1432 شهيداً وجريحاً في ذكرى يوم الأرض

السبت 31 مارس 2018 22:09:43
1432 شهيداً وجريحاً في ذكرى يوم الأرض

استشهد 16 فلسطينيا، وأصيب نحو 1416 آخرين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، بينهم عشرة بحال الخطر الشديد في قطاع غزة، مع بدء «مسيرة العودة الكبرى»، للمطالبة بتحقيق عودة اللاجئين الفلسطينيين، وتزامنا مع إحياء ذكرى «يوم الأرض» أمس الذي يحيي فيه الفلسطينيون ذكرى استشهاد ستة داخل الخط الأخضر برصاص الشرطة الإسرائيلية، خلال مظاهرات عام 1976 احتجاجا على مصادرة أراض في شمال فلسطين المحتلة عام 1948.

وشارك آلاف الفلسطينيين على طول الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل عند ستة محاور، ودعت مستشفيات قطاع غزة بضرورة التبرع بالدم لصالح الجرحى والمصابين من المواجهات الدائرة مع الاحتلال على الحدود الشرقية لقطاع غزة. وأطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز بشكل مكثف اتجاه المتظاهرين باستخدام طائرات بدون طيار. كما شهدت كافة أرجاء فلسطين التاريخية مسيرات ومواجهات مع الاحتلال.


وتدفق عشرات آلاف الفلسطينيين أمس قرب الحدود بين غزة وإسرائيل في مسيرة احتجاجية أطلق عليها «مسيرة العودة الكبرى».

وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن الفلسطيني الأول استشهد بقصف مدفعي إسرائيلي فجر امس قبل اندلاع المواجهات فيما استشهد الباقون في مواجهات مع الجيش الإسرائيلي في مناطق مختلفة.

واشعل شبان وفتية إطارات السيارات ورشقوا بالحجارة والزجاجات الفارغة العربات العسكرية المصفحة، بينما رد الجيش بإطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع بكثافة. وعلى الجانب الآخر من الحدود نشرت القوات الإسرائيلية دباباتها وتمركز القناصة على سواتر ترابية.

وأزال مئات الفلسطينيين السياج الأمني الإسرائيلي شرق البريج.

وقالت مصادر فلسطينية إن مئات المتظاهرين قاموا بإزالة السلك الشائك على الشريط الحدودي ودخلوا للمنطقة الحدودية، فيما رد جنود الاحتلال بإطلاق النار وقنابل الغاز.


واستهدفت مدفعية الجيش الإسرائيلي موقعين بقذيفتين شرق منطقة جحر الديك جنوب شرق مدينة غزة، ما أدى إلى تدميرهما وإلحاق أضرار مادية في منازل المواطنين المجاورة.

وأقامت الهيئة الوطنية العليا للمسيرة الكبرى التي تضم حماس والفصائل وممثلي اللاجئين، عشر خيام كبيرة في خمسة مواقع على طول الحدود بين القطاع وإسرائيل، بينما نصبت عائلات عشرات الخيام الصغيرة.

ونصبت الخيام على بعد اقل من مئتي متر من الحدود الإسرائيلية شرق مدينة غزة وشرق خان يونس في جنوب القطاع.

ورفعت الأعلام الفلسطينية على الخيام من دون ان تشاهد رايات الفصائل المختلفة فيما كتبت أسماء العديد من البلدات والقرى وعائلات اللاجئين على الخيام.

وقال طاهر سويركي عضو اللجنة التنسيقية المشرفة على المسيرة إن عدد المشاركين بلغ «نحو مئتي ألف شخص شرق وشمال مدينة غزة، إضافة إلى عشرات الآلاف وسط وجنوب القطاع».

وكان عشرات آلاف الفلسطينيين أدوا صلاة الجمعة في الخيام التي أقيمت في المناطق الخمس.

وعلى وقع الأغاني الوطنية أدت فرق فلكلورية رقصات والدبكة الشعبية وسط تفاعل كبير من آلاف المواطنين.

ويتزامن بدء هذه الاحتجاجات التي تستمر ستة أسابيع لتنتهي بحلول ذكرى النكبة في 14 مايو المقبل، مع «يوم الأرض» ذكرى استشهاد ستة فلسطينيين برصاص القوات الإسرائيلية في 30 مارس 1976 في مواجهات ضد مصادرة أراضيهم.

وأعلنت «الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة»، التي تضم حماس وكافة الفصائل الفلسطينية امس انتهاء اليوم الأول لمسيرة العودة، داعية المتظاهرين للتراجع نحو الخيم التي أقامتها في المواقع الخمسة .

وقال خالد البطش رئيس الهيئة «نعلن انتهاء فعاليات اليوم الأول وندعو جماهير شعبنا للعودة إلى الاعتصام والتخييم في الأماكن المحددة».

