الجنوبيون .. و الإرادة الحكيمة الصلبة ..

استطاع الشعب الجنوبي الأبي أن يحسنَ التعامل مع الأحداث و المتغيرات بدقةٍ متناهية ، و تمكن من رصد و رسم و بناء المواقف المدروسة و تقديمها لصالحه مراعياً سلامة التوقيت ..
فبدأ باللجوء إلى الكفاح المسلح بتقديرٍ مثالي و صمد رغم عدمية التكافؤ بين الطرفين ! ، ثم ظهر بمعنويات عالية و بضراوةٍ قلَّ نظيرها بعد الاسناد من دول التحالف الدولي ، و كان لسيل الدماء الطاهرة التي اُزهِقت من خيرة شبابه الميامين و لإصراره و دفاعه المستميت و لتحقيقه انتصارات ساحقة على الأرض قد استطاع أن يلفت عيون العالم على حقيقة و صدق و عقلانية هدفه المنشود في التوق للحرية و تحقيق استقلاله الناجز ! ، و ظهر بعد ذلك في خضم الدفاع المستمر عن عدم قبول أي اختراق لحدوده الدولية مع العربية اليمنية و الانشغال بصرامة في مواجهة الظروف الصعبة المتمثلة باتساع مساحة الفقر الذي تتسم بهِ جُل فئات مجتمعه و انعدام الخدمات ، ففي ظل هذه الظروف و في تلك الأثناء يأتي شعبنا في الجنوب ليقدمَ مفاجئةًٍ أبهرت كل الدول و كل المهتمين بتطورات الأحداث في جنوب الجزيرة و ذلك بإعلانه تكوين المجلس الانتقالي الذي يحمل معه التجربة النضالية و الوطنية و الساسية الرائدة لإيصال هذا الشعب العظيم إلى برِّ الأمان ! ، و في الحقيقة كان القائد و المناضل الوطني الصلب اللواء عيدروس الزُبيدي ! قد اربك في خطواته الثابتة و المتلاحقة كل الأعداء من مثلث محور الشر في العربية اليمنية و الخطوات اربكت حتى تلك الدول المناصرة لذلك المحور الشرير في الشمال ! ..
و كان الأعداء قد بدأ ارتباكهم جلياً في محاولتهم لي الذراع الفاشلة التي أقدمت عليها تلك العصابات في 2018/1/28 م التي باءت بالفشل و انقلب السحر على الساحر ! ، ليس هذا فحسب بل نجح الجنوبيون في تقديم لوحةٍ جديدة للعالم أنهم رجال دولة و باحثين عن وطن من خلال ردهم التأديبي لتلك العصابات المارقة و كسر يدها ، و من ثَمَّ الانضباط بسلوك الباحثين عن وطن و ليس كما تفعل ميليشياتهم و حتى ما يفعله من يطلقون هم عليه ممثل لدولتهم ، و لنا في ذلك مثالاً عليهم ما فعلوه في حرب صيف 1994م و ما تلاه من مسلسل لنهبٍ لم يشبهه أي نهب في كل مراحل التاريخ ..
أظهر الجنوبيون في هذه المعركة حجم انضباطهم بعدم اللجوء إلى التجاوز حفاظاً منهم على سمو و شرف الهدف الذي يريدون الوصول إليه ..
أذن فالنجاحات الثابتة المحققة منذُ بدء الحرب و حتى اليوم و في منعطفات و ظروف أكثر صعوبة تقدُّم لنا أن السير باطمئنان لتحقيق الأستقلال الوطني بات وشيكاً .