناشطة حقوقية وانتصر لقضايا الطفولة، وليس فقط في مسألة زواج القاصرات، بل حتى التجنيد وعمالة الأطفال في الحروب".

وأكدت "الأهدل" أن تعرضها للإقامة الجبرية من قبل الحوثيين حتى لا تسافر لتوقيع كتابها في سويسرا، واختطافها من قبل عناصر القاعدة لمدة 14 يوما، لم يحبطها، بل خرجت بكل قوة وعزيمة حتى تكمل مسيرتها، وتنقل قضايا الفتيات القاصرات المتزوجات للمجتمع الدولي.

وأضافت أنها بعد ما تعرضت له من إقصاء في صنعاء، سافرت إلى عدن، حيث خطفت من قبل القاعدة، تحت مبرر أنها عميلة للغرب.

 

وروت تفاصيل تلك اللحظات المرعبة، قائلة: "عندما خرجت من المدرسة كان عمي بانتظاري فتفاجأنا بسيارة يستقلها 3 ملثمين أشكالهم مخيفة، فقاموا بإجبارنا على ركوب السيارة، وقيدونا وربطوا أعيننا، وسافروا بنا من منطقة لأخرى، وكنت طوال الطريق أبكي، حتى وصلنا إلى المكان الذي احتجزونا فيه، ثم فصلوني عن عمي وبدأوا يحققون معنا، واحتجزونا بغرف دون إضاءة، لمدة 14 يوما لم أر فيها النور، إلا من خلال ثقوب في الجدار من آثار الرصاص، وكنت أسمع صراخا وطلقات الرصاص في المحيط، وكان هذا يخيفني وأبكي دائما، وكانوا يعطوننا دروسا عن الخلافة الإسلامية في كل عصر، وفي هذه المدة لم يزودوني بملابس وبقيت بملابسي طيلة مدة الاحتجاز، وبعد انتشار خبر اختطافي من قبل الإعلام تم الافراج عنا، وأخذونا بنفس الطريقة وأعادونا لنفس المكان الذي اختطفنا منه."

إلى ذلك، أشارت إلى أنها بعد تلك الحادثة انتقلت للسعودية عبر منفذ الوديعة، حتى تستطيع السفر إلى أميركا، إلا أن دعوة استضافة لمدة سنة جاءتني من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.

كما أكدت أنها تسعى الآن لإنشاء مشاريع أقوى وأقوى لتعمل قفزة نوعية.