التحالف العربي.. استمرارية العطاء في ظل خذلان الشرعية
الاثنين 26 مارس 2018 20:20:00
المشهد العربي / رائد علي شايف
مع بلوغ التحالف العربي في اليمن عامه الثالث تبرز الى الواجهة السياسية مستجدات عدة جميعها تتمحور في صلب مهام التحالف لعل أهمها ما يتعلق بالشرعية اليمنية ومدى صلابتها من عدمها في ظل الدعم اللا محدود والاحتضان الدائم لمنتسبيها من قبل دول التحالف العربي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة.
ويوما عن يوم يرى متابعون للشأن اليمني أن الشرعية تزداد هشاشة وتفككا يرجعونها الى عوامل كثيرة ساهمت في جعلها تبدو غير مؤهلة لإدارة المرحلة ولا تمتلك أي مقومات للنجاح والاستمرارية.
ويعتبر مراقبون أن مرور ثلاثة أعوام على تشكيل التحالف العربي لاستعادة الشرعية المختطفة في اليمن تعد فترة زمنية كافية للحكم على ما قدمته هذه الشرعية في سبيل مساعدة التحالف لتحقيق أهدافه على أرض الواقع والمتمثلة بالقضاء على المشروع الإيراني في المنطقة ابتداء من اليمن.
ويقول المراقبون انه وبالنظر الى واقع الميدان فأن انجازات الشرعية خلال كل هذه المدة لا تعدو كونها حبر على ورق وهرطقات اعلامية ليس إلا وبالذات عندما يتعلق الأمر بتحرير محافظات الشمال التي أوكلت مهمتها لحزب الاصلاح الإخواني الذي عجز عن تحرير المحافظات التي يدير جبهاتها.
وتقع عدد (١٤) محافظة يمنية جميعها في شمال اليمن تحت قبضة المليشيات الطائفية المدعومة من إيران منذ 21 سبتمبر من العام 2014، عندما تمت السيطرة على العاصمة صنعاء ومن ثم تتابعت انهيارات المحافظات الأخرى دون أي مقاومة تذكر حينها.
ومنذ تلك اللحظة والى اليوم ما يزال الشمال بأكمله على هذا الحال باستثناء محافظة مأرب التي تكفلت قوات التحالف بطرد المليشيات الانقلابية منها وتعميد تحريرها بدماء العشرات من شهداء دول التحالف العربي الذين سقط معظمهم بفعل خيانات كبيرة تعرضوا لها هنالك.
وعلى الجانب الإداري يؤكد المراقبون أن حكومة الشرعية أثبتت فشلها الذريع في إدارة المحافظات المحررة في الجنوب بعد أن استطاعت المقاومة الجنوبية وبمساندة ودعم التحالف من تحريرها وطرد المليشيات منها،حيث عجزت عن توفير الخدمات الاساسية للمواطنين طيلة ثلاث سنوات كاملة لم تشهد تلك المحافظات خلالها غير التدهور في مختلف المجالات وعلى مستوى جميع المرافق الخدمية.
وبحسب ناشطون فقد عمدت الحكومة الشرعية مؤخرا فشلها بتقديم استقالات بعض وزرائها الذين عجزوا عن ترك أي بصمة ايجابية منذ توليهم الحقائب الوزارية مشيرين الا ان مثل هكذا استقالات هي نتيجة حتمية ومنطقية لتراكم الفساد المزري والعجز الواضح عن تقديم أي شيء منطلقين من قاعدة "فاقد الشيء لا يعطيه".
ويعتقد الكثير من المحللين السياسيين العرب أن هذا التآكل المستمر للحكومة الشرعية يشكل احراجا كبيرا لدول التحالف وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لا سيما وأن تلك الدول قدمت وما تزال تقدم كل أوجه الدعم المادي والمعنوي لهذه الحكومة التي يصفها ناشطون كثر ب"العاجزة "،متسائلين إلى متى سيستمر التحالف بغض الطرف عن كل تلك الاخفاقات المتتالية.