علماء يحذرون.. كورونا قد يؤثر على صحتنا العصبية

الجمعة 30 أكتوبر 2020 23:47:21
 علماء يحذرون.. كورونا قد يؤثر على صحتنا العصبية

يؤثر فيروس كورونا المستجد على الأشخاص بطرق مختلفة ويعاني معظم الناس الذين ‏يصابون به أعراضًا طفيفة إلى متوسطة.‏

وقال علماء إن الآثار العصبية الغريبة التي يعاني منها العديد من مرضى "كوفيد-19" ‏هي الأكثر غموضا من بين العديد من الأعراض الخطيرة للمرض، وكان الفقدان المفاجئ ‏للشم والتذوق من أولى الأعراض غير العادية، التي أبلغ عنها مرضى "كوفيد-19"، ولكن ‏السكتة الدماغية والنوبات وتورم الدماغ (يُسمى التهاب الدماغ) وُصفت أيضا.‏

وأوضح العلماء أن بعض المرضى الذين شُخّصت إصابتهم بـ "كوفيد-19" أيضا، يعانون ‏من الارتباك والهذيان والدوار وصعوبة التركيز، وفقا لتقارير الحالة والمراجعات.‏

وكان ما يقرب من ثلثي المرضى في الدراسات التي وجهت لكورونا من الذكور، ‏وبمتوسط عمر 61 عاما. وكان لدى بعض الأشخاص أيضا حالة موجودة مسبقا، مثل ‏الخرف، والتي يمكن أن تغير قراءة ‏EEG، والتي أخذها الباحثون في الاعتبار عند تقييم ‏نتائج الاختبار.‏

وما يقرب من ثلثي المرضى الذين خضعوا للدراسة عانوا من بعض الهذيان أو الغيبوبة ‏أو الارتباك.‏

‏ وحوالي 30% من المرضى تعرضوا لحدث يشبه النوبة، ما دفع إلى طلب إجراء ‏مخطط كهربية الدماغ، بينما عانى عدد قليل من المرضى من مشاكل في النطق وعانى ‏آخرون من سكتة قلبية مفاجئة، والتي يمكن أن تعيق تدفق الدم إلى الدماغ.‏

وأظهرت فحوصات مخطط كهربية الدماغ (‏EEG‏) مجموعة كاملة من التشوهات في ‏نشاط الدماغ، بما في ذلك بعض الأنماط الإيقاعية والزيادات الشبيهة بالصرع في النشاط. ‏وكان الشذوذ الأكثر شيوعا هو التباطؤ المنتشر في موجات الدماغ يشير إلى خلل عام في ‏نشاط الدماغ.‏

وفي حالة "كوفيد-19"، يمكن أن يكون هذا الضعف نتيجة لالتهاب واسع النطاق، حيث ‏يتصاعد الجسم باستجابته المناعية، أو ربما انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ، إذا كان القلب ‏والرئتان ضعيفين.‏

أما بالنسبة للتأثيرات الموضعية، فقد كُشف عن ثلث حالات الشذوذ التي اكتُشفت في ‏الفص الأمامي، وهو الجزء من الدماغ الذي يتولى مهام التفكير التنفيذي، مثل التفكير ‏المنطقي واتخاذ القرار. ويساعدنا الفص الجبهي أيضا على تنظيم عواطفنا، والتحكم في ‏سلوكنا، ويشارك في التعلم والانتباه.‏

وقال طبيب الأعصاب زلفي حنيف، من كلية بايلور للطب في هيوستن: "تخبرنا هذه ‏النتائج أننا بحاجة إلى تجربة مخطط كهربية الدماغ على نطاق أوسع، بالإضافة إلى أنواع ‏أخرى من تصوير الدماغ، مثل التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي ‏المحوسب، والتي ستمنحنا نظرة فاحصة على الفص الأمامي".‏

وبمرور الوقت، يمكن أن يساعد مخطط كهربية الدماغ في ترسيخ تشخيص "كوفيد-19" ‏أو التلميح إلى المضاعفات المحتملة. وقد يساعد القيام بذلك الأطباء في مراقبة ‏المضاعفات طويلة المدى لـ "كوفيد-19"، واكتشاف أي آثار طويلة الأمد على وظائف ‏دماغ المريض.‏

ولسوء الحظ، كما هو الحال، لا تعطي النتائج أي مؤشر على مدى ندرة أو شيوع ‏اضطرابات الموجات الدماغية هذه في عموم السكان، حيث تم تضمين مرضى "كوفيد-‏‏19" الذين خضعوا لاختبار ‏EEG‏ فقط في التحليل.‏

ولكنها تضيف إلى الأدلة المتزايدة أن فيروس كورونا الجديد يمكن أن يكون له تأثير ‏خطير على صحتنا العصبية.‏

لكن حتى الآن لا يمكن تحديد مدى شيوع الاضطرابات العصبية بين مرضى فيروس ‏كورونا المستجد، فمن الصعب التعرف على الاضطراب العصبي في بدايته، وقد يصعب ‏ربط أعراض الاضطرابات العصبية بالفيروس.‏

والمشكلة أن الكثير من الأشخاص الذي أصيبوا بفيروس كورونا المستجد ولا يزالون ‏يعانون من آثاره، لم يجروا الفحوص اللازمة للكشف عن الفيروس، ولا سيما إن لم ‏يصابوا بالسعال أو الحمى. وقد يعاني هؤلاء من أعراض عصبية، ولن ينتبه أحد إلى أنها ‏ناتجة عن الفيروس.‏