لماذا صاح احمد..وأُغمي عليه ..فصول قصة واقعية مؤثرة شهدتها ملاح ردفان
احمد كان ضمن جنود القوة الأمنية التي تحركت من مقر الحزام الأمني بردفان لملاحقة الجاني. ) س. ع(الذي اطلق النار عشوائيا على مواطنين وسط سوق شعبي بمدينة الملاح .ليصرع اثنين منهم ويصيب اربعة آخرين.
تحركت القوة الأمنية على متن طقم عسكري اتجه بسرعة كبيرة إلى الاتجاه الذي اكد شهود عيان لـ"المشهد العربي" هروب الجاني باتجاهه.
وتمكنت هذه القوة من اللحاق بالجاني الذي حاول المقاومة لكن استبسال افراد القوة الامنية وانتشارهم حول الجاني دفعه إلى الاستسلام.
كان احمد هو من انطلق نحو الجاني طالبا منه القاء سلاحه والاستسلام ليقتاده باتجاه السيارة الامنية.
عاد الطقم باتجاه ادارة امن الملاح. منتصرا ليسلم الجاني إلى ادارة الامن هناك.
احمد الذي قبض على الجاني لم يكن يعلم ان والده السويني هو احد القتلى المغدور بهم في هذه الجريمة.
إلا بعد ان تم تسليم الجاني وايداعه السجن.
همسات الناس ونظراتهم نحو احمد كانت غريبة ومريبة . شعر احمد ان شىء ما غير طبيعي قد حدث.
فقال لاحد زملائة مالكم تنظرون اليا هكذا!! " حيث ان زملائه كانوا قد علموا لتوهم ان والده هو احد القتلى لكنهم لم يخبروه بذلك.
ففاجه احد اقربائه قائلا :
يا احمد ابوك.. ابوك قتله هذا المجرم وعادك طحته في السجن.
صمت احمد قليلا ..ثم صاح لا.. لا.. ويجري باتجاه السجن نحو الجاني الذي كان قبل لحظات بين يديه. فيمنعه زملائه من ذلك.. وهو يصرخ...ارجوكم دعوني ...دعوني. لقد قتل أبي ..قتل أبي.
لكنهم يحولون بينه وبين ذلك.. حينها انهار الجندي احمد ويغمى عليه بين ايدي زملائه.
وكيف لاحمد هذا الشاب العشريني لا يفقد وعيه من هول هذه الصدمة. فوالده السويني كان هو كل حياته ومثله الاعلى في هذه الحياة.. كيف لاحمد ان يستوعب ان والده الذي اتصل عليه صباحا ويقول له: سنذهب اليوم لاعلان خطوبتك ياحمد.. قد فارقة إلى الدار الآخرة برصاصة سفاح لايستحق الحياة.
وهكذا.. مع كل رصاصة طيش تمزق جسد ..الف قصة.. والف حكاية.. فكم سيكون معنا مثل احمد واخوته في وطن يذبح من الوريد إلى الوريد.