في الذكرى الـ90 للتأسيس.. جماعة الإخوان “تحتضر”
حلت الذكرى التسعين على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين التي انطلقت من مصر في العام 1928، كمناسبة يصفها أعضاء التنظيم بـ”الاحتفالية” في محاولة للهروب من واقع الجماعة التي باتت تعاني التشرذم والانشقاقات التي ضربت عمقها التنظيمي وهيكلها الإداري.
الجماعة وهي تحيي هذا الشهر ذكرى تأسيسها الـ90، تريد أن تظهر أمام الرأي العام بحالة لا مبالاة بالواقع تضفي حالة من التماسك على ما تبقى من الجماعة.
ويقول ابراهيم ربيع القيادي السابق المنشق عن الإخوان،” إن الجماعة أوشكت على الانهيار الفعلي نتيجة الانشقاقات الكثيرة التى تعرضت لها مؤخرًا”، معتبرًا أن الظهور بمظهر احتفالي في ذكرى التأسيس محاولة للظهور بمظهر “اللامبالي”، هذا فضلاً عن “صدمة الجماعة وهي ترى حلمها في العودة يصل مرحلة التبخر”.
وتابع القيادي السابق بالجماعة “هذه الصدمة وفق نظرية كوبلر روس ستمر بمراحل خمس ، الإنكار – الغضب – المساومة – الاكتئاب – التقبل ، منوهًا بأنّ التنظيم يمارس هذه المراحل عند كل جولة صراع وسينتهي به المطاف إلى التلاشي”.
ويرى منير أديب الخبير بشؤون الحركات الإسلامية إن “جماعة الإخوان المسلمين تعرضت مؤخراً لانشقاقات كثيرة وقوية بشكل غير طبيعى منذ نشأتها على يد المؤسس الأول حسن البنا”، معتبرًا أن الانشقاق الفعلي والذي أثر بشكل كبير على الجماعة كان خلال عام 2013، حيث لم يستوعب التنظيم وقتها خروج الكثير من العناصر القيادية.
وأضاف أديب فى تصريحات لـ”إرم نيوز” أن موجة الانشقاقات التي حدثت مؤخراً كانت على مستوى قواعد الإخوان وبشكل معلن على عكس ما كان يحدث فى السابق بخروج مجموعة صغيرة عن الجماعة الإخوانية وبإخفاء الأمر خشية أن يؤثر على عمل ونشاط الجماعة، وهو ما يجعل الذكرى الـ90 هي ذكرى اضمحلال الجماعة ويمكن اعتبارها “ذكرى الغروب”.
وأضاف أن موجة الانشقاقات ليست على مستوى التنظيم فى مصر فقط بل امتدت فى الجزائر والأردن وأيضاً للإمارات العربية المتحدة، ولكن بشكل يبدو أكثر اختلافاً، مشيرًا إلى أن قوة تأثير الانشقاقات تكمن في أن “انشقاق قيادات أو مجموعة يأتي من منطلق عدم الإيمان بأفكارهم أو التشكيك فيها فضلا عن الخلاف التنظيمي مما ينذر بسقوط التنظيم كلية.”
تراشق علني
واللافت هذه المرة أن هذه الذكرى التسعينية للإخوان تأتي وسط تحول خلافات الجماعة إلى تراشق علني بين قياداتها وعلى منصات إعلام الجماعة الممولة في معظمها من قطر.
وكان مثيرا للاهتمام في هذا الجانب أن قناة مكملين الإخوانية أتاحت للقيادي السابق في الجماعة إبراهيم الزعفراني المجال ليقول إن “القيادة الحالية لجماعة الإخوان المسلمين لا تملك فكرًا ولا تستعين بمن يفكر”.
أما قناة الجزيرة القطرية فحاورت الأمين العام للإخوان حمود حسين (جبهة الصقور أو القيادات التاريخية) لتمنحه فرصة مهاجمة التيار الشبابي الجديد للجماعة ورفض الإجراءات التي أقدم عليها من “انتخابات شورية”.
التيار الشبابي رد بدوره ببيان هجومي شديد اللهجة وصف فيه حسين ومن يؤيده بـأنهم “انقلابيون يتجاوزون المؤسسية، ويمارسون علميات تزوير للحقائق”.
ويخشى سامح عيد القيادي السابق المنشق عن الجماعة أن هذه الخلافات مجرد صراع على المناصب وليست خروجاً عن الفكر التكفيري.
ويقول في تصريحات لـ”إرم نيوز”ك “التخوف الحقيقي هو عودة العناصر المنشقة للاتصال مجدداً بقياداتها سواء في الداخل أو الخارج، فالخروج عن فكر التنظيم أمر مختلف عن الخلافات لأسباب أخرى يمكن حلها لاحقا بما يجعل الباب مفتوحًا للعودة إلى صفوف التنظيم”.