4 وجوه جديدة في نهائيات دوري الأمم بعد منافسات تأثرت بجائحة كورونا
بعد عام واحد من خوضهم فعاليات الدور قبل النهائي للمسابقة ، فشلت منتخبات البرتغال حامل اللقب ووصيفه الهولندي وإنجلترا وسويسرا في تكرار نفس الشيء في النسخة الثانية من بطولة دوري أمم أوروبا لكرة القدم.
ولم يصل أي من المنتخبات الأربعة إلى المربع الذهبي في النسخة الثانية ، والذي سيشهد أربعة متنافسين جدد على لقب البطولة في نسختها الثانية.
وأسفرت فعاليات دور المجموعات عن بلوغ منتخبات فرنسا حامل اللقب العالمي وإسبانيا وبلجيكا وإيطاليا فعاليات الدور قبل النهائي للبطولة والذي تقام فعالياته في أكتوبر المقبل.
ورغم أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد ، والتي أثرت بالفعل على فعاليات اللعبة في 2020 ، جاء بلوغ المنتخبات الأربعة للدور قبل النهائي بدوري الأمم ليمنحهم دفعة معنوية كبيرة قبل شهور على خوض فعاليات بطولة كأس الأمم الأوروبية (يورو 2020) والتي تأجلت إلى منتصف العام المقبل بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد.
وإلى جانب فشل المنتخبين البرتغالي والهولندي طرفي المباراة النهائية للنسخة الأولى من دوري الأمم في بلوغ نهائيات النسخة الثانية ، تعرض المنتخب الألماني (مانشافت) لصدمة كبييرة في طريقه لوداع النسخة الثانية من دور المجموعات حيث مني بهزيمة ثقيلة صفر / 6 أمام نظيره الإسباني في الجولة السادسة الأخيرة من مباريات دور المجموعات ليتبدد أمله في الصعود لنهائيات هذه النسخة.
وطغت ظلال هذه الهزيمة الثقيلة على نهاية فعاليات دور المجموعات الذي تأثر سلبيا أيضا بأجواء أزمة كورونا.
وتصدرت منتخبات فرنسا بطل العالم وبلجيكا متصدر التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم وإسبانيا وإيطاليا المجموعات الأربعة بدوري القسم الأول بالنسخة الثانية من البطولة لتتأهل سويا إلى الدور قبل النهائي للبطولة.
وتصدر المنتخب الفرنسي مجموعته على حساب نظيره البرتغالي بفضل الفوز 1 / صفر الذي حققه على النجم البرتغالي الشهير كريستيانو رونالدو ورفاقه في العاصمة البرتغالية لشبونة يوم السبت الماضي.
ولكن عناوين الأنباء الرئيسية جاءت من الفوز الساحق والتاريخي للمنتخب الإسباني على نظيره الألماني 6 / صفر يوم الثلاثاء الماضي والذي بدد آمال المانشافت في بلوغ النهائيات.
وكانت هذه الهزيمة هي الأسوأ للمانشافت منذ نحو تسعة عقود وبالتحديد منذ 1931 كما كانت واحدة من الكبوات التي تعرض لها المانشافت منذ 2018 والتي شملت خروجه صفر اليدين من الدور الأول (دور المجموعات) في كأس العالم 2018 بروسيا ثم سقوطه في النسخة الأولى من دوري الأمم حيث كان من المفترض هبوطه لدوري القسم الثاني ، ولم ينقذه سوى زيادة عدد منتخبات القسم الأول من 12 إلى 16 فريقا في النسخة الثانية.
وأثارت هذه الكبوات بعض الشكوك حول مستقبل المدرب يواخيم لوف مع المانشافت بعدما قاد الفريق منذ 2006 وفاز معه بلقب كأس العالم 2014 بالبرازيل ، ولكن يبدو أن الاتحاد الألماني لم يفقد ثقته في لوف.
وفي المقابل ، يأمل المنتخب الإسباني بقيادة مديره الفني لويس إنريكي في أن يكون هذا الفوز التاريخي وكذلك التأهل للدور قبل النهائي بدوري الأمم خطوة أخرى على طريق عودة الفريق لفترة تألقه التي أحرز خلالها ألقاب كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ويورو 2008 و2012 .
ويتطلع المنتخب الإسباني إلى تأكيد بريقه في 2021 من خلال بطولة كأس الأمم الأوروبية ثم نهائيات دوري أمم أوروبا.
ولم تكن كبوة المانشافت فقط هي ما لفت الانتباه خلال دوري الأمم هذا العام بل كان هناك أيضا عدم قدرة كل من منتخبي أرمينيا وأذربيجان على خوض مباراتين على ملعبه في مجموعته بسبب النزاع المسلح بين البلدين بشأن إقليم ناجورني كاراباخ.
ولم تتسبب جائحة كورونا في إقامة المباريات بدون جماهير فقط ولكنها تسببت في عدم خوض المنتخب النرويجي لمباراته أمام مضيفه الروماني مطلع هذا الأسبوع وذلك بعد قرار السلطات الصحية في النرويج بخضوع المنتخب بأكمله للحجر الصحي بعد اكتشاف إصابة أحد لاعبي الفريق بفيروس "كورونا" .
