رئيس ريال مدريد الأسبق: التعاقد مع صلاح صعب لسببين
أكد رامون كالديرون الرئيس الأسبق لنادي ريال مدريد الإسباني، أن ثمة صعوبة في انضمام النجمين العربيين محمد صلاح ورياض محرز للريال في الوقت الحالي بسبب المتاعب المادية التي فرضت نفسها فضلا عن الفارق الكبير في العائدات بين الدوري الإنجليزي ونظيره الإسباني.
وانتقد كالديرون ، في مقابلة خاصة نشرتها صحيفة "العربي الجديد" اليوم الخميس بعض سياسات الرئيس الحالي للنادي فلورنتينو بيريز ، كما اعتبر أن بقاء نجم كرة القدم الأرجنتيني ليونيل ميسي في برشلونة كان خطأ كبيرا.
وأشاد كالديرون باستعدادات قطر لاستضافة بطولة كأس العالم 2022 لكرة القدم مؤكدا أنها ستكون النسخة الأفضل في التاريخ.
وعن تأثير تخفيض الرواتب في الأندية الإسبانية بسبب جائحة "كورونا" ، قال كالديرون : "اختبرنا رؤية الملاعب فارغة وبدون جماهير، وهذا يعتبر مؤسفا للغاية. أرى أن كرة القدم بدون جماهير أشبه بالرقص بدون موسيقى. وأعتقد أن هذا التشبيه مثالي. قد يتابع الناس المباريات من خلال التلفزيون لكن الشغف الكبير بكرة القدم في إسبانيا (كما في الأرجنتين) نعيشه كل يوم في المقاهي ، وفي معظم الأماكن ، الكل يتحدث عن المباريات. أعتقد أن الحكومة الإسبانية لم تتعامل جيدا مع أزمة كورونا. صحيح أن الأمر كان صعبا وغير متوقع والإجراءات التي كان يجب اتخاذها تأخرت ، وهذا ما سبب المشاكل للجميع ، فكان من الطبيعي أن تتأثر كرة القدم".
وعما إذا كان نادي ريال مدريد من أكثر الأندية تضررا بسبب الجائحة ، قال كالديرون : "كثير من الناس لا يعلمون أن ريال مدريد ليس مؤسسة ربحية وليس لدينا مساهمون. نعتمد على نظامنا الخاص واقتصادنا الخاص. يمكنني القول إن خسارة النادي تراوحت ما بين 150 و160 مليون يورو فقط بسبب غياب الجماهير عن المباريات، وهذا يعتبر مبلغا ضخما جدا. نادينا لا يجني أموالا بل يستثمر ولديه العديد من الاستحقاقات مثل دفع الرواتب. لذا بالتأكيد، النادي تأثر كثيرا بالجائحة، وأعتقد أن العديد من اللاعبين تقبلوا تخفيض الرواتب. نتمنى أن ينتهي أثر الجائحة سريعا، وإلا سنعاني مشاكل ضخمة ليس فقط في كرة القدم بل على مستوى حياتنا العامة".
وعن تقييمه لأداء الرئيس الحالي فلورنتينو بيريز ، أكد كالديرون : "على مستوى النتائج لا شك أنه قام بعمل ناجح. صحيح أنه لم يحرز لقب الدوري سوى مرتين لكن على مستوى دوري أبطال أوروبا كان النجاح حاضرا بقوة. لكنني أعتقد أنه قام بخطأ كبير مع كريستيانو رونالدو. ربما أنا منحاز في هذا الأمر لأن كريستيانو وقع في عهدي، لكن واحدة من أبرز عيوب بيريز أنه لا يتقبل النصائح التي تصله، وفي هذا الأمر هو كان دائم الملاحظات على كريستيانو والعلاقة بينهما لم تكن على ما يرام، وفي النهاية قرر بيع اللاعب الذي يقدم الآن مع يوفنتوس مستويات رائعة مؤكدا أنه لايزال أحد أفضل اللاعبين في العالم وأنه يستطيع اللعب لثلاث أو أربع سنوات بالتأكيد".
