ستون لاعبة يتدربن على كرة القدم في نادي غولدن غيرلز سنتر بمقديشو مترديات ملابس رياضية مع إبقاء الأحجبة على رؤوسهن متحديات بذلك مجتمعهن المحافظ.

صوماليات يكسرن حواجز التقاليد عبر ملاعب كرة القدم

السبت 24 مارس 2018 04:22:05
صوماليات يكسرن حواجز التقاليد عبر ملاعب كرة القدم
متابعات

تحتل مجموعة من النساء، بُعيد بزوغ الفجر، ملعبا لكرة القدم وينزعن أرديتهن الطويلة ليكشفن عن ملابس رياضية في مشهد غير مألوف في مقديشو عاصمة الصومال.

وتباشر اللاعبات التمارين وهن يرتدين جوارب سميكة تحت السراويل القصيرة لتغطية الأرجل ويبقين الأحجبة على رؤوسهن، فيما تلاحقهن نظرات شبان فضوليين مصدومين من هذه الملابس الضيقة.

وتلازم البسمة أوجه الشابات وهن يركضن تعرجا ويجرين تمارين المعدة ويمررن كرة متهالكة على العشب الاصطناعي مع إدراكهن أنهن رائدات في هذا المجال. وهن يتمرن على بعد أقل من مئتي متر من حاجز أمني يشرف عليه رجال مدججون بالسلاح.

ولا يواجهن فقط مجتمعا محافظا جدا بل كذلك الخوف المهيمن في العاصمة الصومالية مقديشو جراء حركة الشباب الإسلامية التي تعارض أي شكل من أشكال الترفيه مثل كرة القدم خصوصا إذا مارسته المرأة.

وقالت حبق عبدالقدير البالغة من العمر 20 عاما وهي من اللاعبات الستين اللواتي يتدربن في نادي غولدن غيرلز سنتر في مقديشو وهو نادي كرة القدم النسائية الوحيد في البلاد “بالتأكيد نحن نخاف مع أننا نرتدي ملابس سميكة فوق الملابس الرياضية في طريقنا إلى الملعب”.

وأسس محمد أبوكار علي (28 عاما) النادي بعد أن أدرك أن الصومال لا يملك أي فريق نسوي لكرة القدم. وأكد قائلا “عندما تأتي الفتيات إلى التمرين علينا أن ننظم تنقلهن لمرافقتهن إلى هنا ومن ثم إيصالهن إلى منازلهن لأنهن فتيات ونحرص على سلامتهن”.

وأضاف “ثمة الكثير من التحديات سواء على صعيد الأمن أو على صعيد نقص الموارد. إلا أن ذلك لا يثبط عزيمتنا وطموحنا في إنشاء نواد لكرة القدم النسائية في هذا البلد”.

وتابع “نعتبر أن الوقت حان لكي نتحلى بشجاعة التفكير بطريقة مختلفة”، مشيرا إلى أنه يريد أن يجعل من لاعبات ناديه “أول نساء محترفات في كرة القدم في الصومال”.

وأوضحت سهاد محمد (19 عاما) “أمارس كرة القدم منذ سبعة أشهر لكني لم أُطلع عائلتي على ذلك إلا قبل شهرين. أخفيت الأمر على والدتي لأنها كانت سترفض السماح لي بممارسة كرة القدم. لكنها تتقبل الأمر الآن وهذا أمر جيد، إلا أن بقية أفراد العائلة غير راضين”.

ويعد ارتداء النساء السراويل الطويلة أو القصيرة أو القمصان القطنية علنًا من المحرمات في الصومال إذ أن السلطات الدينية تعتبر أن الملابس الرياضية غير مناسبة للمرأة.

وأفاد يوسف عبدالرحمن الذي يقيم بجوار الملعب “آتي لرؤيتهن يتدربن لكن بصراحة لن أكون مرتاحا لرؤية أختي تقوم بذلك فهذا ليس جيدا من وجهة نظر المجتمع لأنهن يظهرن كأنهن عاريات”.

ويرى محمد يحيي -وهو أحد المارة- أن “لا ضير في أن تلعب النساء كرة القدم. الشيء الوحيد الذي ينبغي عليهن تغييره هو الملابس فيجب ألا تكون ضيقة. طالما أن أجسامهن غير ظاهر فهن يحترمن بذلك الدين الإسلامي”.

إلا أن لاعبات النادي لا يكترثن للملابس، بحسب عبدالقدير، موضحة “أريد أن أتقدم لأصبح في مستوى لاعبات برشلونة”.