كما ألغيت المباراة بين منتخبي سويسرا وأوكرانيا ، والتي كانت مقررة يوم الثلاثاء الماضي ، لنفس السبب بعد اكتشاف إصابة عدد من لاعبي المنتخب الأوكراني بفيروس كورونا.
وكان أشهر لاعب غاب عن المباريات بعد اكتشاف إصابته بفيروس "كورونا" هو البرتغالي كريستيانو رونالدو ، وكان هذا في أكتوبر الماضي.
ولكن عودة رونالدو لصفوف المنتخب البرتغالي في جولة المباريات الدولية خلال الشهر الحالي لم تنقذ الفريق من الخروج المبكر من حملة الدفاع عن لقبه في دوري الأمم حيث خسر أمام المنتخب الفرنسي صفر / 1 في الجولة قبل الأخيرة من دور المجموعات وفشل في التأهل للدور قبل النهائي بعدما احتل المركز الثاني في مجموعته.
وقال ديدييه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي : "حققنا هدفنا بإنهاء دور المجموعات في صدارة مجموعتنا. أفتخر للغاية بلاعبي الفريق. برهنوا في هذه المباراة (أمام البرتغال) أن المنتخب الفرنسي لا يزال فريقا رائعا".
وعندما سافر المانشافت إلى إسبانيا لخوض مباراة الجولة الأخيرة من دور المجموعات ، كان أمل الفريق هو العبور للدور قبل النهائي. وكان الفريق بحاجة لنقطة التعادل فقط من أجل تحقيق هدفه ، ولكن تعرض لسقوط مدو على استاد "لا كارتوخا" في أشبيلية رغم مشاركة معظم نجومه الأساسيين في المباراة.
وأصدر الاتحاد الألماني للعبة بيانا لم يذكر فيه اسم لوف ، الذي يمتد عقده مع الفريق حتى 2022 " ، فيما قال المدرب لوف : :نحتاج للتعلم من هذا. اعتقدنا أننا في مكان أبعد مما نحن فيه بالفعل".
وفي المقابل ، شعر المنتخب الإسباني بأنه ولد من جديد. وقال مدربه لويس إنريكي : "أشعر بالسعادة للاعبين. قلت بالفعل إن فريقي يثير فخري".
وشهدت المباراة أمام ألمانيا بزوغ نجم اللاعب الشاب فيران توريس /20 عاما/ بشكل أكبر حيث سجل اللاعب ثلاثة أهداف (هاتريك) في شباك مانويل نوير حارس مرمى المانشافت.
كما يتمتع المنتخب الإيطالي (الآزوري) بفريق شاب تحت قيادة المدرب روبرتو مانشيني ، الذي تولى المسؤولية بعد فشل الفريق في التأهل لنهائيات كأس العالم 2018 لتكون المرة الأولى في 60 عاما التي يفشل فيها الآزوري في بلوغ كأس العالم.
وقاد مانشيني الآزوري لصدارة مجموعته في دوري الأمم رغم أنها تضم أيضا منتخبي هولندا وبولندا إضافة للمنتخب البوسني.
وقال مانشيني إن فريقه يضم "لاعبين شبان متميزين".
وتبدو إيطاليا الآن هي المرشحة الأقوى لاستضافة فعاليات الأدوار النهائية لدوري الأمم في خريف 2021 حيث يعلن الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) الشهر المقبل البلد المضيف لفعاليات قبل النهائي والنهائي لهذه النسخة من البطولة.
وقال مانشيني : "إذا استضفنا نهائيات دوري الأمم في إيطاليا بعد بطولة كأس الأمم الأوروبية ، سيكون حدثا رائعا... ستكون لدينا الفرصة لترك انطباع جيد ، وسنحاول هذا".
وغاب مانشيني عن قيادة الآزوري من الملعب خلال المباريات الثلاثة بهذه الجولة الدولية خلال الأيام الماضية وذلك بسبب خضوعه للعزل الصحي في منزله اثر اكتشاف إصابته بفيروس "كورونا" رغم عدم ظهور أي أعراض عليه.
وأثارت الفترة الماضية تساؤلات بشأن اختلاف القواعد والإجراءات المطبقة لدى العديد من البلدان في محاولاتها للحد من انتشار الإصابة بفيروس "كورونا" . وعلى سبيل المثال ، تمكن المنتخب الأوكراني من اللعب في ألمانيا رغم اكتشاف عدد من الإصابات بالفيروس ضمن صفوفه ولكنه لم يتمكن من اللعب في سويسرا بعدها بثلاثة أيام.
وأسفرت فعاليات دور المجموعات بدوري القسم الأول عن هبوط منتخبات البوسنة وأيسلندا والسويد ومعهم سويسرا أو أوكرانيا لدوري القسم الثاني فيما صعدت منتخبات النمسا والتشيك والمجر وويلز من دوري القسم الثاني إلى القسم الأول.
كما أسفرت فعاليات دور المجموعات عن نجاح منتخب سان مارينو في إنهاء مسلسل الهزائم المتتالية التي بلغت 39 هزيمة متتالية حيث حقق الفريق تعادلين متتاليين مع منتخبي ليشتنشتاين وجبل طارق سلبيا ، ولكنه لم يستعد نغمة الانتصارات حتى الآن.
ورغم خوض اثنتين من مبارياته الثلاثة المقررة على أرضه خارج ملعبه ، صعد المنتخب الأرميني إلى دوري القسم الثاني.