وأضاف البطش، «نعلن أن اليوم هو يوم البداية وسنواصل الاعتصام والتظاهر، وندعو شعبنا إلى الاستمرار وصولا إلى يوم الزحف العظيم في 15 مايو (لمناسبة الذكرى السبعين للنكبة)».

وتابع البطش «نعلن عن قبر صفقة القرن المشبوهة التي يقودها دونالد ترامب وعزم شعبنا وإصراره لتصفية كافة المشاريع التصفوية وانه لا بديل عن العودة وحقنا في فلسطين التاريخي».

وقال بيان صادر عن اللجنة التنسيقية القائمة على تنظيم الفعالية: إن تعمّد الجيش الإسرائيلي قمع المشاركين في مسيرة العودة بالقوة واستخدام الرصاص الحي «جريمةً ضد الإنسانية وجريمة عدوان تستوجب محاكمة قادة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية».

واعتبر البيان أن «تلك الاعتداءات تعد مخالفةً جسيمة لاتفاقية جنيف الرابعة لسنة 1949 المتعلقة بشأن حماية المدنيين تحت الاحتلال». وأضاف أن «القوات الإسرائيلية رفعت وتيرة الاستخدام المفرط للقوة ضد المشاركين المدنيين العزل في مسيرة العودة الكبرى في قطاع غزة، الأمر الذي يدلل على أن دولة الاحتلال وقوات جيشها تتصرف على أنها دولة فوق القانون».

إلى ذلك، أحيا آلاف الفلسطينيين أمس ذكرى يوم الأرض، بمسيرات حاشدة انطلقت في مثلث يوم الأرض الخالد (سخنين، وعرابة البطوف، ودير حنا).

وخرجت تظاهرة حاشدة شارك فيها المئات من أبناء مدينة سخنين، جابت شوارع المدينة، وحمل المشاركون فيها العلم الفلسطيني، ورددوا الهتافات الداعية للتمسك بالأرض، قبل أن تلتحم مع مسيرات أخرى مشابهة في بلدتي عرابة البطوف ودير حنا، وانتهت بمهرجان خطابي في عرابة البطوف، بدعوة من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية الفلسطينية.

وقال رئيس بلدية عرابة البطوف علي عاصلة، في كلمته في المهرجان، «إن ما حدث في سخنين يتكرر اليوم في غزة، التي يحاصرها الاحتلال ويقتل أبناءها، مشيرا إلى أن إسرائيل تواصل قمعها لأبناء شعبنا في الداخل وفي الشتات، وحظر الحركة الإسلامية واعتقال الشيخ رائد صلاح، واستمرار ملاحقة التجمع الوطني، بالإضافة إلى استهداف وجودنا من خلال القوانين العنصرية التي يشرعها الائتلاف الحكومي اليميني المتطرف هو أكبر مثال على ذلك. وأضاف أن سلطات الاحتلال لا تدخر جهداً في سبيل نهب المزيد من الأراضي، مؤكدا أهمية صون وطننا وإحباط مخططات تصفية القضية الفلسطينية وشطب حق العودة، خاصة في ظل ما يتم الحديث عنه من صفقة القرن.

وفي الضفة الغربية اندلعت مصادمات بين متظاهرين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في أنحاء الضفة الغربية. وفرقت القوات الإسرائيلية المتظاهرين الفلسطينيين باستخدام وسائل فض الاحتجاجات في أريحا والبيرة وقرب نابلس في الضفة الغربية. ويطالب المحتجون بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى البلدات والقرى التي فرت منها عائلاتهم أو أجبروا على تركها عند قيام دولة إسرائيل عام 1948.

أسماء الشهداء

ارتفعت حصيلة الشهداء أمس، في مواجهات يوم الأرض في قطاع غزة، إلى 16 شهيداً، برصاص الاحتلال والشهداء هم: ناجي أبو حجير، محمد كمال النجار، وحيد نصر الله أبو سمور، أمين منصور أبو معمر، محمد نعيم أبو عمرو، أحمد إبراهيم عاشور عودة، جهاد أحمد فرينة، محمود سعدي رحمي، عبد الفتاح عبد النبي، إبراهيم صلاح أبو شعر، عبد القادر مرضي الحواجري، ساري وليد أبو عودة، حمدان إسماعيل أبو عمشة، جهاد زهير أبو جاموس، بادر فايق الصباغ. بالاضافة الى شهيد ساعات الصباح عمر سمور 31 عاما.

يوم الأرض

يصادف يوم الأرض في الثلاثين من مارس، ويحيي ذكرى كفاح أهالي دير حنا وعرابة وسخنين في الجليل الأسفل شمال فلسطين المحتلة عام 1948 ضد أمر إسرائيلي بمصادرة آلاف الدونمات من أراضيهم في سهل البطوف، وهو من أخصب الأراضي الزراعية، فاندلعت هبة شعبية في ذلك اليوم من سنة 1976 استشهد فيها ستة فلسطينيين، وأدت إلى تراجع إسرائيل عن مصادرة الأراضي.