كيف اخترق حزب الإصلاح الشرعية ؟ وكيف سيطر على مفاصل القرار ؟

هل مازال هادي رئيسا فعليا لليمن ؟ تقرير خاص

السبت 24 مارس 2018 14:13:00
هل مازال هادي رئيسا فعليا لليمن ؟ "تقرير خاص"
  المشهد العربي / عبدالله جاحب :

يعمل الإخوان المسلمين في اليمن على اختطاف ما تبقى من شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ، من خلال السير على خطى الإخوان المسلمين في مصر في عهد الرئيس المعزول " مرسي " . حيث عمل إخوان اليمن (حزب الإصلاح اليمني) على اختراق الشرعية وتحويل وزارتها إلى وزارة إخوانية من خلال تعيينات وإصدار قرارات جمهورية تفضي إلى تعيين رجال الإخوان في مفاصل وأركان حكومة الشرعية ، وغزوا مؤسسات الدولة بالتعيينات الإخوانية العسكرية و المدنية .

حيث عمل الإخوان المسلمين في بداية الأمر على اختراق الشرعية من داخل قصر هادي من خلال تعيين مدير مكتب الرئاسة ابتداءً من عهد باسندوه وانتهاءً بعهد حكومة بن دغر ، حيث عمل على توظيف واستغلال الأوضاع وقام بتعيين "عبدالله العليمي" مديرا لمكتب رئاسة الجمهورية ، والذي بدوره عمل على تمرير المشروعات الإخوانية من خلال القرارات والتعيينات الجمهورية .

وقد تفاجأ هادي مؤخراً بتعيينات في مناصر وإدارت ومؤسسات سيادية في كيان الدولة دون علمه والرجوع إليه ، حيث تم تعيين مجموعة من أنصار ونشطاء حزب الإصلاح في شركات نفطية ومؤسسات حيوية في الدولة من قبل مدير مكتبة " العليمي " .

 

على خطى مرسي

ولم يقتصر الأمر على ذلك ، فقد عمل الإخوان على تمرير منظومة مدروسة ومخططات تهدف إلى إسقاط حكومة هادي كلياً تحت سيطرة وقرار الإخوان والاستحواذ على المرافق والمؤسسات وتحويل الشرعية إلى غطاء شرعي ودولي وإقليمي للإخوان المسلمين في اليمن ، بهدف تمرير أجندة وأهداف ومشاريع دولية إقليمية إخوانية إصلاحية عن طريق ( أخونة الشرعية ) .

وقد أصبح ذلك واضحاً من خلال خطة إخوانية نفذت من سابق في عهد مرسي في مصر وعملت على أخونة المؤسسات ومرافق الدولة.

واليوم بنفس الخطى وعلى وتيرة النفس نفسه يلجأ الإخوان المسلمين في اليمن - حزب التجمع اليمني - على تنفيذ تلك الاستراتيجية والسياسية من خلال اتباع خطواتها وعلى خطى سيرها يسير الإخوان في اليمن إلى تكرار سيناريو الإخوان في مصر بهدف أخونة الحكومة الشرعية في اليمن .

 

"هادي" .. من اختطاف الدولة في صنعاء إلى اختطاف الشرعية في الرياض

سيطر الحوثيون على صنعاء في 21 سبتمبر 2014 م بلواءين وتصفية الوحدات العسكرية للفرقة الأولى مدرع بقيادة اللواء "محسن" تحت غطاء قصف مدفعي كثيف وفرقة وحدات موالية لصالح متمركزة على جبال صنعاء والتوقيع على اتفاق السلم والشراكة.

19يناير 2015 م هاجم الحوثيون منزل هادي وحاصروا القصر الجمهوري الذي يقيم فيه رئيس الوزراء ، واقتحموا معسكرات الجيش ومجمع دار الرئاسة وفرضوا الإقامة الجبرية على هادي وخالد بحاح – آنذاك - رئيس الوزراء .

قدمت الحكومة استقالتها في 22 يناير وتبعها في نفس اليوم استقالة هادي .

شكل الحوثيون لجنه ثورية بقيادة / محمد علي ، وأصدروا ما أسموه إعلاناً دستورياً لشرعنة تصرفهما بشؤون السلطة .

من تلك اللحظة اختطف الحوثيون الدولة من أحضان هادي ولم تعد إلى يومنا هذا ، وظل الرجل يصارع من أجل إعادة الدولة من أنياب الحوثيين .

ومع مرور ثلاث سنوات والدخول في الرابعة يعاني هادي من اختطاف جديد وباستراتيجية جديدة وخطط ومنظومة أخرى .

 

ضربة أخرى تعصف بـ(هادي)

ضربة أخرى تعصف بهادي وشرعيته ، حيث أصبح الرجل يرزح تحت منظومة أخرى من الاختطاف السياسي والدبلوماسي والاقتصادي في القرار ، ويقبع تحت وطأة التكبيل والتقييد السياسي والإقامة الجبرية من حزب الإصلاح اليمني والإخوان المسلمين في الرياض .

 

ويؤكد الكثيرون أن هادي مغيب وغائب تمام عن المشهد ، وأنه مختطف من حزب الإصلاح وتعيينات وقرارات مدير مكتبه العليمي الذي أصبح رئيس الظل في حكومة الشرعية من خلال تقييد وتكبيل هادي وعزله واختراقه .

وأكد الكثيرون من المحللين والمتابعين أن هادي تم اختطافه سياسياً وعسكرياً من الحوثيين في صنعاء وانتزعت منه الدولة ولم تعُد إلى أحضانه .

وأنه اليوم يشرب من نفس الكأس من خلال اختطاف الشرعية من الإصلاح ومدير مكتبه " العليمي " ، إذ أن الحوثي اختطف الدولة في صنعاء والإصلاح وعبدالله العليمي اختطفوا الرئاسة وهادي في الرياض .

 

هل مازال هادي الرئيس الفعلي ؟!

يمنع من دخول الوطن بحجة أمنية ، والمحافظة على حياته ، والخوف من استهدافه ! .

تصدر قرارات وتعيينات دون علمه أو الرجوع إليه أو حتى تمريرها له ! .

يعجز عن تعيين محافظ في أهم المحافظات التي تقع تحت بند ومسمي " المحررة" ! .

ترفض قيادات الخضوع والمثول لقراراته والانصياع لأوامره ! .

يرفع تحريك ألوية أمر بتحريكها صوب صنعاء ! .

قرارات رئاسية بتعيين ما يزيد عن 15 وكيل وزارة في وزارت غائبة عن المشهد لا إدارة لها ولا فائدة ! .

يزور محسن مأرب ويمنع هادي من ذلك ، وما خفي أعظم عن مسيرة هادي! .

 

بعد ذلك هل نستطيع أن نطلق لقب (رئيس) على (هادي) يأمر وينهى ويقرر ويعين ويفرض بساط معنى وتسمية وحروف كلمة "رئيس"؟! .

 

فقد أصبح هادي وشرعيته يرزح بين تكبيل وتقييد ، بين ضياع الدولة في صنعاء وبين اختطاف وأخونة الشرعية في الرياض ، كل ذلك يعاني منه هادي .

وفي الأخير لم يجنِ هادي طيلة ثلاث سنوات سوى كلمه " الرئيس " و ثمارها وقطف محصولها للإصلاح ومدير مكتبه العليمي .

فهل نستطيع القول أن هادي مازال رئيساً فعلياً لليمن ؟! .