وأضاف : "موضوع آخر أخطأ به بيريز، حيث بدأنا إعادة بناء ملعبنا والتكلفة قد تصل إلى مليار يورو، وهذا سيكون عائقا أمام التعاقد مع مزيد من اللاعبين. ولهذا ، أعتقد أن ريال مدريد هو النادي الوحيد الذي لم يتعاقد مع أي لاعب في الصيف. لذا ، سنعاني بالتأكيد. لكن على مستوى النتائج قام بيريز بعمل جيد".
وبشأن المدرب الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني للريال حاليا ، قال كالديرون : "أعتقد أن زيدان قام بعمل جيد وفي الاتجاه الصحيح. لا أعتقد أن العالم سيشهد أي مدرب في المئة عام القادمة سيتمكن من تحقيق ثلاثة ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا ، بالتأكيد سيكون الأمر صعبا. صحيح أن العلاقة مع الرئيس تشوبها بعض المشاكل لأنه قال سابقا أريد خروج جاريث بيل وبقاء كريستيانو رونالدو لكن بيريز عارض الأمر لأنه جاء بـ"بيل" إلى النادي عكس رونالدو الذي أراد بيعه وهنا كانت المشكلة ورحل رونالدو. وأرى أن رونالدو كان يستحق البقاء قياسا بما يقدمه الآن".
وعما إذا كان الريال قادرا على المحافظة على اللقب بالدوري الإسباني ، قال كالديرون : "بالتأكيد سيكون منافسا على اللقب. نرى أن ثمة صعوبات ومشاكل لأن اللاعبين الصغار قد يجدون صعوبة في قيادة الفريق لأن المتطلبات كثيرة ، وهناك إشكاليات في التأقلم في ناد مضطر للفوز كل يوم، وهو مجبر على ذلك، بينما العديد من اللاعبين غير مؤهلين لذلك. تابعنا العديد من المباريات المخيبة أمام شاختار مثلا في دوري الأبطال إضافة إلى الخسارة أمام فالنسيا في الدوري ثم التعادل مع فياريال لكن بالمقابل يجب القول إن برشلونة ليس أفضل ، فهم يعانون أيضا. ومن المؤسف قول ذلك لكن عندما يكون أحدهما في وضع سيء، الفريق الآخر لا يعاني كثيرا أو على الأقل الجماهير لا تكون قلقة ، لأن المعاناة في الطرف الآخر قد تجعل الأمر أقل سوءا".
وأضاف : "لا شك أن برشلونة يمر بأوقات عصيبة. سينتخبون رئيسا جديدا في الفترة المقبلة، والأمر يعتمد على من سيكون الرئيس المقبل. هناك من يتحدث عن إمكانية عودة المدرب جوسيب جوارديولا لتدريب الفريق أو تشافي هيرنانديز. لا نعلم وعلينا انتظار الرئيس الجديد. لكن بالنسبة لبرشلونة ، يبدو أنهم يواجهون مشكلة كبيرة مع ليونيل ميسي، فهو بمثابة نصف الفريق، رأيناه سابقا يلعب ويقود الفريق بمفرده للفوز بالمباريات والألقاب بينما ما نراه اليوم أن ميسي يفتقد التركيز ويخسر الكثير من الكرات وتمريراته غير سليمة فضلا عن عدم تسجيله كما كان يفعل سابقا. لذا ، أقول إن النادي يعاني لكنه يبقى كبيرا بلاعبيه وأكاديميته. وفي النهاية ، أراه منافسا على اللقب".
وعن الموقف المناسب الذي كان سيتخذه في موضوع ميسي لو كان هو رئيسا لبرشلونة ، قال كالديرون : "عليك تقبل فكرة أن اللاعب لا يريد الاستمرار في فريقك. هنا يجلس الطرفان ويبحثان عن مخرج جيد لكليهما وأن يحصلا على حصتيهما في الأموال. يجب القول لميسي إنك قدمت الكثير لبرشلونة وكنا سعداء بوجودك وتستحق أن تقرر مستقبلك. فعلت ذلك سابقا مع البرازيلي روبينيو. لكن، أعترف أن ثمة صعوبة على رئيس برشلونة بأن يقول ذلك لميسي. ربما أخطأ اللاعب في الطريقة التي تعاطى بها مع ناديه لأنه سمع لاستشارة والده، وهذا الأمر يحدث كثيرا لأن بعض اللاعبين يفتقدون الاحترافية، ويجب عليهم التعاطي من خلال وكلاء محترفين وسمعنا ما حدث من أن الوالد جلس مع مانشستر سيتي وربما غيره .. ورأينا جميعا أن النهاية لم تكن جيدة للطرفين".
