في رثاء رفيق النضال الشاق من أجل الحرية والاستقلال الفقيد المحامي / بدر باسنيد

في رثاء رفيق النضال الشاق من أجل الحرية والاستقلال الفقيد المحامي / بدر باسنيد

السفير / قاسم عسكر جبران

المزيد

ﻻ توجد عندي أقلام تكفي للكتابة عن الفقيد المحامي الجليل بدر باسنيد ولا أوراق تتسع للتعبير عنه ولا كلمات تصف مودتي ومحبتي لهذا الرجل العملاق ولا حروف تثمن معزته على الاطلاق، كنت في لحظات عده اتمثل هذه الشخصية الفذة والمعتبرة و المتميزة في قلبي وروحي وجسدي ، وكنت ازوره الى بيته ومكتبه للعديد من القضايا والمشاكل التي كانت تعترض قيادات ونشطاء الحراك في الجنوب ، وبرحيل المحامي الكبير بدر سالمين باسنيد ، فقد الشعب في الجنوب  واحدا من المع وأشجع الرجال الذين قارعوا الظلم والاحتلال والاستعمار البريطاني واليمني على حد سواء، بل كان يعتبر الاحتلال اليمني اسوء احتلال في التاريخ الحديث ، وفقد شعب الجنوب خاصة واهله ومحبيه وزملاءه عامه سياسيا من العيار الوطني الثقيل ومحاميا فذا دافع عن الثورة والحراك السلمي في الجنوب وقياداته ورموزه، وعن حقوق المواطنين والمظلومين منذ كان شابا في مقتبل العمر حين اسس مع زملائه عصبة المحامين عن قضية الشعب العربي في الجنوب ابان الاحتلال والاستعمار البريطاني وكان حقا محاميا عالميا، كما انتظم في الكفاح المسلح ضد الاحتلال البريطاني من أجل الحرية والاستقلال حتى النصر في الثلاثين من نوفمبر 1967،وشكل العديد من فرق المحاماة ضد أجهرة سلطة الاحتلال اليمني دفاعا عن حق شعب الجنوب الأبي، وواصل نضاله  مدافعا شامخا شموخ الجبال من اجل العزة والكرامة للشعب والوطن ضد الاحتلال اليمني ،وكان المحامي بدر باسنيد يتقد نارا وشوقا للدفاع  عن الحق والعدالة اينما كان وحيث يكون ،يناطح بكل قواه وبكل جوارحه عن الحريات والحقوق المدنية وحقوق الانسان ،وكان مقاوما شرسا ضد الفساد وسياسة التهميش والإقصاء ،وهو اول وعدد يسير من الذين دعوا مبكرا بكل صرحة ووضوح  للحراك السلمي في الجنوب ضد الاحتلال اليمني وانخرط فيه ناشطا وسياسيا وكاتبا وقائدا حتى اصبح الحراك قوة سياسية على الأرض، رغم بشاعة هذ الاحتلال الهمجي الذي كان اكثر الاحتلال بطشا ووحشية وقمعا للمواطنين الجنوبين العزل من السلاح ، ولا  انسى شخصيا ما قام به هذه الشخصية الهامه الوطنية عندما كون فريق من المحامين تجاوز 15 محامي كان فيهم المحامي جمال الجعبي وغيره للدفاع عني اثناء سجني في سجن الأمن السياسي بصنعاء والذي دام قرابة سنتين  واثناء محاكمتي قلب الدنيا رأسا على عقب هو والمحامي الجعبي وتحولت محاكمتي الى محاكمة سياسية بامتياز على قصية شعب الجنوب، ولم يهدى لهذ الشخصية بال حتى غدا الحراك في الجنوب قوة سياسية على المسرحين الداخلي والخارجي، والذي لا يمكن تجاهله بعد الان ، واصبح المجلس الانتقالي للجنوب وريثه الشرعي كما هو ايضا على راس مقاومته الجنوبية الباسلة .

لقد كان الفقيد بدر باسنيد رحمه الله وطيب ثراه اشبه بالنجم الذي كانت تحجبه السحب لامعا وساطعا في سماء الجنوب وفي كل اللقاءات والاجتماعات والمهرجانات والاحتفالات ،ورقما وطنيا صعبا على الاعداء من خلال تناسقه وتناسبه مع هدف الشعب العربي في الجنوب  ومع موازين القوى التي كانت ﻻ تريد حلا لقضية شعب الجنوب العادلة والمشروعة.

 لقد كان بدرا حقا وسوف يكون  جزا من تاريخ ثورة وحراك الجنوب في العصر الحديث، وادعو في هذا العزاء الى ضرورة تكوين لجنة تجمع وتكتب هذه الشخصية المجهولة المشهورة ليذكر التاريخ للأجيال الجديدة والقادمة عن بدر باسنيد الهامة والشخصية الوطنية التي قدمت نفسها للنضال الطويل الشاق على مذبح العزة والكرامة والحرية والاستقلال ، انه رجل عظيم في الزمن الصعب، رجل المواقف الصلبة والصعبة .

لقد كان الفقيد باسنيد مثقفا وسياسيا ومحاميا بارعا وكان يمتلك مواهب متنوعة وعديدة مدعومة بالشجاعة الواعية وبالرصانة والرزانة المستندة على القناعة والإرادة القوية الممتزجة بالشجاعة الأدبية، وكان يسهر الليالي من اجل تجهيز المرافعات على المواطنين والقيادات والنشطاء الحراكيين ويسافر الى المناطق المختلفة في الجنوب لحضور المهرجانات والمسيرات ويتحقق في هذه السفرات من قضايا قانونية يود القيام بها وكثير منها كانت دون مقابل بل كان يدفع نفقاتها من حاصل عمله وعلى حساب قوت اسرته ،والتاريخ الحديث للجنوب حافل بجهود ونشاطات ونضاﻻت بدر باسنيد التي ترك فيها بصمات واضحه وعلامات بارزة وهادية لنضال شعب الجنوب التواق للحرية والاستقلال.

لقد كان بدر باسنيد من الرجال القلائل الذين يتمتعون بصفات قل ما تجدها في آخرين  حيث كان  منصفا وعادلا وشفافا يتوخى الحقيقة ويقف الى جانب الحق، وكثيرا من المحامين كانوا يتتبعون خطواته ويستفيدون من خبراته وهو من الرجال الذين لا يبخلون بتقديم العون والمشورة والنصح في سبيل خلق رجال واجيال جديدة متسلحة بالعلم والمعرفة ،وله من الصفات العظيمة التي كان يتصف بها مثل الصبر والحكمة والثبات والعزيمة التي لا تلين ولا تنحني الا لله سبحانه وتعالى.

تغمد الله الفقيد بدر باسنيد بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته وألهم اهله واصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان إنا لله وإنا اليه راجعون....

* الأمين العام للمجلس الأعلى للحراك الثوري لتحرير واستقلال الجنوب . عضو الجمعية الوطنية رئيس لجنة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي الجنوبي ..