وعما إذا كان من الممكن أن يلعب المصري محمد صلاح نجم ليفربول الإنجليزي أو الجزائري رياض محرز نجم مانشستر سيتي الإنجليزي لريال مدريد ، أوضح كالديرون : "لا شك أن صلاح ومحرز لاعبان كبيران لكن النقطة هنا تكمن بالمال. على سبيل المثال ناد مثل ليفربول أو أي ناد آخر في الدوري الانجليزي يتفوق في الحصول على العائدات على أي ناد آخر في الدوري الاسباني ، فحقوق النقل التلفزيوني أعتقد أنها تزيد 3 أمثال في الدوري الإنجليزي عنه في الدوري الإسباني. بالتأكيد ، الأمر يعود أيضا إلى اللاعب نفسه فهو صاحب القرار. اللاعب الذي يريد المغادرة لا يمكنك إجباره على البقاء، وهنا النقطة الأهم بأن تعرف بماذا يشعرون وما هي أفكارهم بخصوص المستقبل.
وعن تقييمه لتصدي قطر ، البلد المنظم لكأس العالم المقبلة ، لجائحة كورونا ، قال كالديرون : "كل العالم تأثر بجائحة كورونا. ومن الطبيعي أن لا تكون قطر استثناء. لكن بحسب ما علمت من الإعلام ومن العديد من الأصدقاء في قطر أن كل شيء يسير على ما يرام وأنهم يسيرون في الطريق الصحيح في الوقت الحالي وهذا ما نتج عنه إنخفاض في مؤشر الإصابات والوفيات، وسمح لقطر باستضافة العديد من الأحداث الرياضية في ظل كورونا مثل الأدوار الاقصائية لدوري أبطال آسيا وإقامة دوري نجوم قطر إضافة للعديد من الأحداث وبحضور عدد محدود من الجماهير وهذا ما لا نراه في العديد من الدول ، لذا أعتقد أن المهمات تسير في الطريق الصحيح".
وسبق لكالديرون زيارة الدوحة أكثر من مرة. وعن تقييمه لاستعدادات قطر لاستضافة المونديال ، قال الرئيس الأسبق لريال مدريد : "لا شك في أنه قبل عشر سنوات في ديسمبر 2010 ، عدد قليل من الناس كانوا يعتقدون أن 90 بالمئة من منشآت مونديال قطر كالملاعب والبنى التحتية ستكون جاهزة قبل عامين، وهذا ما يؤكد أن قطر الدولة الصغيرة بالمساحة وعدد السكان كبيرة بأفعالها ، وأقول ذلك دائما عن الأفكار الإبداعية والوفاء بالوعود مع الأخذ في الاعتبار بأنهم قاموا بكل ذلك رغم العديد من المشاكل مثل الحصار غير العادل إضافة إلى الجائحة. واجه العالم مشاكل عديدة هذا العام، وهذا رائع بالنسبة لقطر وأنا أعلم جيدا ما قام به حسن الذوادي (الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والارث) وناصر الخاطر (الرئيس التنفيذي للجنة قطر 2022) ، لكنني متفاجىء بما قاموا به وأن كل شيء سيكون ممتازا ، وأنا قلتها كثيرا من قبل أن مونديال قطر سيكون الأفضل على الاطلاق".
وعن الانتقادات الإعلامية التي تعرضت لها قطر بعد نيل شرف تنظيم كأس العالم 2022 ، قال كالديرون : "أعتقد أن أهم هذه الحملات والتعليقات جاءت من عدم معرفة أن دولة صغيرة بعدد سكان محدود ستكون قادرة على تنظيم كأس العالم. هذا الأمر كان منطقيا في البداية وأي شخص كان من الممكن أن يفكر بنفس الطريقة لكن قطر "فعلتها" وبالتأكيد أن معظم التعليقات كانت بشأن العمال وأماكن الإقامة. زرت بعضها وأقولها بصراحة أن المشكلة ليست في قطر لكن المشكلة في الدول التي ينتمي إليها هؤلاء العمال فهم كانوا يعانون ولا يحصلون على عمل واحد على الأقل في بلادهم".
وعما ذكره البعض بأن قطر ليس لديها شغف بكرة القدم وهي ليست مكانا مناسبا لاستضافة المونديال ، قال كالديرون : "ربما صحيح ليس لديهم مستوى رفيع جدا في كرة القدم لكن هذا لا يعني أنهم لا يحبون كرة القدم وإذا ذهبت لقطر تزامنا مع مباراة الكلاسيكو ستلاحظ كيف أن الجميع يتابع حيث تكون المدينة خالية. كل الناس تتابع المباريات سواء لمانشستر سيتي أو مانشستر يونايتد لأنهم يحبون كرة القدم لكن ربما لم تتح لهم الفرص لخوض المباريات في الملعب. أعتقد أن الفرصة رائعة لقطر والشرق الأوسط لاستضافة مثل هذه البطولة العالمية ، بوجود أفضل لاعبي العالم الذين سيكونون في قمة عطائهم البدني لأنهم سيذهبون إلى قطر بعد خوض حوالي 15 مباراة في الدوريات المحلية. وأعتقد أن قطر موقع للقاء الثقافات وستتعلم الجماهير كيف يفكر الناس في قطر والشرق الأوسط وما هي عاداتهم وتقاليدهم وقيمهم وأعتقد أنه الوقت المناسب لإقامة البطولة في الشرق الأوسط".
وعن إنعكاس إقامة بطولة "متقاربة المسافات" في قطر على الجماهير في كأس العالم ، قال كالديرون : "للمرة الأولى في التاريخ ستقام البطولة بما هو أشبه بمدينة وليس دولة كبيرة، فلا حاجة للتنقل عبر الطائرات ليس فقط للجماهير بل أيضا للاعبين الذين سيقيمون في نفس الفندق منذ يوم الوصول حتى يوم المغادرة، وهذا سيكون مهما جدا للاعبين، وأيضا بالنسبة للجماهير سيكون الأمر أقل كلفة والفرصة متاحة لحضور 3 أو 4 مباريات في نفس اليوم مع مسافات متقاربة جدا من 20 إلى 30 دقيقة في ظل شبكة طرقات حديثة ومواصلات متطورة. سيكون الأمر رائعا، وستدهش الجماهير برؤية الملاعب. فكل التسهيلات متوفرة وأعتقد أنها فرصة رائعة لأي شخص محب لكرة القدم بأن يسافر إلى قطر ويتابع المونديال".
وعما إذا كان يفكر بالعودة لرئاسة ريال مدريد ، قال كالديرون : "أركز الآن على عملي. لدي مكتب محاماة في مدريد وهناك الكثير من الأعمال. في كرة القدم عليك أن تمضي الكثير من الوقت، وعليك التخلي عن الوقت مع عائلتك. لدي الآن 3 أحفاد وأستمتع كثيرا بالتواجد معهم واللعب معهم كذلك الأمر مع زوجتي. أحب السفر والقراءة وسماع الموسيقى والتواجد في ناد مثل ريال مدريد يتطلب الكثير وهناك أيضا معاناة كبيرة. أقول دائما أنه عندما تفوز بمباراة أو بطولة فأنت كرئيس تشعر بالارتياح وليس بالسعادة لأنك تعلم أن لا أحد سينتقدك على عدم استقدام لاعب ما أو على توقيع خاطىء .عندما يفوز النادي، يذهب المديح للمدرب واللاعبين وهذا أمر طبيعي، لكن عندما تذهب الأمور إلى الأسوأ، الجميع ينتقد الرئيس بصفته المسؤول. لا أقول (لا) نهائية ، ولكن بنسبة 90 % سأبقى على ما أنا عليه الآن، وأستمتع بحضور المباريات عبر الشاشة أو في الملعب. وهذا مثالي بالنسبة لي".